الطلاق يعصف بالمجتمع العراقي ويؤثر سلباً على أمنه واستقراره
آخر تحديث GMT12:42:40
 العرب اليوم -

الطلاق يعصف بالمجتمع العراقي ويؤثر سلباً على أمنه واستقراره

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الطلاق يعصف بالمجتمع العراقي ويؤثر سلباً على أمنه واستقراره

الزواج والطلاق
القاهرة - العرب اليوم

في آخر إحصائية شهرية عن حالات الزواج والطلاق في العراق، نشرها مجلس القضاء الأعلى، بلغ عدد الزيجات الجديدة في شهر أغسطس الماضي قرابة 23500 حالة زواج، فيما بلغ عدد حالات الطلاق بينها نحو 6250 حالة طلاق، بنسبة تقارب 30 في المئة من إجمالي عدد حالات الزواج التي تمت خلال شهر واحد فقط. وقد أثارت هذه النسبة المرتفعة القلق من تصاعد ظاهرة الطلاق التي تعصف بالمجتمع العراقي، وتؤثر سلبا على أمنه واستقراره، فهذه النسبة تعبر، بحسب المختصين، عن اتساع نطاق دائرة التفكك الأسري، وما ينجم عنه من مشاكل وأزمات اجتماعية حادة ومتناسلة، حيث تحصل كل يوم نحو 210 حالة طلاق تقريبا، بواقع قرابة 9 حالات في الساعة الواحدة.

ويرى المختصون في علم الاجتماع، أن ارتفاع حالات الطلاق نتاج طبيعي لتراكم الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والصحية في البلاد، خلال الأعوام القليلة الماضية، سيما في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، وتبعاته الاقتصادية والنفسية الكارثية. عن خطورة ما يحدث، تقول الأستاذة الجامعية الدكتورة بشرى العبيدي، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية": "معدلات الطلاق تزداد بشكل مهول ومخيف في الآونة الأخيرة، والسبب الأساسي هو العنف الأسري، كما هو مدون لدى مجلس القضاء الأعلى، فضلا عن الزيجات القسرية والزيجات المبكرة للقاصرات، فهذه الأسباب الثلاث الرئيسية هي التي تقف خلف غالبية حالات الطلاق المسجلة بالعراق، فالزيحات القسرية وزيجات القصر كلها تتم خارج إطار المحاكم، ولهذا فإن عدد حالات الطلاق التي تتم خارج تلك المحاكم، هو ضعف تلك التي تتم ضمن المحاكم، كما هو واضح مثلا خلال إحصائية الشهر الأخير". 

وتضيف بشرى، وهي عضو سابق في مفوضية حقوق الإنسان بالعراق: "تصاعد حالات الطلاق والعنف والإذلال الذي يسبقها ويرافقها، من يدفع ثمنه بالدرجة الأولى هم الأطفال، الذين هم أكبر ضحايا كارثة الطلاق، فالسيدة المطلقة مثلا، تستطيع تدبير أمورها والبدء بحياة جديدة، لو قامت بتقوية شخصيتها مع أن مجتمعنا مع الأسف لا يشجع على إثبات النساء لذواتهن، وهكذا تفرز حالات الطلاق قنابل موقوتة، لعل من أبرز نماذجها أطفال الشوارع، الذين هم في غالبهم ضحايا نتاج طلاق آبائهم، حيث يقعون بسهولة ويسر في فخاخ العصابات الإجرامية والدعارة والسرقة، وبيع الأعضاء البشرية والمتاجرة بهم".

وعن سبل كبح هذا التصاعد المضطرد في معدلات الطلاق في العراق، تقول العبيدي: "لا بد أولا وقبل كل شيء من وقف العنف الأسري، ولا بد هنا من سن قانون يقضي بتحريمه وتجريمه، ولا يسمح بتاتا بالإفلات من العقاب، فالقوانين النافذة في بعضها غير رادعة وغير كافية، في هذا المجال، بل وتقوم في بعض بنودها بإيجاد تبريرات تخفيفية لمن قام مثلا، بحرق زوجته أو تعنيفها وضربها، وحتى قتلها، تحت ستار ما تسمى جرائم الشرف، وقس على ذلك".

وتتابع الناشطة العراقية في مجال الدفاع عن المرأة والطفل: "ومن ناحية ثانية لا بد من توعية المجتمع بحقوق النساء، وبأن الرجولة لا تعني ممارسة العنف ضد المرأة، وأنك كرب أسرة يجب أن تكون وبالضرورة عبوسا وعنيفا وصارما، في تعاطيك مع شريكة حياتك ومع أطفالك، كما هي الصورة النمطية السائدة في مجتمعنا".  

من جهتها، تقول نسرين وهي سيدة عراقية مرت بتجربة الطلاق، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "لكوني ما عدت قادرة على إكمال الطريق مع زوجي السابق طلبت الطلاق، ففي النهاية الزواج يحتاج لتوافق وتفاهم وتقارب فكري، وانسجام في العادات والتقاليد، بغض النظر عن الاعتبارات العاطفية، لكن غالبية قصص الطلاق تختلف عن قصتي، وهي لنساء تم تطليقهن من قبل أزواجهن تعسفيا ولاعتبارات تتعلق أساسا، بنزعات ذكورية تقوم على احتقار الزوجة، والنظر لها كعاملة منزلية لنقل أو منجبة ومربية للأطفال". 

وتضيف: "الطلاق ليس نهاية العالم بل قد يشكل بداية جديدة وواعدة، لكن لنعترف أن الغالبية العظمى من المطلقات يعانين الأمرين من بعده، ويعشن حياة مليئة بالمصاعب والضغوطات الخانقة الذاتية والموضوعية".

قد يهمك ايضا:

 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

حيل لتجاوز الخلافات مع الزوج والتغلب عليها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطلاق يعصف بالمجتمع العراقي ويؤثر سلباً على أمنه واستقراره الطلاق يعصف بالمجتمع العراقي ويؤثر سلباً على أمنه واستقراره



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab