ناشطات سوريات ينشئن مشروع سوق نسائية لعرض سلعًا من صنعهن
آخر تحديث GMT05:20:57
 العرب اليوم -

بعدما كانت الأرصفة مكانًا لبيع منتجاتهن المنزلية

ناشطات سوريات ينشئن مشروع سوق نسائية لعرض سلعًا من صنعهن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ناشطات سوريات ينشئن مشروع سوق نسائية لعرض سلعًا من صنعهن

الحرب الدائرة في سورية
دمشق ـ نور خوام

لمْ تمنع ظروف الحرب الدائرة في سورية، مجموعة من الناشطات المدنيات من مدينة المالكية (ديريك) أقصى شمال شرقي البلاد، من تأسيس جمعيات تعاونية ومشاريع إنتاجية بأيدٍ عاملة من النساء المبتدئات، لتشجيعهنّ على دخول سوق العمل وخوض مضمار المنافسة مع الرجال.وتؤكد الناشطة مياسا محمود "جاءت فكرة افتتاح سوق نسائية، عندما وجدنا الكثير من النساء يقمن ببيع منتجات منازلهن على الأرصفة"، وأضافت أنهم في البداية فكروا في تأسيس سوق للبسطات الشعبية مخصصة للنساء اللواتي يبعن ما تصنعه أيديهنّ، ثم طوروا الفكرة لتتحول إلى افتتاح سوق الببولة التجارية "قمنا ببناء 21 محلاً تجارياً، مساحة كل محل يتراوح بين 25 و35 متراً، مجهزة بكل المستلزمات، وشكل التصميم أشبه بمول تجاري".

 وأضافت لـ"الشرق الأوسط":سوق الببولة تعني بالعربية (الفراشة) تم افتتاحها بداية الشهر الجاري، يقع وسط السوق المركزية في مدينة المالكية الواقعة على بعد 185 كيلومتراً شمال شرقي محافظة الحسكة، وتضم محال لبيع الألبسة والأحذية والأقمشة، ومحال مخصصة لبيع المنظفات والمواد الغذائية، كما خُصصت محلات لبيع الحلويات والموالح، لكن هذه السوق ميزتها أن جميع المحال أصحابها من النساء، ويُسمح للرجال والشباب التبضع وشراء ما يحتاجون إليه.

ولا يتوقف المشروع عند تحقيق أرباح مادية وإتاحة فرص عمل للنساء فحسب، هذا ما أكدته المتحدثة باسم اللجنة الاقتصادية لـ"مؤتمر ستار" مياسا محمود: "هدفنا إعادة الألفة الاجتماعية وإحياء العلاقات بين النساء والفتيات بسبب الفجوة الاجتماعية بين الناس جراء الحرب، والأهم إعطاؤها فرصة للتعرف على خبراتها وكسب ثقتها بنفسها".ومنذ ربيع 2016 أطلقت اللجنة الاقتصادية في منظمة "مؤتمر ستار" والتي تعد أبرز اتحاد نسائي تنشط في مناطق الإدارة الذاتية شمال سورية، 8 مشاريع زراعية، منها حقول زُرعت بالحمص والعدس والشعير تعمل فيها النسوة من البداية حتى جني المحاصيل، إلى جانب افتتاح فرنين ومعمل لصناعة بطاطا الشيبس.

وأكدت الناشطة مياسا أن "الأرباح التي تجنيها هذه المشاريع، نقوم بتدويرها لدعم وافتتاح مشاريع ثانية مشابهة. هدفنا تأسيس بنية اقتصادية خاصة بالنساء العاملات، وزيادة الخبرات والكوادر القيادية بمهارات مهنية عالية للمنافسة في سوق العمل".

وتعتبر الأرض التي بُنيت عليها السوق أعطتها بلدية المالكية مجاناً وتبلغ مساحتها نحو 1500 متر، حسب نجمة سليمان مديرة سوق الببولة، وأكدت أن منظمة "ستار" قدمت تكاليف البناء وتجهيزات المحال التجارية، وذكرت نجمة لـ"الشرق الأوسط": "أعطينا المحال للنساء من دون مقابل، بدايةً كانت مدة العقد سنة، لكن بعد الدراسة وأخذ رأي النساء اللواتي استأجرن المحال، قررنا تمديد المدة لتصبح سنتين"، حتى تتمكن هؤلاء النسوة من الاعتماد على أنفسهنّ، وإثبات قدرتهن في المنافسة بسوق العمل، على حد تعبير مديرة السوق نجمة سليمان.
أما فلك إيبو (42 سنة) المنحدرة من المدينة، كانت منشغلة في ترتيب رفوف المحل الذي استأجرته منذ أيام، تضع الأشياء بشكل مرتّب وتقوم بكتابة سعر كل مادة إلى جانبها، وارتسمت علامة الفرحة على وجهها لأنها تمكنت من افتتاح مشروع صغير يساعدها في تغطية نفقات الحياة، وعبّرت عن سعادتها قائلة: "إنها أول تجربة لي في العمل، بصراحة زادت ثقتي بنفسي، وهي فرصة لتثبت المرأة أنها قادرة على إدارة مشروع تجاري". وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهت المشاريع النسائية الحديثة، فإن القائمين عليها أصروا على الاستمرار في التجربة وإثبات قدرتهنّ على التفوق والنجاح.

و يعد مطعم "غارغيلا" أحد المشاريع الناجحة التي اعتمدت على كادر نسائي في العمل. تروي دالية الحاج شبلي مديرة المطعم، كيف بدأت الفكرة، حيث طرحت مع مجموعة من السيدات اللواتي لديهنّ خبرة في الطبخ، افتتاح المطعم على مكتب المرأة في البلدية، وبعد مناقشة الموازنة وكيفية إدارته، وافقوا على تمويل المشروع برأسمال صغير بلغ نحو مليوني ليرة سورية (ما يعادل 4500 دولار أميركي)، بكادر نسائي مؤلف من 8 عاملات، و6 طاهيات ومحاسبة ومديرة عامة.

وأخبرت دالية أن رأس المال تضمن استئجار مكان في مركز المدينة، وشراء كل المستلزمات والمواد الأساسية مع رواتب الشهر الأول، وقالت: "كون المرأة لديها نَفَس في الطبخ وتمتلك ذوقاً عالياً في طهو أطيب المأكولات، قررنا فتح هذا المطبخ"، فأرباح المطعم باتت تغطي جميع النفقات من أجور العاملات والفواتير والإيجار، ولفتت دالية قائلة: "يزيد في الصندوق قرابة 700 إلى 800 ألف ليرة سورية وسطياً كل شهر (ما يعادل 1500 دولار أميركي) تذهب لصندوق البلدية".

وافتُتح مطعم "غارغيلا" بداية 2016، ومنذ عامين و4 أشهر يقدم الوجبات على مدار 12 ساعة يومياً، ويضم صالة واسعة لاستقبال الحفلات والزبائن، ومن أكثر الأطعمة الرائجة لديهم: الكبة الطرابلسية، والكبسة السعودية، والمندي اليميني.ونقلت سمر عبده (25 سنة) والتي كانت منشغلة بإعداد كبة طرابلسية، تساعدها طاهية ثانية لإعداد الحشوة والعجين المخصص، أنها المرة الأولى التي تعمل فيها، لكنها تطبخ منذ 10 سنوات وعندها خبرة في إعداد معظم الأطعمة كونها تعلمت من والدتها.

تقول سمر: "عندما أطهو أحاول قدر الإمكان أن تكون الطبخة لذيذة وشهية، اكتسب المطعم سمعة طيبة خلال العامين الماضيين وهناك إقبال كبير علينا"، وتحظى سمر بتشجيع من زوجها وأفراد عائلتها، وعلى الرغم من انشغالها في دوام المطبخ لمدة لا تقل عن 6 ساعات، لكن ابنتها الكبيرة تساعدها في أعمال المنزل، كما تلقى الدعم المعنوي من زوجها، ولم تخفِ أنها في البداية كانت مترددة نظراً إلى أن مجتمعها يتسم بطابع محافظ، لكنها عندما بدأت عملها "انتابني شعور جميل. كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بأن شخصيتي مستقلة وعندي كيان وقدرة على الإنتاج، بصراحة لم أعطِ الاهتمام لما سيقوله الجيران وكيف ستكون نظرة المجتمع".

وانتشرت في المدينة العديد من المشاريع والورشات النسائية، وقامت مجموعة من النساء بتأسيس ورشات للخياطة، فيما قامت 4 شقيقات بفتح محل لصناعة الحلويات بكل أنواعها. ونقلت خناف صالح (28 سنة) المنحدرة من مدينة كوباني-عين العرب المحاذية للحدود مع تركيا، وهي الأخت الكبرى، أن أسرتها كانت مقيمة سابقاً قبل الحرب في العاصمة السورية دمشق، قبل أن ينتقلوا للعيش في مدينة ديريك، وكانوا يعملون في معمل لصناعة الحلويات واكتسبن خبرة ومهارة في صناعة الحلويات والمعجنات.

وعن تجربتها في إدارة محل نسائي تقول خناف: "في البداية لم نحظَ بالتشجيع من أهلي وأقربائي، لكن بعدما ذاقوا الحلويات التي نصنعها وشاهدوا إقبال الزبائن على المحل، أدركوا أننا نجحنا"، وحمل المحل اسم "ياسمين الشام" والذي يقدم أطيب الحلويات الشرقية والغربية بنكهة شامية، وتضيف خناف: "ليس أمراً سهلاً الدخول إلى سوق العمل بخبرات محلية وبالاعتماد على موارد مالية محدودة. نعم كان تحدياً حقيقياً. أما اليوم فمحلنا ينافس معظم المحلات المنتشرة في مدينة ديريك".

وتروي شيرين قاسم (22 سنة) أنها حُرمت من متابعة دراستها بسبب الحرب التي تشهدها بلدها، لكنها قررت أن تكتسب خبرة عملية، حيث تعمل منذ عامين في معمل "روج أفا" لبطاطا الشيبس وكادره من النساء بمدينة ديريك، وهي أول تجربة لها في العمل، وتقول: "في البداية كنت أخشى الفشل، أما اليوم وبعد مرور عامين فقد أيقنت أن لديّ قدرة على اكتساب الخبرة". وبدأت شيرين عملها في قسم التعبئة ثم انتقلت إلى قسم المحاسبة وتعمل اليوم في قسم الصيانة حتى تكتسب المزيد من الخبرة، ونسجت علاقات اجتماعية مع باقي الفتيات والسيدات التي يعملن معها في المصنع، وتضيف قائلة: "المعمل هو بيتنا الثاني، جميع العاملات أصبحن صديقاتي ونخرج معاً في المناسبات والرحلات".

ويقول بختيار ميرزا، مدير المعمل: إن "شيرين وباقي زميلاتها تمكنّ من إثبات جدارتهنّ في إدارة المعمل، حقيقةً غيّرن الصورة النمطية بأن الرجال فقط يمتهنون كل الأعمال، اليوم أثبتت المرأة أنها تنافس الرجل في كل الأعمال"

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناشطات سوريات ينشئن مشروع سوق نسائية لعرض سلعًا من صنعهن ناشطات سوريات ينشئن مشروع سوق نسائية لعرض سلعًا من صنعهن



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab