ملكات سوريَّة فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي نساء طروادة
آخر تحديث GMT20:36:36
 العرب اليوم -

يبتعد عن الشكل الدارج لأعمال فنيَّة تُصنع من وحي المأساة

"ملكات سوريَّة" فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي "نساء طروادة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ملكات سوريَّة" فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي "نساء طروادة"

لقطة من الشريط
بيروت ـ العرب اليوم

تستعرض المخرجة السوريّة ياسمين فدا بعض مراحل تصوير وثائقي "ملكات سورية"، عبر شريط قصير من 3 دقائق نُشر على "فيميو"، وأنجز فريق العمل قرابة 80 ساعة تصوير، ويحتاج التمويل لاستكمال مراحل المونتاج، كما يخبر الشريط. وفي تلك الدقائق القليلة، يبدو واضحاً أنّ الفيلم لن يبتعد عن الشكل الدارج لأعمال فنية تُصنع من وحي المأساة السورية، وتكتفي تلك الأعمال بغالبيتها بانطباعات صنّاعها عن الحدث السوري، وإبراز الاصطفاف، أفلام قصيرة، مقاطع فيديو، لوحات فنية، أغان، كلّها أعمال تحمل ثغراتها معها، لكنّها تُقدَّم بلسان صانعيها، كأنّها مرجع متكامل عن شعب، ووثيقة لذاكرته أيضاً.
ويتناول الفيلم ورشة عمل مسرحي، شاركت فيها 40 لاجئة سوريّة إلى الأردن، وتظهر في الشريط الممثلة السورية ناندا محمد مشرفةً على تمارين الصوت والجسد للمسرحية المأخوذة عن "نساء طروادة"، أقدم نصوص الروائي المسرحي اليوناني يوربيديس480 ـ 406 ق.م. وتحكي المسرحية الأصلية معاناة النساء زمن الحرب. ولكن يتغير السلاح والحرب تبدو أبدية. من هذا المنطلق، وجد صناع الفيلم تشابهاً كبيراً بين مصير النساء في سورية، ومصير نساء طروادة، صور بصريّة متشابهة، مربكة، ويائسة. في العمل دعوة للجوء إلى الفنّ كمخرج من المأزق، لكنّ المأزق يتّسع، ونقع أيضاً على إملاءات تعبيرية لم تف بالغرض، وإسقاطات رمزيّة لا تخدم اسم الفيلم، تسرد النساء قصصهنّ من دون وسيط، تحتفين بما جرى معهنّ منذ اندلاع الأحداث في سورية، إلى أن أصبحن لاجئات خارج البلد على طريقة القصّ. تسرد إحداهنّ "تفاجأنا، الخبر إجانا إنه استشهد أخواتي الاثنان وأبي". تتعلمن ضمن تجارب الأداء إنقاذ مصاب، إحداهنّ تقرأ لأطفالها، وتريد أن يصل صوتها إلى كلّ العالم "إحساسي إنّه في عندي صرخة، وبدي أصرخها، خلي كل العالم يسمعها». وتسأل أخرى "يا ترى في نتيجة؟".
لا يخلو الفيلم الذي تشارك في صنعه عتاب عزام المقيمة في لندن، بعدما قضت ما يقارب الشهرين مع لاجئات سوريات في كل من لبنان والأردن، من طابع حميمي. وتظهر في رسالة تقرؤها إحدى المشاركات على خشبة المسرح "بنتي حبيبتي علا، مبروك الزواج، كنت حابة أفرح فيك وأعمل عرسك بصالة"، فترد الأخرى "لا البيت بيتنا، ولا المكان مكاننا ولا البلد بلدنا". حسرة فوق الحسرة. ألم مختوم بالتصفيق. جمهور افتراضي يتنبأ، وآخر يعاين المأساة. نسوة ينشدن الحلم، على طريقة الملكات. "انظري إليّ وستجدين مأساة تمشي على ساقين كنت أيتها الأم زوجة قائد عظيم". ينتهي الشريط بالتصفيق في مشهد أخير لمسرحية شخصياتها سوريّة، لكنهنّ لسن ملكات، بل وحيدات ينتظرن أدوارهن من جديد، للعودة إلى الخشبة.
ولا يتضمّن الشريط الترويجي للوثائقي، إلا تعبيراً عن الخسارة، في رسالة إلى عالم لا يدرك أنّ نجمات الشريط، المتشحات بالسواد، لا يشكّلن إلا عيّنة من نساء سورية. ويظهر الفيلم نموذجاً واحداً للسوريّات، لكنّه يقدّمه كرمز لكلّ امرأة سوريّة، كأنّ صانعيه ينظرون إلى تلك المرأة من بعيد، بعين أجنبيّة لا تعرفها عن حقّ. كما أنّه يقدّم وقائع مغلوطة، حين يصف النساء بـ"ملكات في منازلهنّ"، إذ إنّ معظمهنّ يعشن تحت نير اللجوء والحرب، ومعهما سطوة الرجل والمجتمع ومفاهيمه الذكوريّة. ورغم نجاح القيّمين على المشروع في اختيار إسقاط رمزي على واقع نساء سورية في نصّ يوربيديس، إلا أنّه يتضمّن مبالغات ترويجيّة عدّة، بنفس استشرافي، فسورية أوسع من نقاب أسود، وأكثر ألماً من هيكوبا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملكات سوريَّة فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي نساء طروادة ملكات سوريَّة فيلم وثائقي مأخوذ عن النص الروائي المسرحي نساء طروادة



GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:17 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث مع جدعون ساعر آخر التطورات في المنطقة

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab