الأمهات العازبات مشكلة تؤرق الحكومة المغربية تبحث عن حل
آخر تحديث GMT19:32:34
 العرب اليوم -

5000 حالة في الدار البيضاء وحدها مرشحة للزيادة

"الأمهات العازبات" مشكلة تؤرق الحكومة المغربية تبحث عن حل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الأمهات العازبات" مشكلة تؤرق الحكومة المغربية تبحث عن حل

ظاهرة "الأمهات العازبات" في المغرب

الدار البيضاء ـ سعيد بونوار أعلنت "المؤسسة الوطنية للتضامن مع النساء" في المغرب، أن "الأمهات العازبات" في الدار البيضاء وحدها بلغ عددهن 5000 حالة، كنّ ضحية لإغواء رجال حوّلن حياتهن إلى جحيم، قد يتغير الاسم، وتتنوع الدوافع، لكن الفضيحة واحدة وهي "عازبة وأم". وكشفت الدراسة التي أنجزت بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وصندوق الأمم المتحدة للطفولة وللمرأة، عن أن 90 % من حالات حمل الأمهات العازبات في المغرب جاءت نتيجة وعد بالزواج (علاقة غير شرعية أو زنى بالتعبير الواضح)، في حين يمثل الاغتصاب 6 % ولتعاطي للدعارة  4 %، في حين لم تشر الدراسة إلى أسباب الظاهرة التي تقذف بالآلاف من مجهولي الأب إلى الشوارع، وتجعل الدولة أمام مشكل اللقطاء، فإنها تدعو إلى التفكير الجدي في وضع حد لظاهرة لها تأثيرات سلبية خطيرة على المجتمع الذي يصر على الظهور بجلباب المحافظة.
وقررت "المؤسسة المغربية للتضامن مع النساء" الالتفات إلى هذه الشريحة، التي دفعتها ظروف مختلفة إلى الحمل والولادة بطرق غير شرعية، وهي تناضل من أجل أن يكون لأبناء الأمهات العازبات هوية.
وترفض رئيس مركز التضامن النسوي، عائشة الشنا، تسمية هؤلاء الفتيات بـ"الأمهات العازبات"، وتقول "هذا مصطلح غربي غير موجود في ثقافتنا العربية الإسلامية، واقترح اسمًا كـ(الأم المتخلى عنها)".
ويعد المركز المذكور من بين أهم المؤسسات التي تعني بوضعية الأمهات العازبات في المغرب، وبخاصة منهن الفقيرات، من منطلق مساعدة بعضهن على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، وتمكينهن من سبل تربية أبنائهن، لكن المركز، وعلى الرغم من المجهودات التي يقوم بها، يجد نفسه قاصرًا أمام الطلبات المتراكمة عليه، فطاقته الاستيعابية لا تكاد تتعدى استقبال 36 أمًا عازبة.
ولا يعبر رقم الـ 5000 عازبة وأم عن الوضع الحقيقي للمشكلة، فهو مرشح ليتحول إلى أضعاف وأضعاف، وبخاصة أن موضوعًا كهذا تحكمه السرية لارتباطه بالشرف، ويسيجه القانون الذي يجرم الزنى والاغتصاب والتغرير، لكنه لا يملك وسائل الوقاية من الوقوع في شراك الخطأ.
 ويختلف المصطلح لكن المشكلة واحدة، وحاول الكثيرون الدخول في متاهات تحديد المفهوم، بين رفض نعت "الأم العازبة" و"الأم المتخلى عنها"، لكن ومهما اختلف في تحديد المصطلح فإن الظاهرة واحدة وقائمة، ففي أزقة العاصمة الاقتصادية العملاقة الدار البيضاء، لابد أن تصادف أمًا بلا عقد زواج تحمل صغيرها، تمتهن بعضهن بيع المناديل الورقية، أو تضطر أخريات إلى التسول، أو يعرضن طاقاتهن في خدمة البيوت.
وتروي رقية، مأساتها بأنها ترمق كل صباح عشرات النساء وهن يغادرن مبنى مستشفى "ابن رشد" في وسط الدار البيضاء، وعلى وجوهن ابتسامة تخفي آلام المخاض والوضع، تنظر إليهن وهن يحملن مولودًا محاطات بالزوج والأهل والأحباب الحاضرين للتهنئة، وتتمنى لو أنها عاشت  الفرحة ذاتها، أن تسمع زغاريد الفرحة، وأن ترد على تهاني العائلة، كانت تصبو إلى حفل "عقيقة" يتلذذ فيه الجيران بأطباق "الرفيسة" (أكلة شعبية مغربية تخصص للنساء حديثات الإنجاب)، كانت تحلم باليوم الذي تعلن فيه عن اسم مولودتها، من دون أن تضطر إلى طرق أبواب الجمعيات النسائية لمساعدتها على أن تحمل مولودتها اسمًا.
وقد ذهبت رقية ضحية إغراء ميكانيكي، أمطرها بالأيام الحلوة، وحوّل جحيم عيشها إلى جنة، فما كانت إلا أن أعلنت الاستسلام، تمضي النهار كله في "الكشك" الذي منحته إياها جمعية للتضامن النسائي، ومن عائداته تنفق على مولودتها، وتسلم جزء من الأرباح لصندوق الجمعية، التي تتكفل بالأمهات العازبات.
وتقول كريمة (19 عامًا)، أم لرضيع، إنها ذهبت ضحية وعد بزواج من قبل شاب غرر بها، إلا أنه مع اكتشاف حملها أغلق هاتفه المحمول، ولا تعرف عنه أي شيء إلا من اسم وهمي وهو خالد، أما خديجة "الشغالة السابقة"، فقد ذهبت ضحية اغتصاب من مشغلها الذي أثارته أنوثتها، وبحكم جبروته المادي، لفقوا لها تهمة الزنى مع حارس العمارة، وسُجن الاثنان، لتجد نفسها أمًا قبل الأوان، في ما لا تخفي أمنية وقوعها في حب تلميذ زميل لها، انتهى المطاف بعلاقتهما إلى الحمل، حيث طردت من البيت والمدرسة لتجد نفسها تتعلم الخياطة في ورش الجمعية.
وتوضح مسؤولة في المؤسسة المذكورة، أنها استقبلت 1227 أمًا عازبة، العام الماضي، وأن الجمعية ضمنت إيواء 481 أمًا و493 طفلاً، وأن أعمار الأمهات العازبات تتراوح ما بين 16 و26 عامًا، وأن 9 في المائة منهن تتراوح أعمارهن بين 14 و18 عامًا، وأن 27 في المائة منهن هن "خادمات بيوت" وفيهن تلميذات أيضًا، وأن 50 في المائة منهن أميات، وأن غالبهن فكرن في الانتحار هروبًا من "الفضيحة"، ومن مجتمع لا يحتمل "غلط" بناته، لكن هناك نماذج راقية من أمهات عازبات، فعدد من الموظفات أو من لديهن موقف من الزواج، آثرن الحمل وإنجاب طفل أو طفلة يملأ وحدتهن، من دون أن ينسبنه إلى أب معين، ويشعرن بسعادة لا توصف وأنهن يحملن لقب "أم عازبة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمهات العازبات مشكلة تؤرق الحكومة المغربية تبحث عن حل الأمهات العازبات مشكلة تؤرق الحكومة المغربية تبحث عن حل



GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab