صورة لمدرسة الأزهر الشريف الإسلامية
القاهرة ـ إسلام أبازيد
تثير المدارس الإسلامية جدلاً واسعًا داخل مصر ، خاصة في ظل ارتباطها بجماعة "الإخوان" المسلمين، حيث يبلغ عدد المدارس الإسلامية العاملة في مصر 60 مدرسة، موزعة على محافظات مصر؛ 19 مدرسة في القاهرة، و14 في الجيزة، و21 مدرسة موزعة ما بين محافظات الدلتا والإسكندرية وأسيوط وسوهاج و
السويس، وتنقسم ملكيتها إلى نوعين "أصلى"؛ وهى التابع ملكيتها لأعضاء في جماعة "الإخوان" المسلمين ، و" موالي " أي مدارس ذات ميول إخوانية تسير في تعليمها على منوال جماعة "الإخوان" ومبادئ مؤسس "الجماعة" حسن البنا ، و تعرضت تلك المدارس إلى سلسة من الهجمات من قبل المتظاهرين خلال الفترة الماضية، مما دفع ماليكها من قيادات جماعة "الإخوان" لتشديد الحراسة عليها ، خوفا من انتقام المتظاهرين، هذا و حاول "مصر اليوم" إلقاء مزيد من الضوء على تلك المدارس و توجهتها.
من جانبه أوضح، المتحدث باسم جماعة "الإخوان" المسلمين الدكتور أحمد عارف ، أن المدارس الإسلامية يشن ضدها موجة من الهجوم، و سلسلة من الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن هذا الهجوم غير جديد ففي بداية العام الدراسي 2008/2009م، فوجئت إدارة مدرسة "الجزيرة الإسلامية في مدينة الإسكندرية بقوات غفيرة من أمن الدولة، وأعداد هائلة من عساكر الأمن المركزي على رأسها 5 لواءات شرطة يحاصرون المدرسة والتلاميذ الصغار، ويطردون ألف طالب وطالبة من المدرسة بحجة صدور قرار من محافظ الإسكندرية يقضي بإغلاق المدرسة، و أصيب أحد المواطنين على اثر ذلك الهجوم بشلل رباعي نتيجة انقطاع الحبل الشوكي، إضافة إلى بعض الكسور والكدمات في أجزاء متفرقة من جسده ، وذلك بسبب الاعتداء عليه من قبل قوات الشرطة، كما تم اعتقال مدير المدرسة و12 من أولياء أمور الطلبة من المنازل فجر اليوم الثاني؛ بدعوى مقاومتهم لقوات الأمن، ومحاولة فتح المدرسة بالقوة.
و أضاف عارف "قصة هذه المدرسة مثل عشرات المدارس الأخرى تمثل جانباً من الحملة المتواصلة من قبل البعض ضد جماعة "الإخوان" المسلمين ، حيث يعتقدون أن هذه المدارس أذرع لجماعة "الإخوان" ، فيما يحرض البعض الأخر على غلق هذه المدارس بحجة أنها على غرار مدارس "طالبان" في باكستان، تخرج إرهابيين ، و هذا غير صحيح على الإطلاق".
و شدد على أن المدارس الإسلامية قد مورِس ضدَّها ضغوط كثيرة من وزارة التربية والتعليم ، ومن وزارة الشؤون الاجتماعية ، وكذلك من الجهات الأمنية خلال فترة حكم النظام السابق ، وكان يتم وضع عراقيل أمام مجالس إداراتها ، و نال هذا النوع من المدارس النصيب الوافر من الرصد والهجوم والتهديد بالإغلاق، ومنها ، مدارس الجيل المسلم التابعة للجمعية التربوية الإسلامية في محافظة الغربية ــ مدارس الدعوة الإسلامية التابعة لجمعية الدعوة الإسلامية في محافظة بني سويف ــ مدارس التربية الإسلامية التابعة لجمعية التربية الإسلامية في محافظة المنوفية ــ مدارس حراء بأسيوط ــ مدرسة الجزيرة الخاصة في الإسكندرية ــ مدارس الرضوان بالقاهرة ــ مدارس المدينة المنورة بالإسكندرية ــ مدارس طيبة الخاصة بدمنهور بمحافظة البحيرة.
و على جانب آخر قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية و التعليم محمد السروجي، "إن الوزارة تشرف على ما يدرس داخل ذلك النوع من المدارس، و لكن معظمها تتبع في الإدارة وزارة الشؤون الاجتماعية، لأن هذا النوع من المدارس يتم إنشائه من خلال الجمعيات الأهلية، و أوضح أن الهدف من التوسع في إنشاء المدارس الإسلامية خلال العقود الثلاثة الماضية، هو المنهج الذي تبنته معظم الجمعيات الخيرية الإسلامية والمدارس الخاصة ذات التوجه الإسلامي في مصر ، و هو إخراج جيل من الشباب يتم تربيته على تعاليم و قواعد القرآن الكريم".
و أرجع السروجي الهجمة على المدارس الإسلامية إلى عقدة الخوف من الإسلام ، حيث ترى بعض الدول الغربية العالم الإسلامي هو مصدر الإرهاب الذي يهدد مصالحها وأمنها وأن مواجهته يجب أن تكون شاملة بدءاً من تجفيف منابع المسلمين الثقافية والمالية، من خلال إتباع وفرض مناهج معينة في التعليم ، بحيث يسود نظام تعليمي في بلاد المسلمين يفصل فيه الدين عن العلم والحياة.
و صرح رئيس برلمان المعلمين أحمد الأشقر ، "أن التوسع في إنشاء المدارس الإسلامية جزء من مشروع جماعة الإخوان المسلمين للسيطرة على التعليم ، أخونته، و الذي يهدف في الأساس إلى إخراج جيل من الشباب مؤيد و موالي لفكر الجماعة".
و أضاف "إن الجميع يدرك يجيدا هذا المشروع ، و يدرك أيضاً الصراع القائم بين الجماعة السلفية ، و جماعة ا"لإخوان" المسلمين ، للسيطرة على العملية التعليمية داخل مصر ، و هذا ما ظهر بوضوح خلال فترة تولي مجلس الشعب السابق ، و سيطرة حزب "النور" على لجنة التعليم"، مشيرًا إلى أن الشعب سيقف أمام هذا المشروع ، و سيقاومه.
و أكدت المدرسة وولية الأمر نورا أحمد "أنها لا تحبذ فكرة انتشار المدارس ذات المرجعية الدينية داخل مصر، خاصة و أنها ستساهم في تفرقة المجتمع المصري ، و تقسمه إلى فرق و طوائف، مشيرة إلى أن ذلك يحدث بالفعل داخل تلك المدارس ، حيث يقتصر الالتحاق بها على أبناء أعضاء الجماعة و قيادتها ليخرج هذا الجيل من الأبناء محاذ إلى جماعته و ليس وطنه".
و وجهت نورا رسالة إلى الحكومة و وزارة التربية و التعليم طالبتهم من خلالها بالاهتمام بدعم التعليم الحكومي ، بدلا من الالتفات لدعم المدارس الإسلامية ، و التي يملكها عدد من رجال أعمال جماعة "الإخوان" المسلمين لمجرد أنها تدعم فكر و توجهات الجماعة.
أرسل تعليقك