بيروت ـ غنوة دريان
تعد مرحلة المراهقة من أهم وأخطر المراحل العمرية على الإطلاق والتي تحتاج إلى عناية خاصة، ولعل أبرز ما تتميز به هذه المرحلة محاولة المراهق أو المراهقة جلب انتباه المحيطين به إليه بشتى الوسائل فإن استطاع المراهق أن يتميز بشيء جيد مثل التميز في الدراسة أو في نشاط واضح مثل الشعر أو الإلقاء أو التمثيل أو غير ذلك مما يستهوي المراهقين.
وإذا لم يستطع مثل ذلك فقد يعمد المراهق أحياناً إلى لفت انتباه الآخرين ولو بعمل سيئ مثل المشاجرات، كما قد يصل الأمر حد الإيذاء الجسدي لنفسه ومن ذلك ما يحدث داخل المنزل من افتعال الخصومات مع الوالدين والأخوة أو ما شابه ذلك وإذا لم يفلح المراهق في لفت انتباه من حوله إليه ربما عمد إلى ما يسمى في علم التربية بالجنوح وهو نوع من الانحراف السلوكي لنفسه أو لغيره مثل الجرائم الأخلاقية أو السرقة أو غير ذلك. وأكثر من يمكن أن يتأثر في هذه المرحلة هي ابنتك التي تمر بهذه المرحلة التي تعتبر بمنتهى الحساسية لذلك عليك اللجوء إلى بعض الخطوات التي ستجعل هذه المرحلة تمر بسلام.
حاولي القراءة حول مرحلة المراهقة بشيء من التفصيل ومعرفة خصائص هذه المرحلة وطبيعتها حتى تستطيعي التعامل مع ابنتك في ضوء ذلك.
تعاملي مع ابنتك بالهدوء التام وعدم الغضب وتعاملي معها ضمن ما يسمى بسياسة الاحتواء واحذري أن ينفذ صبرك، وقد لا تظهر نتائج هذا التعامل الهادئ بشكل سريع لكنه فعّال بحسب المتخصصين.
اعطيها مع باقي أخواتها في البيت ذكوراً وإناثاً ووالدها حيزاً كبيراً من التقدير والاحترام وهو ما يسعى إليه المراهق لتحقيق ذاته، ومن ذلك إسناد بعض المهام إليها في المنزل مثل المشاركة في تقدير ميزانية المنزل وشراء بعض الحاجيات الخاصة بالعائلة .
اشغلي وقت فراغها بما يفيد حتى لا يبقى لها وقت فراغ كبير مثل الانخراط في الأندية الرياضة والثقافية والانشغال بهواياتها المفضلة.
ساعديها في إيجاد رفقة صالحة لها لأن المراهق يسعى إلى تكوين ما يسمى في علم النفس بالمجموعة المتحدة وقد ثبت في كثير من الدراسات أن المراهق يتأثر بأقرانه أكثر مما يتأثر بوالديه ويمكن لك أن توجدي لها صديقات من خلال زيارة مدرستها والتعاون مع مديرة المدرسة أو بعض المعلمات الناصحات في هذا الصدد أو من خلال بناء علاقات طيبة مع بنات عمها أو بنات خالها أو محيط الأسرة بشكل عام ولا مانع من إخبارهم سلفاً بوضعها والتعاون معهم لحل قضيتها والتأثير عليها.
يتوجب عليك الأن تقبل هذه المرحلة باعتبارها مرحلة نمو طبيعية لكنها مهمة في حياة ابنتك، فتحلّي بالصبر وأنت تناقشيها ولا تتشبثي برأيك واستمعي الى وجهة نظرها وحاولي أن تجعليها تفهم وجهة النظر المخالفة لأن عناد الطرفين لن يفيد. إذ ينصح المتخصصون الأم أن تكون صديقة لابنتها تحاول أن تفهم ما تمر به الإبنة من تقلبات وتغيرات نفسية وأن تحترم مشاعرها مع وضع حدود واضحة وصريحة ومرنة في نفس الوقت حتى تمر هذه المرحلة بسلام.
أرسل تعليقك