نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة
آخر تحديث GMT20:38:10
 العرب اليوم -

يستضيف سباقًا دوليًا سنويًا تحت اسم "مارش موتو مادنيس"

نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة

نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب
الدار البيضاء ـ منير الوسيمي

استطاعت بعض السيدات لفت انتباه رواد المقاهي في مدينة الدار البيضاء المغربية المزدحمة، حينما انطلقن بعدد كبير من الدراجات النارية في الشارع الرئيسي في منطقة راسين المركزية، حيث ارتدين الملابس الجلدية والخوذات، وقالت دليلة مصباح، رئيسة المجموعة "نسمي أنفسنا (ميس موتو ماركو)، ونحن أول نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب".

ويستضيف النادي سباقًا دوليًا سنويًا، وهو "مارش موتو مادنيس"، والذي يعٌقد في نفس اليوم الذي يوافق اليوم العالمي للمرأة، والذي يشهد مشاركة نحو 1000 راكب دراجة ينزلون إلى الشوارع؛ لدعم حقوق المرأة، وعن هذا تقول مصباح "ال نادي للنساء من كل الأعمار والخلفيات، الأصغر سنًا، بيننا خريجة جامعة والأكبر سنًا متقاعدات مثلي، ولكن جميعنا نتشارك شغف ركوب الدراجات النارية. فنلتقي بانتظام لركوب واستكشاف بلدنا الجميل، ونحن نشرب القهوة وندردش مثل اليوم."

ولا تزال الدراجات النارية الكبيرة ترفًا لا يستطيع الكثير في المغرب تحمله، حيث تشير آخر الأرقام إلى أن أكثر من 4 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر، ولكن شعبية الدراجات ارتفعت من 31.353 دراجة مُسجلّة في المملكة المغربية عام 2010 إلى 55.517 في عام 2016، ومع ذلك تمتلك النساء 1% فقط من هذه الدراجات.

وتمتلك مصباح دراجة نارية منذ أن كانت مراهقة، ولكنها توقفت عن قيادتها، وبعد تقاعدها في عام 2008، حصلت على رخصة قيادة لأنها كانت تريد امتلاك دراجة "هارلي ديفيدسون"، وبعد 3 سنوات، في عام 2011، أسست "ميس موتو ماركو" بعد قيادتها على طريق 66 في الولايات المتحدة مع زوجها، وأعجبت بمجموعات الدراجات النارية النسائية التي قابلاها في رحلتها.

اقرأ أيضا:

"العرب اليوم" يلتقي مجموعة من الفنانين التشكيليين لمناسبة اليوم العالمي للمرأة

وفي البداية، كان حافزها الأساسي هو مشاركة شغفها بالدراجات مع النساء الأخريات وتشجيع زميلاتها السيدات على التجرؤ على ركوب الدراجة، وهي مصممة الآن على تحطيم صورة المرأة المسلمة النمطية لدى الغرب، كونها عاجزة ومضطهدة، وإظهار أن نساء بلدها يمكن أن يكن أحرارا مثل نظرائهن في الغرب، وتقول "يعتقد العديد من الأجانب أن السيدات العربيات لا يُسمح لهن بالقيام بأي شيء، ولكن ذلك غير حقيقي. فالنادي يمثّل المرأة المغربية الحديثة. نحن لسنا عالقات في المنزل، أو نرتدي جلباب وغطاء رأس، ونطهي لأزواجنا ونعتني بأطفالنا."نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة

وفي هذا السياق، تقول إلهام الفيلالي، صيدلانية وعضو في النادي، وتعيش أيضا في الدار البيضاء وتعلمت كيفية ركوب الدراجات قبل 5 سنوات بعد مشاهدة تقرير عن نادي "ميس موتو ماركو" على التلفزيون "مشاهدة هؤلاء النساء على الشاشة منحني الشجاعة للحصول على دراجة نارية."

ومنذ مصادقة المغرب على اتفاق دولي بخصوص المساواة بين الجنسين في عام 1993، كان هناك تقدما كبيرا في التشريعات المحلية، وارتفع تمثيل النساء في البرلمان بشكل كبير من 1٪ في عام 2003 إلى 21٪ في عام 2016، وتم الترحيب بقانون الأسرة المغربي لعام 2004 باعتباره أحد أكثر القوانين تقدمية التي تحمي حقوق المرأة في العالم العربي، ولكن في الحياة اليومية ليست الأمور بهذه البساطة، إذ أن فيلالي لا تستخدم دراجاتها للذهاب إلى الصيدلية التي تعمل بها، وهي واقعة في حي فقير وتخاف من العقليات التقليدية، وتعتقد أن الناس لن يتقبلوها كهواية، ولكن بشكل عام في المدن الكبيرة في المغرب تتمتع المرأة بتمكين أكبر، وفي المدن والقرى الصغيرة تظل الناس أكثر تحفظا، لذا ينظم النادي جولات لركوب الدراجات النارية في المناطق الريفية والفقيرة، لتستفيد النساء المحرومات من هذه الهواية.

ويقام "مارش موتو مادنيس" هذا العام في مدينة مراكش بدلا من الدار البيضاء؛ لأن المدينة لها تاريخ شيق للنساء اللواتي يركبن الدراجات النارية و"الاسكوتر"، ومنذ ستينات القرن الماضي،  أصبحت المدينة معروفة بروحها المستقلة وثقافتها القوية لتحرر المرأة.

ويعد محمد موهرلي، مشارك منتظم ورئيس الاتحاد المغربي لسائقي الدراجات النارية الذي يتكون من 22 ناديا، ويضم أكثر من 5000 عضو، ويقول إن معظم الرجال يرحّبون بالسيدات، ولكن  يخشى البعض عليهن بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، إذ في عام 2017، كان هناك ما يقرب من 90 ألف حادثة على الطرق المغربية، وأكثر من 3500 حالة وفاة، كما يعتقد أن السيدات المغربيات قائدات الدراجات النارية يلعبن دورا مهما وسيكون لهن تأثير إيجابي على بقية العالم العربي، ويثني عليهن كونهن مثالا للمرأة المسلمة وبإمكانهن قيادة دراجة نارية أو الاستمتاع بأنشطة أخرى.

قد يهمك أيضا:

احتجاجات في أنحاء العالم تُطالب بالمساواة بين الجنسين في اليوم العالمي للمرأة

نكشف بالأرقام تغيُّر "الصورة النمطية" للمرأة في الدول العربية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة نادي للدراجات النارية للسيدات في المغرب يحطّم الصورة النمطية للمرأة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:51 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مهمة يجب اتباعها عند شراء السجاد لضمان اختيار مناسب
 العرب اليوم - نصائح مهمة يجب اتباعها عند شراء السجاد لضمان اختيار مناسب

GMT 18:24 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد وأردوغان يبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين
 العرب اليوم - محمد بن زايد وأردوغان يبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين

GMT 11:55 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

روبي تحدد شروطًا صارمة لإحياء حفل رأس السنة
 العرب اليوم - روبي تحدد شروطًا صارمة لإحياء حفل رأس السنة

GMT 19:14 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 11 شخصاً في انفجار مستودع أسلحة قرب العاصمة السورية

GMT 20:34 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق خمسة مقذوفات من شمال قطاع غزة نحو إسرائيل

GMT 08:31 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

لا للعفو العام.. نعم لسيادة القانون

GMT 09:28 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

GMT 10:28 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 08:58 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات تضيف الدفء لمنزلك وتجعل أجواءه مريحة ومثالية

GMT 08:25 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... دبسٌ وهمسٌ

GMT 11:55 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

روبي تحدد شروطًا صارمة لإحياء حفل رأس السنة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 08:51 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مهمة يجب اتباعها عند شراء السجاد لضمان اختيار مناسب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab