رام الله – وليد أبوسرحان
جاء إعلان نتائج الثانوية العامة في الأراضي الفلسطينية، الثلاثاء، ممزوجًا بويلات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما خلفه من مآسي إنسانية حولت العديد من طلاب الثانوية في قطاع غزة إلى شهداء قبل أنّ يحصلوا على نتائجهم.
وامتنع الكثير من طلاب الثانوية العامة في الضفة الغربية، من تنظيم أي احتفالات بالنجاح في ظل السؤال المتداول شعبيا "كيف لنا أنّ نحتفل وإخواننا في غزة يذبحون على يد الاحتلال الإسرائيلي؟"
وفيما شذ بعض الطلاب وأهاليهم وأطلقوا بعض المفرقعات، فرحًا بالنجاح، أهدى الطالب إبراهيم عوني الفقية، والحاصل على المرتبة الأولى في فلسطين للفرع العلمي في شهادة الثانوية العامة، تفوقه للشهداء والجرحى ورجال المقاومة في قطاع غزة.
وأكّد الفقية، أنّ "فرحته بهذا التفوق منقوصة وممزوجة بالحزن، بسبب ما يحصل لأهلنا في قطاع غزة من قتل و هدم للبيوت".
وتخرج الفقيه من مدرسة البرج الثانوية المختلطة جنوب الخليل المحاذية للجدار العازل والقريبة من المستوطنات ونقاط التماس مع الاحتلال، وحصل على معدل 99.8 للفرع العلمي، وأشار إلى أنّ "الأوضاع السياسية التي تمر بها فلسطين أعطته الدافع إلى التفوق كون النجاح جزءً لا يتجزأ من النضال والجهاد الذي يخدم الوطن على هذا الصعيد".
وخلت معظم مدن الضفة الغربية، من الاحتفالات المبهجة تضامنًا واحترامًا للشهداء والجرحى والثكلى في قطاع غزة، خصوصًا وأن العديد من طلاب الثانوية في غزة حولتهم طائرات الاحتلال وما قذفته خلال الأيام الماضية من حمم إلى شهداء باتوا تحت التراب مثل الشاب نعيم ناهض البطش الذي كان ينتظر نجاحه في الثانوية العامة، إلا أن الشهادة سبقته، وارتقى شهيداً في مجزرة دامية راح ضحيتها أكثر من 18 شهيداً من أفراد عائلته بالإضافة إلى 50 جريحاً في جريمة ارتكبتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة.
واستقبل أهالي غزة نتائج الثانوية العام الحالي، على وقع الشهداء والجرحى والدماء المتناثرة، والبيوت المدمرة على ساكنيها، حيث حرمت طائرات الاحتلال الناجحين فرحتهم التي ينتظرونها عام كامل، فمنهم من استشهد وآخرين دمرت بيوتهم وبقية كثر لم يسلم أخيه أو قريبه من القصف ونال الشهادة.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي، نتائج الثانوية العامة، الثلاثاء، على الرغم من معارضة البعض إعلان النتائج في هذا التوقيت، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وارتفاع حصيلة الشهداء لأكثر من 190 شهيداً و1400 جريحاً.
وأكدت حركة "حماس"، أن إعلان نتائج الثانوية العامة، الثلاثاء، يهدف لإلهاء الناس والإعلام والرأي العام عما يجري في غزة.
وأوضح الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تدوينة لع عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، أنّ "تصميم وزارة التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية المؤقتة إعلان نتائج التوجيهي عمل مبرمج لإلهاء الناس والإعلام والرأي العام عما يجري في غزة".
وتابع، "إعلان النتائج له تداعيات سلبية على معنويات الناس وعوائل وأسر الشهداء والجرحى".
وكانت وزيرة التربية والتعليم خولة الشخشير، أعلنت نتائج الثانوية العامة خلال مؤتمر صحافي عقد، الثلاثاء، في مقر الوزارة في مدينة رام الله، ودعت الشخشير طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة إلى الحصول على نتائجهم من خلال المواقع الالكترونية وعدم تعريض أنفسهم للخطر.
وبينت الشخشير، أن المتقدمين لامتحان الثانوية للعام 2013-2014 بلغ عددهم 84211 طالبًا وطالبة، ونجح منهم 50839 وبلغت نسبة النجاح 60.4%.
وبينت أن، نسبة النجاح في الفرع العلمي بلغت 80.7 % من المتقدين، وكانت نسبة النجاح للفرع الأدبي 54.9%، و61% للفرع التجاري و60.4 للفرع المهني.
ووجهت الشخشير، دعواتها إلى طلبة الثانوية في المحافظات الشمالية إلى عدم إقامة الاحتفالات، مراعاة لدماء شهداء قطاع غزة الذين قضوا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، معتبرة أن تحقيق المصالحة الوطنية هي ما ميزت نتائج الثانوية لهذا العام، منوهة إلى أنّ انجاز المصالحة الوطنية أثر على مراحل الامتحانات.
أرسل تعليقك