تعقد الكلية الأميركية للجراحين فرع الأردن وجمعيات الجراحة الأردنية فعالية متخصصة حول النساء الجراحات وذلك يوم الجمعة القادم، بهدف التعرف على واقع طبيبات الجراحة وكيفية زيادة أعدادهن في هذا التخصص الهام والحيوي، ولتسليط الضور على التحديات والعقبات التي تواجههن.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن المواقع الالكترونية لكل من نقابة الأطباء الأردنيين وجمعيات الجراحة الأردنية والتقرير السنوي لوزارة الصحة، جميعها جاءت خالية من أية معلومات أو أرقام حول أعداد الطبيبات الجراحات الأردنيات. ومع ذلك فإن "تضامن" تعتقد بأن أعدادهن قليلة جداً مقارنة بالتخصصات الطبية الأخرى وذلك لأسباب عديدة وأهمها العادات والتقاليد الاجتماعية التي تعتبر تخصص الجراحة لا يناسب النساء خاصة الجراحات الدقيقة كجراحة الأعصاب والدماغ.
وفي ظل غياب هذه المعلومات، فقد أجرت "تضامن" تحليلاً لقائمة الأطباء والطبيبات الجراحين المعتمدة في أكبر شبكة طبية في الأردن لعام 2014 وهي مجموعة الخليج للتأمين (gig)، حيث تبين بأن عدد أطباء وطبيبات الجراحة المعتمدين بمختلف التخصصات بلغ 516 طبيباً وطبيبة، من بينهم 15 طبيبة جراحة وبنسبة لم تتجاوز 0.03%.
وتركزت طبيبات الجراحة على تخصصات جراحة وأمراض العيون (8 طبيبات) وجراحة الكلى والمسالك البولية (3 طبيبات) وجراحة الأنف والأذن والحنجرة (طبيبتان) والجراحة العامة (طبيبتان), فيما خلت جميع أنواع الجراحة الأخرى من وجود أية طبيبة جراحة، وهي جراحة الأورام والثدي، وجراحة الأطفال، وجراحة القلب والصدر، وجراحة الأوعية الدموية، وجراحة الأعصاب والدماغ، وجراحة العظام والمفاصل، وجراحة الجهاز الهضمي، وجراحة التجميل والترميم، وأخيراً جراحة القولون والمستقيم.
وتلاحظ "تضامن" بأن وجود الطبيبات الجراحات معدوماً في التخصصات الدقيقة، حيث تواجه النساء تحديات ومعيقات خلال دراستها الطب وقبل التخصص من قبل الأهل والمجتمع، وحتى من قبل زملاء الجامعة أو أعضاء هيئة التدريس، تصب في مجملها بأن هذه التخصصات هي للرجال فقط وأن المرأة لا يمكنها العمل أو المنافسة، والأهم من ذلك هو إقناعهن بأن المرضى لن يتقبلوا فكرة إجراء عمليات جراحية لهم من قبل النساء.
وأوضحت أن الصورة المرسومة مسبقاً عن النساء الطبيبات وهي صورة نمطية بكل تأكيد، تضع النساء في مواجهة مسبقة مع نظرائهن من الرجال، ويكون الخطأ الأول الذي ترتكبه الطبيبة الجراحة هو الخطأ الأخير، فيما يتغاضى المجتمع عن أخطاء الأطباء الذكور.
وتقول أول رئيسة للكلية الملكية للجراحين في بريطانيا الدكتورة كلير ماركس بأن هنالك حاجة للتركيز على التطوير المهني للطبيبات الجراحات، علماً بأن عدد الطبيبات الجراحات في بريطانيا لا يتجاوز 800 طبيبة وبنسبة 11% من مجموع أطباء الجراحة. وأشارت الى عدم المساواة بين الجنسين في تخصص الجراحة وفق تقرير لـ بي بي سي.
وفي مسح شمل أطباء مؤهلين حديثاً في بريطانيا، فقد أفادت 68% من الطبيبات بأن تخصص الجراحة لا يعتبر تخصصاً يرحب بالنساء. وأكد التقرير بأن الطبيبات الجراحات يواجهن تحديات كبيرة وعلى رأسها التحرشات الجنسية من قبل زملائهن في العمل، خاصة داخل غرف العمليات.
وتضيف "تضامن" بأن الثقافة المجتمعية المسيئة للنساء بشكل عام، أثرت بصورة مباشرة على فكرة تقبل النساء كطبيبات جراحة حيث أن غرف العمليات كما يعتقد هي حصن منيع للأطباء الجراحين وأن تواجد النساء داخل هذه الغرف هو فقط كونهن ممرضات ومساعدات تمريض.
وتوضح الدكتورة منى كسكين وهي الطبيبة الجراحة الوحيدة بين أطباء جراحة المخ والأعصاب في غزة، إلى موقع دنيا الوطن أنها تعرضت للعديد من الإنتقادات من مجتمعها الذي يتّسم بأنه “محافظ” كونها إمرأة، وعملها في الطب في ذلك الوقت، لم يكن مقبولا إجتماعيًا، أما الآن فتحظى بالإحترام، والعديد من المرضى يطلبون أن تشرف على حالتهم الصحية وأن تجري العمليات الجراحية لهم، ولا يشعرون بالخوف على أنفسهم كَونها طبيبة سيدة تتابع حالتهم الصحية، ولم يؤثر العمل المتواصل للطبيبة الجراحة، على حياتها الإجتماعية، فهي تؤدي مهامها كزوجة وأم على أكمل وجه، وفق قولها.
وتعتقد "تضامن" بأن تغيير الصورة النمطية والثقافة المجتمعية المتعلقة بعمل النساء كطبيبات جراحات، يكمن في تشجيعهن للتخصص في الجراحة بكل أنواعها وزيادة أعدادهن ليتمكن من إثبات قدراتهن وكفاءتهن لخدمة المرضى ذكوراً وإناثاً.
أرسل تعليقك