الرياض - عبد العزيز الدوسري
تعمل 5 جهات حكومية منذ بداية الأسبوع الجاري وتزامنا مع الاختبارات على حماية الطلاب من المخاطر التي تؤذيهم، واستهدافهم من بعض الفئات التي تجد في أسبوعي الاختبارات فرصة للالتقاء بالطلاب في الساحات الخارجية للمدارس.
وتقوم وزارة التعليم "ممثلة في إدارات المناطق" ومكافحة المواد المخدرة وإدارة المرور والشرطة برصد المتربصين بالطلاب واستهدافهم أمام المدارس، حيث أطلقت الجهات الخاصة رسائل توعوية منذ الأسابيع الماضية في حرص أولياء أمور الطلاب على أبنائهم وتوعيتهم لتجنب أصدقاء السوء. وعملت الإدارات الحكومية على إرسال رسائل تحذيرية اعتلت مواقع التواصل الاجتماعية والهواتف الذكية بعد أن بعثت مكافحة المخدرات رسائل من خلال حسابها الرسمي في موقع التواصل "تويتر"، تؤكد أن مروجي المخدرات أشخاص لم يكملوا الدراسة ويوهمون الطلاب أنهم يقفون بجانب مصلحتهم من خلال ترويج المخدرات تحت مظلة الاجتهاد ومواصلة التعليم والمذاكرة، بينما اختارت إدارات التعليم برنامج فطن لتحذير الطلاب من رفاق السوء ومشاركتهم في عمليات التفحيط والتدخين أو قبول الحبوب المخدرة منهم. كما تستعد هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر في كافة المناطق لتنفيذ خطة فاعلة ذات محاور للحيلولة دون انتشار ظاهرة المعاكسات أمام مدارس البنات و للحد من بعض التصرفات والسلوكيات الخاطئة التي تصدر من بعض الشباب المراهق أمام مدارس البنات.
وأكد المتحدث الرسمي لشرطة منطقة المدينة المنورة العميد فهد الغنام تطبيق خطة شرطة منطقة المدينة المنورة في فترة الامتحانات على مستوى المدارس بتوفير عدد من الدوريات الأمنية والمرورية ودوريات الضبط أمام المدارس، وكذلك الدوريات السرية لضبط المفحطين، وأشار الغنام إلى تكثيف عدد من الدوريات وفق الخطة المرورية التي تضعها الجهات الأمنية مع كل فصل دراسي لفترة الامتحانات، والتي تهدف إلى سلامة الطلاب وضبط عملية الحركة المرورية أمام المدارس وتسهيل أداء الامتحانات للطلاب والطالبات. ونصح الغنام الآباء بأخذ أبنائهم بعد انتهاء فترة الاختبارات من المدارس وعدم بقائهم لفترة تجعلهم يتأثرون برفاق السوء.
ووجهت إدارة التربية والتعليم في منطقة المدينة المنورة وفق خطاب وزع على جميع المدارس في المنطقة بتهيئة قاعات الامتحانات للطلاب، والالتزام بالموعد المحدد لبدء الاختبار وعدم خروج الطلاب بين الفترتين من المدارس، وعدم تقديم فترات الامتحانات الثانية عن موعدها مع التأكيد على استمرار الإشراف اليومي والتأكد من انصراف جميع الطلاب مع ملاحظة وجود بيان بأسماء الطلاب وأرقام أولياء أمورهم مع المعلم المناوب وتمكين الطلاب من الاتصال بأولياء أمورهم عبر جوال المدرسة وتوفير مكان مخصص لجمع الكتب.
ولجأت إدارات المدارس الأسابيع الماضية، بحسب رصد لـ"الوطن"، إلى إرشاد الطلاب لآلية المذاكرة الجيدة، إضافة إلى تحذيرهم من بعض السلوكيات والتصرفات التي تصاحب فترة الاختبارات، منها اللجوء إلى بعض الحبوب بدعوى أنها تساعد على المذاكرة. وزارة التعليم، وعبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وجهت تحذيرا إلى طلابها وطالباتها من مروجي المخدرات، قائلة "أعزاءنا الطلاب والطالبات ينشط أصحاب السوء أيام الاختبارات في الترويج للمخدرات بطرق مخادعة، فاحذروا أن تكونوا ضحية لهم"، فيما حذرت في تغريدة أخرى من تعرض الطلاب للانجراف خلال فترة الاختبارات.
وأكد الباحث والدكتور محمد السناني أن الاهتمام بالتربية الأمنية في المجال التربوي والتعليمي له أهمية كبرى، لضمان أمن المجتمع واستقراره، وذلك لعدة اعتبارات من أهمها: ما يشهده العالم اليوم من تطورات متسارعة في شتى مناحي الحياة، وما وفرته التقنيات الحديثة في المجالات المختلفة من اتصالات ومعلومات ووسائل أخرى، جعلت العالم يبدو كالقرية الصغيرة، مما سهل عملية انفتاح الثقافات على بعضها، علاوة على الأحداث الأمنية التي يمر بها كثير من البلاد العربية في وقتنا الحاضر، مما قد تنتج عنها آثار سلبية، تقتضي إيجاد الحلول المناسبة، واستثمار كل الطرق والوسائل المتاحة لحماية المجتمع.
وبحثت الدراسة دور المدرسة الثانوية في تحقيق التربية الأمنية لدى الطلاب في المدينة المنورة، بهدف الكشف عن أدوارها التربوية، خاصة دور: المعلم، والإرشاد الطلابي، والأنشطة الطلابية، مع محاولة لمعرفة المعوقات التي تحول دون تحقيقها في المدرسة الثانوية، وصولا إلى رؤية مستقبلية لرسم ملامح لجملة من الأساليب الإجرائية التي يمكن للمدرسة الثانوية الأخذ بها نحو تحقيق التربية الأمنية. وأشار الباحث إلى أن نتائج دراسته أوصت بتشكيل لجان متخصصة على مستوى وزارة التعليم لدراسة وضع الحلول المناسبة للمعوقات التي تحول دون تحقيق التربية الأمنية لدى الطلاب في المدرسة الثانوية، وبضرورة تضمين الأدلة والوثائق المتعلقة بمحاور الدراسة قدرا وافرا من المفاهيم الأمنية التي تعالج قضايا الأمن في كل مجالاته، كما وضعت عددا من المقترحات لبحوث بدت حاجتها واضحة في المرحلة الحالية والمستقبلية.
أرسل تعليقك