الرياض – العرب اليوم
لم يمنعها كونها امرأة تعول ثلاثة أطفال وعلى مدار أربعة أعوام، أن تجوب شوارع مدينة الضباب، وتتنقل بينها تارة يوصلها قريب وأخرى مع سيارة أجرة، وتحمل معها أدوات الطبخ وما أعدته بيديها في منزلها، من جريش وفطائر وبعض المشروبات الساخنة لتقف بالساعات الطوال، والتي تتجاوز أحيانًا دوام موظف من الرابعة عصرًا وتصل إلى ما بعد العاشرة ليلاً، لتسد رمق وجوع أبنائها الثلاثة ووالدها والذي تسكن معه في منزله.
وتوجد المواطنة في مدينة أبها في طريق الملك عبدالعزيز وتقف وهي ترتدي كامل حجابها و رصت حافظاتها أمامها احتوت على مأكولات شعبية من صنع يدي ابنة الوطن "أم تركي" سعودية الأصل تزوجت في سن صغيرة ورزقت من زوجها بثلاثة أطفال ولم يكتب لها أن تستمر معه لتبدأ حياتها في البحث عن لقمة العيش والركض مع عجلة الحياة والتي لا تتوقف وتزداد أعباؤها مع تقدم العمر.
وتوضح "أم تركي" أنها تزوجت في سن صغيرة واستمرت حياتي الزوجية إلى أن شاء الله فانفصلت عن زوجي بعد أن رزقت منه بثلاثة أطفال وانتقلت للسكن مع والدي، اتقاضى من الجمعية مبلغًا لا يكاد يكفيني في أول الأيام ما جعلني أبحث عن مصدر رزق آخر.
وتابعت طقمت بإعداد وجبات شعبية في حافظات لاقت استحسان زبائني، إلا أن الأمر لم يستمر كما كنت أرغب فأحيانًا أجد صعوبة في الوصول للموقع ولا يوجد مكان محدد ككشك أحفظ فيه أدواتي وإنما طاولة أقوم بإعدادها وعندما يهطل المطر أو تسوى الأحوال الجوية والتي تتسبب لي بخسارة كل ما أعددته فأعود دون أن أستفيد من يومي ذلك، أو أقوم بتوزيعه على العمال قبل أن يتلف نهائيًا".
وتضيف أنها وخلال بيعها ووجودها طيلة تلك الأعوام، لم تتعرض لأي مضايقات أو تصرفات سلوكية خارجة عن حدود الآداب على الرغم من أن أغلب زبائنها من الرجال والشباب، ويحرصون على الشراء مني لجودة ما أقدمه، وأحيانًا يتواصل معي بعضهم من أجل أن أحجز لهم حسب طلبهم.
وبينت بشأن دور الجهة المعنية في البيع وما تقدمه لزبائنها، أنهم لم يمنعوهم من البيع وإنما طالبوا منها الحرص على نظافة المكان وذلك بعدم إلقاء المخلفات في الأرض، إلا أنني تفاجأت ذات مرة بمصادرة أدواتي وأغراضي دون سابق إنذار، على الرغم من حرصي على نظافة المكان، وما أقدمه لزبائني.
وأردفت أنها تقدمت لجمعية البر الخيرية بطلب كشك خاص لها تقوم بعرض ما لديها فيه إلا أنهم قالوا إنه لا يوجد لديهم الوقت الحالي، وعليها مراجعتهم بعد عام وعند انتهاء المدة المحددة، من قبل الجمعية.
واختتمت حديثها مناشدة أهل القلوب الرحيمة أن تجد لها وظيفة ثابتة وترتاح من التعب الذي تلقيه يوميًا في سبيل الحصول على لقمة العيش الكريمة والبحث عن الحياة العفيفة والتي أرهقتها وأجبرتها على الوقوف بالساعات وسط الشارع وأمام المارة.
أرسل تعليقك