المغرب يودّع الوزيرة ثريا جبران سيّدة المسرح
آخر تحديث GMT21:57:36
 العرب اليوم -

الملك يؤكّد أنها كانت تتحلى بخصالٍ إنسانية عالية

المغرب يودّع الوزيرة ثريا جبران "سيّدة المسرح"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المغرب يودّع الوزيرة ثريا جبران "سيّدة المسرح"

الفنانة ووزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران
الرباط - العرب اليوم

توفيت مساء أول من أمس (الاثنين) بالدار البيضاء الفنانة ووزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران، وذلك عن سن يناهز 68 عاماً، بعد صراع مع المرض وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الفنانة الراحلة وجاء في البرقية الملكية: «إن وفاة الفقيدة لا تعد خسارة لعائلتها الصغيرة فحسب، وإنما للأسرة الفنية المغربية بصفة عامة، التي فقدت برحيلها فنانة وممثلة متميزة، يشهد لها الجميع بعطائها الغزير وبمساهمتها الفعالة والجادة في تطوير وإشعاع الفن المسرحي والسينمائي ببلادنا، وفي خدمة المجال الفني والثقافي الوطني» وأضاف العاهل المغربي قائلاً: «إننا لنستحضر في هذا الظرف الأليم مناقب الراحلة المبرورة، التي كانت تحظى بتقديرنا، لما كانت تتحلى به من خصال إنسانية عالية، ولما عهدناه في شخصها من تفانٍ ونكران ذات، لا سيما خلال مزاولة مهامها الحكومية، ومن قيم الوطنية الصادقة».

وأكدت مشاعر الحزن، التي سارع كثيرون، من مشارب متنوعة، للتعبير عنها بمناسبة رحيل جبران، القيمة الفنية والإنسانية التي تميزت بها الفنانة الراحلة التي «تُعتبرُ علامة بارزة في تاريخ المسرح المغربي»، استطاعت بموهبتِها أن «تحظى بمكانة مُعتبرة داخل قلوب ووجدان المغاربة، من خلال الأدوار المسرحية التي جسّدتها ابتداءً من خطواتها الأولى في «المسرح البلدي» إلى جانب الرائد الطيب الصديقي، وصولاً إلى تأسيسها وإدارتها الناجحة لفرقة «مسرح اليوم»، و«هو ما جعل منها أيقونة مغربية، ونموذجا حيّا لتلاحم الفنان مع قضايا مجتمعه، خاصة بعد أن جعلت الفقيدة من حضورها الفنّي والمسرحي وسيلة للتّعبير عن آمال وأحلام المغاربة في الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم»، كما جاء في بيان لـبيت الشعر في المغرب، نعى فيه الفنانة الراحلة من جهتها، استحضرت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية «التاريخ المجيد» لهذه الفنانة «المقتدرة»، مؤكدة اعتزازها بـ«عطاءاتها الخلاقة على خشبات مسارح العالم، وفي الدراما التلفزيونية والسينمائية».

وزادت النقابة أنها تعتبر الفنانة الراحلة «واحدة من كبار شخصيات الفن والثقافة»، و«أحد أعلام فن التمثيل في المغرب وفي العالم العربي»، حيث «تألقت في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية وعملت مع العديد من الفرق المسرحية داخل وخارج المغرب، وتعاملت مع كبار الكتاب والمخرجين والممثلين المغاربة والعرب، وبصمت مسارها المسرحي بتأسيسها وتأطيرها لفرقة (مسرح اليوم) كأهم تجربة مسرحية محترفة ونموذجية، والتي قادتها بحنكة وكفاءة مهنية عالية رفقة زوجها المخرج عبد الواحد عوزري ونخبة من الممثلين المغاربة. كما كانت لها أياد بيضاء في العمل التطوعي والخيري المواطن وفي توظيف مكانتها الرمزية كفنانة تحظى بحب وتقدير الجماهير، في العديد من القضايا الاجتماعية، امتدادا لحسها الشعبي والملتزم في أعمالها الفنية ومواقفها المنتصرة لقضايا المجتمع العادلة» وأشارت النقابة إلى تقلد الفنانة الراحلة منصب وزيرة الثقافة في حكومة عباس الفاسي، حيث «أولت اهتماماً خاصاً لوضعية الفنانين الاجتماعية من خلال إخراج بطاقة الفنان إلى حيز الوجود، والرفع من الدعم المالي المخصص للدعم المسرحي وتعزيز البنيات التحتية بمسارح جديدة وغير ذلك من المنجزات».

ولدت جبران، واسمها الرسمي «السعدية قريطيف»، سنة 1952 بالدار البيضاء، حيث تابعت دراستها وحصلت على شهادة التخصص المسرحي من المعهد الوطني؛ لتبدأ مسيرتها الفنية برفقة عدد من الفرق المسرحية، ولتؤكد علو كعبها مع المسرحي الراحل الطيب الصديقي في مسرحيتي «سيدي عبد الرحمن المجدوب» و«أبو حيان التوحيدي» ضمن «فرقة الناس»، قبل أن تدشن محطة متميزة في مسيرتها إلى جانب المؤلف والمخرج المسرحي عبد الواحد عوزري، ضمن فرقة «مسرح اليوم» التي شكلت تجربة مهمة وورشة هدفت إلى إعادة الاعتبار للمسرح المغربي ورفع مستواه، لتمنح الجمهور المغربي أعمالاً مسرحية مهمة، من قبيل «حكايات بلا حدود» و«نركبو الهبال» و«بوغابة» و«النمرود في هوليوود» و«السويرتي مولانا» و«الشمس تحتضر» و«أيام العز» كما تميزت الفنانة الراحلة في عدد من الأفلام السينمائية، من قبيل «الناعورة» و«بامو» و«قصر السوق» و«غراميات» و«عود الورد» و«عطش» و«الفراشة السوداء» و«شفاه الصمت»؛ وفي عدد من المسلسلات والأعمال التلفزيونية، من قبيل «ربيع قرطبة» و«صقر قريش».

ويبقى المسار المسرحي الأقوى والأهم والأغنى في مسار جبران، خصوصاً محطة فرقة «مسرح اليوم» التي كتبتْ عنها: «منذ نسجت صداقة العمر مع عبد الواحد عوزري، في منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ونحن نتقاسم الروح التي تراهن على مسرح يختلف عن التجارب الأخرى، لكنه يشبهنا معاً لأنه منضبط على إيقاع إيماننا بالمستقبل، وبوطن مغربي ناهض. مسرح ينتصر للجنون الذي يقود الحكمة، وللجمال المولد للمعنى الذي يحيي فينا الإحساس بمتعة الفن والأدب والحياة، وهي نفسها الروح التي جعلتنا نؤسس تجربة «مسرح اليوم» المتميزة في الرصيد المسرحي الوطني والعربي، بما أرسته من تقاليد على مستوى التدبير والتنظيم والترويج، وبما قدمته من احتفاء بالمبدعين المغاربة والعرب، في الوقت نفسه، بحثاً عن مضامين وأشكال جديدة تجسد أحلامنا المشتركة، وتخلق جسوراً للحوار والتفاعل مع الثقافات الأخرى» وفضلاً عن مسارها الفني، تقلدت الراحلة مهمة وزيرة للثقافة ما بين 2007 و2009، كما حصلت على عدد من الجوائز والتكريمات في مهرجانات مغربية ودولية، كما تم تكريمها وتوشيحها بأوسمة داخل وخارج المغرب.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

سيدة مصرية تروي تفاصيل معاناتها مع زوجها “الشاذ”

دراسة تكشف أن نساء الأسرة الأصعب في الحياة معهن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب يودّع الوزيرة ثريا جبران سيّدة المسرح المغرب يودّع الوزيرة ثريا جبران سيّدة المسرح



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab