مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب
آخر تحديث GMT20:23:06
 العرب اليوم -

مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب

زواج القاصرات
الدار البيضاء ـ العرب اليوم

في مدينة الدار البيضاء، وسط المغرب، وقبل ثلاث سنوات فُرض على سلمى أن تتزوج أحد أقاربها بشكل تقليدي، علما بأنها لم تكن تتجاوز السادسة عشرة من عمرها، أي أنها كانت قاصرة.وتحكي سلمى كيف كانت مضطرة للقبول وشرعت في التحضير لحفل الزفاف، وكيف كانت عائلتها متوجسة أمام احتمال أن يرفض قاضي الأسرة منحها إذنا بالزواج بسبب سنها، لأن مدونة الأسرة في المغرب تشترط بلوغ 18 سنة. تقول سلمى، 19 عاما، " صراحة لم يكن الأمر بالنسبة لي عسيرا حتى أحصل على إذن بعقد القران، فقد تقدمت بطلب مكتوب للقاضي يحمل توقيعي وتوقيع والدي، وبعد دراسة الطلب والاستماع إلينا حصلت على الإذن الذي مكنني من الزواج بشكل قانوني"وعندما سئلت عن مدى الرضا عن حياتها الزوجية حاليا وارتباطها في سن مبكرة، تقول سلمى الأم لطفلة تبلغ من العمر سنتين " لو عاد بي الزمن 3 سنوات إلى الوراء، لن أوافق على الزواج مقابل التخلي عن دراستي وطموحي، الزواج مسؤولية تتطلب الكثير من النضج والصبر وهو ما يصعب التحلي به من قبل فتاة في مقتبل العمر".

سلمى واحدة من بين عشرات الآلاف من القاصرات في المغرب اللواتي توجب عليهن الحصول على إذن من طرف القاضي.والقاضي هو الشخص الوحيد الذي يخوله القانون في المغرب أن يقبل أو يرفض طلب تزويج القاصر طبقا للسلطة التقديرية التي يمنحها له الفصل 20 من مدونة الأسرة المغربية، وهذا الفصل يرفضه عدد من الحقوقيون والبرلمانيين كما يعتبرونه شكلا من أشكال التحايل على القانون. وتحدد مدونة الأسرة المغربية التي جرى تبنيها في 2004، سن الزواج في 18 عاما للمرأة والرجل، لكنها المادة 20 منها تمنح لقاضي الأسرة المكلف بالزواج أن يأذن بزواج الفتى والفتاة دون السن الأهلية، وذاك بقرار يعلل يبين فيه المصلحة والأسباب المبررة لذلك، بعد الاستماع لأبوي القاصر أو نائبه الشرعي والاستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي.

الفصل 20.. استثناء أم قاعدة؟

أعادت النائب البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية (معارض)، فاطمة الزهراء برصات، مؤخرا، الجدل القائم حول ظاهرة تزويج القاصرات بالمغرب إلى الواجهة، بعد أن تقدمت بمقترح قانون يقطع الطريق أمام الاستثناءات المتضمنة في مدونة الأسرة والتي تسمح بتزويج القاصرات.تقول البرلمانية فاطمة الزهراء برصات، إن الدافع وراء تقديم الفريق النيابي للتقدم والاشتراكية مقترح قانون بنسخ المواد 20 و21 و22 من مدونة الأسرة، هو عدم توظيف تلك المواد بالشكل المطلوب من طرف السلطة التدبيرية التي أعطيت للقضاء، إضافة إلى تسجيل انتشار كبير للظاهرة.وعللت البرلمانية موقفها بالقول إن "الإحصاءات الرسمية لوزارة العدل كشفت عن قبول أزيد من 25 ألف طلب لتزويج قاصر من أصل 32 ألف سنة 2018، كما استجاب القضاء لـ 85 في المائة من طلبات الإذن بزواج القاصرات، بين سنتي 2011 و 2018".

واستنادا إلى هذه الأرقام، اعتبرت البرلمانية أن الاستثناء تحول إلى "قاعدة"، وهو ما يستوجب إلغاء تلك المواد القانونية وفتح ورش عمل لمراجعة وملائمة مدونة الأسرة مع مقتضيات الدستور والاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الأطفال التي صادق عليها المغرب.وتعمل التنظيمات المدنية والحقوقية منذ سنوات في المغرب، على التوعية بخطورة ظاهرة تزويج القاصرات على المجتمع. وتلفت البرلمانية فاطمة الزهراء ، إلى أن ظاهرة تزويج الطفلات القاصرات، لها آثار وخيمة ومباشرة على الجانب النفسي والصحي والتعليمي والاجتماعي والثقافي للطفلة، التي تتوقف حياتها بمجرد الزواج حيث تضطر لتحمل مسؤولية أكبر من سنها وعبء يفوق طاقتها.ولمعالجة الظاهرة، تقترح البرلمانية وضع مقاربة شاملة وسياسات عمومية متكاملة لحماية القاصرات ومنع تزويجهن وتمكينهن من التمتع بحقوقهن الطبيعية وعلى رأسها التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

قد يهمك ايضا:

صديق سابق لعشيقة جيفير إبتساين يُفجر مفاجأة في قضية "التحرش الجنسي بالقاصرات"

أعضاء في البرلمان الصومالي يرفضون قانونًا يمنع زواج القاصرات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب مقترح قانون يعيد الجدل حول تزويج القاصرات في المغرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab