علماء الاجتماع يروون قصص أطفال الشوارع مع الأسباب والحل
آخر تحديث GMT09:48:00
 العرب اليوم -

الإحصاءات العالمية تسجل معلومات عن 100 مليون طفل

علماء الاجتماع يروون قصص أطفال الشوارع مع الأسباب والحل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - علماء الاجتماع يروون قصص أطفال الشوارع مع الأسباب والحل

قصص أطفال الشوارع
الإسكندرية ـ محمد عمار

تعتبر مشكلة أطفال الشوارع ظاهرة عالمية تفاقمت في الفترة الأخيرة بشكل كبير، وقد اهتمت بها الدول التي تكثر فيها هذه الظاهرة لما قد ينتج عنها من مشاكل كثيرة تؤثر في حرمان شريحة كبيرة من هؤلاء الأطفال من إشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية.

وقد أثبتت الإحصاءات العالمية أن هناك من 100 مليون طفل يهيمون في الشوارع، وفي إحصائية صدرت عن المجلس العربي للطفولة والتنمية عن حجم هذه الظاهرة في العالم العربي بينت أن عددهم يتراوح ما بين 7 -10 ملايين طفل عربي في الشارع؛ ولذلك أجرينا هذا التحقيق.

ويري أستاذ العلوم الاجتماعية، الدكتور أحمد كمال، أنه وبالرغم من أن "أطفال الشوارع" ضحايا لا جناة؛ إلا أن ثمة أسباب تجعلهم أقرب للإجرام لأنهم لا يدركون الصواب من الخطأ، لحرمانهم من التربية السليمة، ومن المأكل والملبس؛ لذلك هم يلجأون للسرقة وقطع الطرق، هذا إن لم يأت التسول بما يرتضونه. مضيفًا أن التصدي لهذه الكارثة يوجب العديد من الإجراءات، كما يوجب القضاء على أسباب تفاقمها، وليس فقط مواجهة آثارها، فضلًا عن سن مزيد من القوانين للأمن الاجتماعي، وتفعيل حقيقي لكافة المنظمات الأهلية والخيرية.

وقال "ياسر"- أحد أطفال الشوارع- إنه يسير أمام السيارات على أقدامه العارية غير مبالٍ بالأخطار التي قد تصيبه أو الحوادث التي قد يتعرض لها تاركًا خلفه نظرات الشفقة والإحسان من عيون بعض الناس حينًا، ونظرات القسوة والاحتقار حينًا آخر، موضحا أنه عندما يكون معه نقود من المارة يشعر كأنه، أغنى أغنياء العالم، مشيرًا لأنه أعلن الثورة على الشارع ورفض النوم على الرصيف. مؤكدًا أنه وفى آخر اليوم يعود تحت كوبري قصر النيل ليقتسم الليل مع وحدته دون أن يبالي بما قد يحدث له. ينام وهو لا يفكر كيف سيكون حاله في اليوم التالي.. ربما قد يصبح قتيلًا لضعاف النفوس ومرتكبي جرائم تجارة الأعضاء، أو يأتيه الموت جوعًا دون أن يجد من يرفق بحاله.

أما "أنس" هو طفل صغير لم يتجاوز عمره السابعة لكن المأساة التي عاشها لا يتحملها كهل في السبعين أو الثمانين، فوالدته تركته أمام الملجأ في الإسكندرية وفرت هاربة ليعيش 3 سنوات داخل الملجأ عانى فيها كثيرًا، فهو صامت وحيدًا منزويًا على نفسه لايصادق أحدًا، لذلك كانوا يضربوه ضربًا مبرحًا حتى وجد الفرصة للهروب مع مجموعة من الأطفال ووجد طريقه إلى محطة القطار راكبًا القطار وهو لايعرف إلى أين يتجه حتى وصل إلى محطة مصر التي اتخذها بيتًا له، وهناك تعرف على مجموعة من الأطفال الآخرين الذين لم يجدوا لهم مأوى سوى القطارات القديمة التي يسيطر عليها أحد البلطجية الذي أجبره على العمل بالتسول في المحطة، وفي إحدى المرات حاول الخروج خارج المحطة ليتسول لكن اعتدى عليه بعض المتسولين بالضرب وأجبروه على العودة سريعًا، وقتها عرف أن كل مكان له كبير هو الذي يتحكم به، وأنه أخطأ عندما خرج إلى الخارج دون أن يستأذن من المتحكم في المكان.. فكرة الهروب لم تترك مخيلته لذلك حاول الهرب على الرغم من نصيحة صديقه فخرج من المحطة وركب مترو الأنفاق إلى محطة سعد زغلول متصورًا أنه سينجو بنفسه من هذه العصابة، لكن عندما نام في الشارع فوجئ بمجموعة من الأطفال ومعهم الكبير يخطفوه إلى القطار القديم وهناك ضربوه ضربًا مبرحا ثم ربطوه،
وبدأ ياسر في شرب السجائر والمخدرات وفى الفترة الأخيرة تعاطى "الكلة"، والذي أصبح مدمنًا عليها لايستطيع أن يتركها بعد أن عاد إلى الإسكندرية مرة أخرى.

وعن الأسباب تحدثت أخصائية علم نفس الأطفال الدكتورة شاهيناز خليفة. بأن أهم سبب في ظاهرة أطفال الشوارع هو البيت، فقلة الدخل يدفع الأب إلى الحيرة ودفع الأبناء إلى الشارع، فالابن يتذمر على وضعه حيث يجد أقرانه في المدرسة فيهرب من قبضة الأب ليقع في قبضة أباطير الشوارع. مشيرة لأن العلاقات المحرمة أيضا نتيجة لعدم وجود الوازع الديني. والفقر والجهل يؤدي بالتالي إلى ظهور الأطفال المولودين سفاحًا يجوبون في الشوارع وهم ساخطين على المجتمع الذي أنجبهم ولا يرحمهم. والعلاج يتمحور في ضرورة وضع الدولة يدها في يد المؤسسات الأهلية للمحافظة على وحدة المجتمع وتوفير كل ما يلزم من حياة كريمة لهؤلاء الأطفال.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء الاجتماع يروون قصص أطفال الشوارع مع الأسباب والحل علماء الاجتماع يروون قصص أطفال الشوارع مع الأسباب والحل



GMT 12:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادات مرعبة لنساء وفتيات ناجيات من العنف في حرب السودان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab