وزير التعليم الفرنسي يُحذّر من تشويه صورة العلمانية
آخر تحديث GMT18:51:38
 العرب اليوم -

أكدت أهمية إصلاح منظومة التعليم لمكافحة التطرَف

وزير "التعليم" الفرنسي يُحذّر من تشويه صورة العلمانية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وزير "التعليم" الفرنسي يُحذّر من تشويه صورة العلمانية

سيدة مسلمة توزع زهور بيضاء في أعقاب هجمات "شارلي ابدو" في يوليو الماضي
باريس ـ مارينا منصف

حذرت وزير التعليم الفرنسية نجاة فالو بلقاسم من تشويه السياسيين لمبادئ العلمانية الفرنسية، واستخدامها، في أغلب الأحيان، بشكل خاطئ لمهاجمة الإسلام، فيما يشعر أطفال المدارس بالارتباك. حيث أوضحت أنه بعد الهجمات المتطرفة المدمرة في باريس العام الماضي، أصلحت فرنسا تدريس العلمانية والقيم المدنية كجزء من حملة البلاد ضد التطرف.

وأضافت بلقاسم في مقابلة مع صحيفة "غارديان" البريطانية، "علينا إعادة صياغة مفهوم العلمانية، كي نتمكن من شرحه لتلاميذنا الصغار، مهما كانت ديانتهم، فهم يتنمون إلى هذه الفكرة ولا يمكن استبعادهم، فالعلمانية ليست شيئا ضدهم بل تحميهم". حيث اتخذت المدارس الفرنسية منذ هجمات يناير/ كانون الأول الماضي على المجلة الأسبوعية الساخرة "شارلي ابدو" وسوبر ماركت "كوشير باريس" حيث قتل 17 شخصا، ثم هجمات نوفمبر/تشرين الثاني، التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا، محور جلد هذه الأزمة لذاتها لبحث كيفية تورط الشبان الفرنسيين في حمل السلاح ضد غيرهم من المواطنين.

وأطلقت الحكومة خطة عمل لمكافحة عدم المساواة، وهو ما أطلق عليه رئيس الوزراء الفرنسي "الفصل العنصري الإقليمي والاجتماعي والإثني" في فرنسا. ومنذ ذلك الحين، تم الأخذ في الاعتبار أكثر من 800 طفلًا في المدراس من المحتمل أن يصبحوا متطرفين في المستقبل.
وقالت بلقاسم والتي سافرت إلى لندن لبحث كيفية معالجة المدارس في بريطانيا عدم المساواة الاجتماعية ومناقشة التعليم الرقمي، أن "مبدأ العلمانية كان أساسا في مكافحة التطرف في فرنسا". مضيفة أن فرنسا جمهورية علمانية ترتكز على الفصل الواضح بين الدين والدولة، وتهدف إلى تعزيز المساواة للجميع في المعتقدات الخاصة، فهي لا تزال دولة محايدة إزاء الدين، ولكن يجب حماية حرية كل فرد في ممارسة دينه.

وحظرت فرنسا في عام 2004، ارتداء الفتيات الحجاب في المدارس الحكومية، بالتوازي مع فرض الحظر على جميع الرموز الدينية الأخرى مثل الصلبان أو العمائم، بزعم أن المدارس لابد أن تكون خالية من أي مظهر ديني. ولكن بلقاسم، أفادت بأن فرنسا تصلح كيفية تدريس مفهوم العلمانية، بسبب تشويه من السياسيين اليمنيين خلال الأعوام الأخيرة.

وأردفت، "العلمانية مفادها أننا نعيش في دولة حيث يمكن للأفراد اعتناق المعتقدات التي يختارونها، وعلى السلطات العامة للدولة أن تكون محايدة تجاههم، لهذا السبب طلبنا من التلاميذ في المدارس عدم ارتداء أي رموز دينية مميزة، لأن المدارس يجب أن تكون غير محايدة إزاء معتقدات الطلاب، ويجب أن تعاملهم جميعا على قدم المساواة". وتابعت، "ولكن هناك شعور متزايد من عدم الفهم بين التلاميذ حول ما يعنيه هذا، فبعض التلاميذ يشعرون بأنه هجوما عدوانيا على هويتهم".

واستطردت، "إذا شعر عدد كبير من التلاميذ الصغار إن العلمانية هجوما عليهم، فذلك لأنه ساء استخدام هذا المفهوم وتشويهه من اليمن المتطرف في المناقشات العامة لأعوام طويلة بهجومه على الإسلام، فلقد تم إساءة استخدام المفهوم ليشير إلى مدى اختلاف المسلمين عن الآخرين، وهذه مشكلة واضحة". وقالت: "لذا فإننا نعمل بالفعل على إصلاح مفهوم العلمانية، وخاصة وتدريب المعلمين على ذلك".

وتطوع أكثر من 500 مواطنًا، تتراوح أعمارهم بين 18-94، بما في ذلك محامين متقاعدين وصحافيين، وكبار رجال الأعمال، في مبادرة غير مسبوقة، للذهاب إلى المدارس للحديث عن العلمانية. وشكا العديد من المتطوعين من أنهم لم يكونوا محل ترحيب، لكن بلقاسم ذكرت إن المشروع في تزايد، "ففي بعض المواضيع الحساسة، إحضار أشخاص من الخارج للحديث عن القيم يعد أمرا ملائما لأن التلاميذ سيتسمعون لهم بمزيد من الاهتمام".

وزير التعليم الفرنسي يُحذّر من تشويه صورة العلمانية

حيث كانت المدارس الفرنسية هدف لما وصفته الحكومة بتهديدات "واضحة" من الهجمات المتطرفة الجديدة، وتم تشديد الإجراءات الأمنية ووضع خطط الطوارئ حول المدارس. بعد أن تفجر الوضع الشهر الماضي، عندما هاجم معلم نفسه بسكين، وتظاهر بأنه ضربه مسلح تنظيم "داعش".

وتكافح فرنسا للتعامل مع العيوب العميقة في نظام مدارسها، فوفقا لمنظمة التعاون والتنمية في المجال الاقتصادي، فإن نظام التعليم الفرنسي يعد أحد أقل التعليم مساواة في العالم، فـ 5٪ فقط من الأطفال ذوي الآباء من الطبقة العاملة يصلون إلى المستويات الجامعية، فيما يصل 4% فقط إلى ما يعرف بالمدارس العليا المعروفة بـ "مدارس النخبة".

وبيَنت بلقاسم، التي ولدت في ريف المغرب، فرنسا في سن الرابعة ونشأت في العقارات الفقيرة في بلدة شمال اميان: "المساواة في التعليم هي معركتي الأولى". وواجهت فرنسا احتجاجات في الشوارع، العام الماضي بسبب إصلاحيتها لإعطاء مزيد من الاستقلالية للمدارس المتوسطة التي تكافح في فرنسا.

ورفضت بلقاسم قبول المزحة القائلة إن "التعليم الفرنسي غير قابل للإصلاح، وقالت إن التغييرات حدثت هذا العام".

واعترفت بلقاسم التي التقت نظيرتها البريطانية نيكي مورغان، وزرات أكاديمية "بيمليكو" في لندن، بأن النظام المدرسي الحالي في بريطانيا يختلف اختلافا جذريا عن فرنسا، ومن المنتظر أن تلقي الوزيرة المغربية- الفرنسية كلمة في معرض تكنولوجيا التعليم "بيتت" في لندن، كجزء من وعد الرئيس فرانسوا هولاند لتكثيف استخدام التكنولوجيا الرقمية في المدارس الفرنسية.

وصعدت مورغان هذا الأسبوع حملة مكافحة التطرف في بريطانيا، بتوجيه نداء إلى الآباء والمعلمين أن يكونوا يقظين من التطرف. وقالت أيضا: "فيما يتعلق بالمدارس، فلهم الحق في منع النساء والفتيات المسلمات من ارتداء النقاب في المدارس إذا ما أردوا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير التعليم الفرنسي يُحذّر من تشويه صورة العلمانية وزير التعليم الفرنسي يُحذّر من تشويه صورة العلمانية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab