سارة شعراوي تكتب قصة بطلة خارقة تعاقب متحرشي شوارع القاهرة
آخر تحديث GMT13:55:25
 العرب اليوم -

قدمت "هانا" التي تجمع بين كل النساء داخل الدول العربية بصورة شاملة

سارة شعراوي تكتب قصة "بطلة خارقة" تعاقب متحرشي شوارع القاهرة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سارة شعراوي تكتب قصة "بطلة خارقة" تعاقب متحرشي شوارع القاهرة

قصة "بطلة خارقة" تعاقب متحرشي شوارع القاهرة
القاهرة ـ منى المصري

وقفت شابة ترتدي الأسود، على منصة إحدى صالات العرض في لندن، تصرخ بشدة مهددة أنها ستعاقب كل رجل تحرش بها في شوارع القاهرة، وستحفر على وجهه كلمة "متحرش" وستخيط له جفنيه. وهذه المرأة العشرينية الغاضبة، التي يفترض أنها تقف على سطح أحد الأبنية، هي "بطلة خارقة" كتبت قصتها سارة شعراوي ذات الـ 29 عامًا.

وبدأت سارة كتابة مسرحيتها منذ عام 2013، وتقول إن الفكرة ببساطة هي "عن صعوبة أن تكوني امرأة في القاهرة بدءًا من سن البلوغ"، لذا كتبت قصة عن "هانا"، الرسامة المصرية التي تعمل على تأليف كتاب رسوم هزلية عن بطلة خارقة. وأضافت سارة "النص لا يزال - للأسف - صالحا حتى اليوم وسيبقى كذلك لوقت طويل ليس فقط في البلاد العربية. الأوضاع مختلفة في مصر الآن لكن المشكلة لا تزال موجودة". ودرست سارة المسرح والتاريخ في الجامعة الأميركية في القاهرة التي تخرجت فيها عام 2011 لتسافر بعدها مباشرة إلى اسكتلندا وتدرس برنامج ماجستير في المسرح الأوروبي. ولا تزال تزور مصر تقريبا مرة كل سنة.

"وتابعت أحب كثيرا هذه الشخصية الخارقة .. هي مزيج من نساء عدّة أعرفهن في مصر. هي الجزء الغاضب مني.. إن أزعجني أي رجل فهي دائما موجودة معي". وتردد بطلة المسرحية هانا طوال العرض قواعد فهمتها تقريبا كل الفتيات عند السير وحدهن في شوارع مدن عربية: امش بسرعة، لا تنظري مباشرة في أعين الرجال، لا تجلسي في مقعد سيارة الأجرة الأمامي وتفادي الحديث مع السائق، اصرخي إن اقترب رجل غريب منك، ويفضل أن تحملي أداة حادة معك للحماية".

وتتغير هذه القواعد قليلا في المدن الأوروبية، كما تقول حنا، فمثلا يضاف إليها "انتبهي من قبول مشروب من الغرباء، لا تشربي كثيرا، ولا تتأخري في العودة". وتشرح البطلة كيف ابتعدت عن ارتداء الثياب الملونة واكتفت بالأسود كي لا تلفت النظر أبدا. وتتذكر بطلة المسرحية هانا ما مرت به مذ كانت فتاة في الـ 12 تتعرض "لمعاكسة" من قبل شباب على طريق العودة من المدرسة، وباعة، وعساكر، وحتى كشابة في العشرين عندما زارت لندن وخرجت للسهر مساء، وصولًا إلى حادثة التحرش الجماعي بالنساء في ميدان التحرير في القاهرة.

وفي تلك اللحظات، عندما كانت "مئات الأيادي تمتد للمس النساء" في ميدان التحرير، تقول حنا إنها رأت بطلتها الخارقة "عندها رأيتك.. كان الناس يتفرجون على الاعتداء.. كنت متجمدة. لا أصرخ. كنت فقط أقول أرجوك ياالله أوقف هذا.. أريد أن أرى السماء".

ولم تكن كاتبة المسرحية سارة شعراوي شاهدة على حوادث الاعتداء الجماعي في ميدان التحرير عام 2012، لكنها كتبت النص بناء على شهادات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي ووثقتها مجموعات معنية بمناهضة التحرش الجنسي، وبناء على شهادات صديقات تطوعن في حملات حماية النساء. ورغم أن العنف الجنسي كان مشكلة في مصر منذ زمن، إلا أن ظاهرة التحرش الجماعي ازدادات بنحو ملحوظ منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في 2011، حتى أنها اعتبرت "جانبا مظلما" للثورة المصرية. وسجلت أشد حوادث التحرش خلال الاحتجاجات في ميدان التحرير.

وتحدثني سارة أكثر عن حبكة مسرحيتها، "في كتيبات الرسوم الهزلية هناك دائما حدث حاسم يتحول فيه الشخص العادي إلى شخصية خارقة مثل باتمان. كان لابد من وجود مثل هذه اللحظة في المسرحية فكان مشهد ميدان التحرير". وأضافت "عندما لايمكن مواجهة الأشياء الصغيرة، عندما نسمح للمجتمع أن يجعل من ثقافة التحرش والاغتصاب أمرًا عاديًا عندها لابد أن يحدث شيء ما. اليوم هناك حملات جيدة جدا بهذا الخصوص في مصر، وأصبح الناس أكثر وعيا لأن ما وصلنا له كان لحظة حاسمة".

قد تبدو الشخصية الخارقة المقنعة بنقاب لتعاقب المتحرشين ردة فعل مبالغ فيها، لكن هذا الحل الفردي الذي تأخذ فيه المرأة حقها بيدها لا يطرح فنيا لأول مرة؛ ففي كانون الأول/ ديسمبر ٢٠١٠ عرض فيلم مصري بعنوان 678 الذي يحكي قصة امرأة محجبة لم تعد تحتمل التحرش بها في باصات النقل العامة وفي الطرقات فتبدأ باستخدام أدوات حادة (كدبوس حجاب الرأس أو موس)، لضرب المعتدي على عضوه الذكري.

وكان المجلس القومي للمرأة قد رفض في أكتوبر/تشرين الأول ما جاء في تقرير أعدته مؤسسة "رويترز" الذي صنف القاهرة على أنها "أخطر" مدينة كبرى في العالم على النساء، وقال إن البرلمان يناقش مشروع قانون لحماية المرأة من العنف. وسارة واعية تماما لطبيعة جمهورها البريطاني لذا اختارت أن يكون "النقاب" هو قناع شخصيتها الخارقة "لجذب الناس بالصورة النمطية".

وعدّلت على نصها المكتوب بالإنجليزية أكثر من مرة، ولا تزال تنتظر تمويلا لتحويله من مجرد نص يقرأ على المسرح إلى عرض متكامل، وتقول لي "لا أحد يريد المجازفة بإنتاج العرض لأني لا أزال كاتبة جديدة". وتخبرني مطولًا عن حياتها في مدينتها غلاسكو في اسكتلندا؛ فسارة تمثّل أحيانا خاصة مع ازدياد المواضيع المتعلقة بالعرب واللاجئين، وتكتب مسرحيات، وتدرّس ورشات كتابة، كما تقوم بمهام إدارية في بعض المهرجانات الثقافية. وتقول إنها "امرأة مصرية... وكاتبة اسكتلندية". و"كانت الحياة صعبة في البداية، لكني اليوم أعرف جيراني وأقابل ناس أعرفهم في الشارع.. أصبح لي مجتمعي الخاص. وعلى صعيد العمل، الجو الثقافي هنا كبير بما فيه الكفاية للقيام بما أريد، وصغير بما فيه الكفاية لنعرف بعضنا جيدا نحن العاملون بالمجال الثقافي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سارة شعراوي تكتب قصة بطلة خارقة تعاقب متحرشي شوارع القاهرة سارة شعراوي تكتب قصة بطلة خارقة تعاقب متحرشي شوارع القاهرة



GMT 12:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادات مرعبة لنساء وفتيات ناجيات من العنف في حرب السودان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab