لندن - سليم كرم
يعتبر الحصول على إجازة الأمومة من الأمور المبهجة عند العمل كرئيس هيئة تدريس، ويعد بعض الزملاء والرؤساء إجازة الأمومة مجرد عطلة للراحة، ولكن من غير المتوقع أن تولي الأم المدرسة والبريد الإلكتروني والتقييمات أهمية عن عائلتها.
وأفادت إحدى المعلمات التي تمر بإجازة للأمومة: "من المحبط أن معظم من في القيادة المتوسطة يعانون من سوء إدارة لإجازة الأمومة في جميع أنحاء البلاد، بعد أربعة أسابيع فقط من ولادة طفلي وجدت المدير يمرر لي بعض السير الذاتية ويطلب مني اختيار معلم جديد ليقوم بدوري أثناء الإجازة، ولم يذكر المدير القيام بأي شيء إلا عندما أصبح الأمر عاجلًا".
وأضافت المعلمة: "كان هذا أكثر مما كنت أتوقع، ويؤكد هذا على مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه سوء إدارة إجازة الأمومة في المدارس، وكانت هذه إجازتي الأخيرة بأي حال من الأحوال، وبعد مرور بضعة أشهر عادت المدرسة ولا زلت أنا في إجازة الأمومة، وكنت أنام لأكثر من ثلاث ساعات، ووافق زوجي على اصطحاب طفلنا للنزهة حتى أحصل على بضع ساعات لنفسي للمرة الأولى منذ أسابيع، وأتمكن من فعل العديد من الأشياء مثل القراءة والحصول على حمام ساخن والاسترخاء على الأريكة، إلا أنني لم أتمكن من فعل أي من هذا لأنني كنت بحاجة إلى استعراض تقييم من أجل اجتماع".
وأردفت: " لم أكن أتوقع حضور اجتماع تقييم وأنا في إجازة، والعديد من الموظفين لم يحصلوا على زيادة رواتبهم العام الماضي لأنم تغيبوا عن الموعد النهائي في أيلول / سبتمبر، ولذلك اتصلت بمديرتي للتحقق، وظهر من أسلوبها أنه علي حضور التقييم مثل أي شخص آخر، ولم أجادل خوفًا من تهديد فرصتي، وكان من الممكن القيام بالتقييم من خلال الهاتف وعندما حاولت التنظيم لذلك لم تعد إلي المديرة، واعتقدت أنه يمكنني مناقشة حالتي بشكل شخصي".
وتابعت: "أمضيت بضع ساعات لجمع الأدلة ثم ذهبت ساعتين إلى المدرسة، فضلًا عن العمل وأنا في الإجازة حينها أدركت أن مهنة التدريس لا تتوقف أبدًا حتى عند الحصول على إجازة للأمومة، وشعرت بالاستياء والعجز لأنه لا يمكنني رفض القيام بذلك لأننا كنا بحاجة إلى المال، ولا تعتبر حزمة أجور إجازة الأمومة في التدريس جيدة كما يعتقد الناس، ولا أعرف أي شخص استطاع الحصول على عام كامل إجازة، ويعني تطور الأجر الفرق بين العودة إلى العمل لمدة ثلاثة أيام أسبوعيًا بدلًا من أربعة".
واستطردت: "أرسلت بريدًا إلكترونيًا لمعرفة كيف سيتم الاجتماع وانتظرت الرد وكانت الرسالة أني التقيت مع مديرتي لمدة نصف ساعة ومعي طفلي، ولكنها لم تتعاطف معي وكأن الأمر يبدو طبيعيًا، وحتى أكون محقة عرضت علي الجلوس لكني لم أجلس خوفًا من أن يستيقظ طفلي، وأخبرتني المديرة هل يمكنك إخباري بالفرق بين تقييمي الذي كتب بواسطة شخص لديه الوقت لكتابته وتقييمات زملائي الذين كانوا مشغولين جدًا في التدريس لإعطاء المستوى نفسه من التفكير والاهتمام".
واسترسلت المعلمة: "لم يكن لديها أي فكرة عن أني أرعى طفلًا بعد الولادة 24 ساعة يوميًا، مع العمل لساعات أطول من زملائي في المدرسة، وشعرت بالصدمة من عدم وجود أي تعاطف للوقت الذي استغرقته لعمل التقييم ولحضور الاجتماع، فضلًا عن مرض طفلي، ولم تكن المديرة فقط هي من تعتقد أن إجازة الأمومة هي استراحة لطيفة من التدريس، حيث أرسل لي أحد الزملاء رسالة إلكترونية متمنيًا لي أن أستمتع بالراحة أثناء الإجازة، لكني لم أجد كلمات مناسبة للرد، وأخبرتني المديرة عن قصة مفيدة لصديقة عادت إلى العمل عندما كان طفلها عمره ثلاثة أشهر فقط وأنها كانت من القادة في المستوى المتوسط أيضًا".
وذكرت: "حقيقة اعتبار زملائي أن إجازة الأمومة مجرد استراحة جميلة ويجب أن أتواجد للرد على الرسائل أو حضور الاجتماعات جعلتني أستشعر واقع المهنة الذي يفرض على حياتك قبل أي شيء آخر على الرغم من أننا نرعى أشخاصًا آخرين أو أطفال، ولذلك أقول إن التدريس ليس مهنة مناسبة للأسرة، وتعتقد المديرة أنني سأقوم بالتقييم وسأضع كل هذه الأشياء كأولوية قبل عائلتي، والأكثر من ذلك أنها تعتقد بأن هذا أمر طبيعي، فكرت في كل هذه الأشياء وأقسمت أنني لن أعود إلى المدرسة مرة أخرى حتى تنتهي إجازة الأمومة وقررت أن استمتع بالراحة".
أرسل تعليقك