سودانية تحوّل مأساة لطاقة إيجابية وتُصبح شمعة لخدمة آلاف الأطفال
آخر تحديث GMT15:44:28
 العرب اليوم -

قررت أن ترعى من تشابه بظروفها ويدفعون ثمن نزوات غيرهم

سودانية تحوّل مأساة لطاقة إيجابية وتُصبح "شمعة" لخدمة آلاف الأطفال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - سودانية تحوّل مأساة لطاقة إيجابية وتُصبح "شمعة" لخدمة آلاف الأطفال

دور رياض الأطفال
الخرطوم ـ العرب اليوم

تمكَّنت السودانية نور حسين من أن تحوِّل مأساة إلى طاقة إيجابية، فحتى بلوغها الخامسة من العمر في منتصف سبعينيات القرن الماضي، لم تكن نور تعرف أن لكل طفل أو طفلة أب وأم بعينهم، ولم يحدث أن نطقت وهي تعيش في دار "المايقوما" للأطفال فاقدي السند الأبوي كلمة "بابا أو ماما" قبل ذلك.وترعى نور اليوم مئات الأطفال ممن تشابهت ظروفهم بظروفها والذين يدفعون ثمن نزوات وأخطاء غيرهم، وذلك عبر منظمة "شمعة" التي أنشأتها في الخرطوم بمساعدة عدد المنظمات الدولية والمحلية.

نقطة تحول

وتحدثت نور حسين لـ"سكاي نيوز عربية" عن تجربتها، وتقول إنها "تفاجأت خلال أيامها دراستها الأولى بإحدى دور رياض الأطفال في الخرطوم، والتي ألحقتها بها دار المايقوما، بآباء وأمهات يأتون لأخذ أبنائهم، فسألت معلمتها عن ماذا تعني ماما وبابا؟"

وتأثرت المعلمة بالسؤال ودخلت في موجة بكاء شديدة، لكن نور لم تتوقف عن أسئلتها المحيرة وباغتت معلمتها بسؤال آخر: "أين ماما وبابا؟، لم تجد المعلمة أية إجابة غير القول بأن بابا وماما في الجنة"، وشكلت تلك الواقعة لحظة مفصلية في حياة نور، التي بدأت وكأنها تبحث عن واقع مفقود، ومع مرور الأيام وتقدمها في الدراسة بدأت نور تتعرف على ظروف حياتها شيئا فشيئا، وبدأت تفهم أنها ضحية لظروف أتت بها إلى هذا المكان، دون أن تكون لها يد فيها.

 

شمعة أمل

وتقول نور إنها حولت كل تلك الحقائق إلى طاقة إيجابية فاجتهدت في دراستها وبعد نجاحها في الثانوية السودانية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي اختيرت لمنحة لتلقي دراسات جامعية في الأردن، وبعد عودتها إلى السودان عملت نور لسنوات طويلة على خدمة من هم في ظروف شبيهة لظروفها حتى توجت جهودها تلك في العام 2007 بإنشاء منظمة شمعة المتخصصة في مساعدة الأطفال فاقدي السند الأبوي والأمهات اللائي يقعن فريسة للذئاب البشرية ويتعرضن الإنكار من قبل الآباء المحتملين أو من وقعن فريسة لرغباتهم.

 

مهمة صعبة

وتشير نور إلى أن المهمة تبدو صعبة للغاية خصوصا في ظل العمل وسط مجتمع محافظ كالمجتمع السوداني، والتعقيدات التي تحيط بالمجال الذي تعمل فيه، لكن نور تقول إن الدافع الأكبر للنجاح هو قناعتها التامة بأن الأطفال الذين يتركون من قبل أمهاتهن أو آبائهم خوفا من الوصمة الاجتماعية لا ذنب لهم في الظروف المحيطة بهم، كما أنهم لم يختاروا المجيء إلى الحياة بالطريقة التي أتوا بها، لذلك فمن واجب المجتمع أن يساعدهم على أن ينشئوا حياة طبيعية توفر لهم كافة الحقوق التي تتوفر لأقرانهم بما في ذلك التربية السليمة والتعليم والصحة والاندماج في المجتمع.

 

مساعدات قيمة

ووفقا لنور فقد ساعدت منظمتها بالتعاون مع منظمات دولية ومانحين أكثر من 7 آلاف طفل وأم خلال السنوات الثلاثة عشر الماضية، كما نجحت في إعادة مئات الأطفال إلى أسرهم وعملت عبر مبدأ "الستر" على تسهيل الارتباط الشرعي بين الكثير من الأمهات والآباء مما ساعد على إدماجهم وأبنائهم في المجتمع بشكل طبيعي.

وتقول نور إن المنظمة تقدم العون الاجتماعي والنفسي والصحي والتعليمي وتسعى لتقديم برامج متكاملة تساعد على محاصرة عملية الإنجاب خارج منظومة الزواج ومعالجة جوانب التفكك الأسري التي تعتبر إحدى أكبر مهددات المجتمع.

قد يهمك أيضاً:

توجيهات برصد أبناء عائلات اليمين المتطرف في ألمانيا

تأجيل الدراسة في رياض الأطفال والصف الأوّل الابتدائي إلى 22 أيلول

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سودانية تحوّل مأساة لطاقة إيجابية وتُصبح شمعة لخدمة آلاف الأطفال سودانية تحوّل مأساة لطاقة إيجابية وتُصبح شمعة لخدمة آلاف الأطفال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab