أعراس دمشق تحولت إلى حفلات في الظهيرة و على أنغام العراضة العسكرية
آخر تحديث GMT06:49:50
 العرب اليوم -

بينما لجأ السوريون إلى تأجيل زواجهم أو السفر إلى الخارج لإقامته

أعراس دمشق تحولت إلى حفلات في الظهيرة و على أنغام العراضة العسكرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أعراس دمشق تحولت إلى حفلات في الظهيرة و على أنغام العراضة العسكرية

الأعراس في سورية

دمشق ـ جورج الشامي اتخذت عامة ودمشق خاصة شكلاً مختلفاً مع تحول الثورة السلمية (بعد عام من انطلاقتها في آذار 2011) إلى ثورة مسلحة، ورغم أن تردي الوضع الاقتصادي وزيادة البطالة كان أحد الأسباب الرئيسة للتعديلات التي طالت الأعراس السورية بين تأجيل وإلغاء، إلا أن الاشتباكات المتواصلة في مختلف أنحاء البلاد، والقصف والطيران والرصاص، كانت عوامل مهمة في تعديل خطط عدد كبير من الشباب السوري في الارتباط والزواج. هذا وقد شهدت حفلات الأعراس في  دمشق المحافظة السورية الأكثر أماناً حتى ترتيباً مختلفاً عن السابق، فأصبحت تبدأ السهرات في الثانية عشر ظهراً، وتنتهي في السادسة مساءً على أبعد تقدير، واختفت العراضة الشامية المعتادة لتحل مكانها عراضة عسكرية مستمرة ومن أصوات القصف والطيران، ليصبح الرقص في هذه الحفلات على أنغام رشاشات (الدوشكا) الروسية التي لا تهدأ في البلاد.
فمن جانبها قررت سهير (25 عاماً) أجيل زفافها، رغم مضي أكثر من عامين على ارتباطها بمهند (30 عاماً)، وتقول لـ(العرب اليوم): "في البداية أجلنا حفل الزفاف على أمل أن تهدأ الأمور، ولكن مع مرور الوقت زادت الأوضاع سوءً، والآن من الصعب إقامة حفل زفاف، وفرح، وسط الأتراح التي تعم سورية طولاً وعرضاً، لذلك قررنا تأجيل الارتباط إلى أجل غير مسمى".
أما روان ومحمد فقررا السفر إلى الأردن لإقامة حفل زفافهما "لم نعد نستطيع التأجيل أكثر، لذلك قررنا السفر إلى الأردن لإقامة حفل زفاف صغير، خاصة أن معظم الأهل والأصدقاء لا يستطيعون الحضور إلى الأردن لحضور الزفاف"، وتضيف (روان) لـ(العرب اليوم): "لقد أصرّيت على إقامة حفل زفاف فهي مرة في العمر، ولا أريد أن أفوتها، ولكن في ظل الوضع الحالي، قبلت بأن يكون زفافي صغيراً ومتواضعاً، تماشياً مع الظروف".
و في داخل دمشق أقام هاني حفل زفافه في أحد الصالات، ولكن ظهراً، وقال: "الوضع الأمني متوتر جداً في دمشق، لذلك ارتأينا أن يقام الحفل ظهراً، فمعظم سكان دمشق بما فيهم الأهل والأصدقاء لا يخرجون من منازلهم بعد الساعة السابعة مساءً، كما أننا لم نستخدم الموسيقى أو العراضة أو أياً من الوسائل المعتادة في العرس الدمشقي احتراماً للدماء التي تسيل في سورية، واقتصر الحفل على تبادل (الخواتم)، وقطع قالب للحلوى، ومن ثم تبادل للتهاني وبطبيعة الحال على نحو خجول".
بينما أقامت  سهيلة (27 عاماً) حفل زفافها على وسام في بيت أهلها، لم يمر دون منغصات، فالمنطقة التي يقام فيها الحفل قريبة من أماكن الاشتباكات "أصوات القصف والرصاص حلّت بدلاً من أصوات الموسيقى"، في حين كان الحضور قليلاً "حضور المدعوين كان متواضعاً فالكل مشغول بتأمين لقمة عيشه، وبالبحث عن الأمان".
في حين تزوج شهاب و مرام، دون أي حفل، " لا نستطيع إقامة حفلاً في ظل هذه الظروف، لذلك قررنا الزواج بهدوء، ومن دون أي ضجة". وتقول مرام لـ"العرب اليوم" "كنت أحلم دائماً بحفل زفاف كبير، وموسيقى ورقص، ولكن استشهاد أحد الأقارب، إضافة إلى الوضع الأمني في دمشق، حال دون ذلك، ولكنني لن أفوت هذه المناسبة، ومع تحسن الظروف، وتوقف العمليات العسكرية سأعود وأقيم حفل زفاف ضخم، وأحتفل كما حلمت دائماً".
هذه الأوضاع الصعبة، كما ذكرنا لم تمنع بعض الشباب السوريين من إقامة حفلات زفاف بطريقة أو بأخرى، وفي الأشهر الماضية، تعرضت عدة حفلات زفاف لمشاكل متعددة كانقطاع التيار الكهربائي، أو ظهور قوى الأمن لإيقاف الحفل بدواعي أمنية، أو اقتراب أصوات الاشتباكات والقصف، مما استدعى إنهاء الحفل سريعاً حفاظاً على أرواح الموجودين، ولكن أبرز ما حدث أخيرًا تعرض حفل في صالة بردى في دمشق لقذيفتي هاون خلال أحد الأعراس، مما أسفر عن مقتل سيدتين، ليتحول الفرح إلى مأتم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعراس دمشق تحولت إلى حفلات في الظهيرة و على أنغام العراضة العسكرية أعراس دمشق تحولت إلى حفلات في الظهيرة و على أنغام العراضة العسكرية



GMT 12:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادات مرعبة لنساء وفتيات ناجيات من العنف في حرب السودان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab