الادعاء العام الإيراني يأمر بالتشدّد مع النساء اللاتي ينزعن الحجاب
آخر تحديث GMT09:11:07
 العرب اليوم -

الادعاء العام الإيراني يأمر بالتشدّد مع النساء اللاتي ينزعن الحجاب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الادعاء العام الإيراني يأمر بالتشدّد مع النساء اللاتي ينزعن الحجاب

الاحتجاجات في إيران
طهران ـ العرب اليوم

وجه المدعي العام الإيراني أوامر إلى الشرطة والمحاكم بالتشدد مع النساء اللاتي ينزعن الحجاب في إيران، في وقت تواجه فيه طهران انتقادات دولية واسعة النطاق على قمع الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال نائب المدعي العام أبو الصمد خرم آبادي في مذكرة نشرتها وكالات حكومية إيرانية إنه «بتوجيه من المدعي العام، تلقت الشرطة مؤخراً أمراً بمعاقبة صارمة لكل مخالَفة لقانون وضع الحجاب في البلاد».
وأضاف المسؤول أن «كشف الحجاب هو مخالفة صريحة، وعلى قوات حفظ النظام توقيف كل من يرتكبه وتقديمه إلى السلطات القضائية المختصة من أجل أن تطبق بحقه العقوبة المناسبة». وأضاف أنه «في سياق وضع توجيهات رئيس السلطة القضائية موضع التنفيذ، على المحاكم إدانة كل المخالفين، مع الغرامة المالية، بعقوبات إضافية (...) مثل الإبعاد، ومنع مزاولة بعض الأعمال وإغلاق مكان العمل»، على ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الحكومي الإيراني.
ويلزم القانون في إيران النساء، سواء كن من الإيرانيات أو الأجانب، وضع غطاء للرأس في الأماكن العامة.
وبعد اندلاع الاحتجاجات نزعت مجموعة من النساء الحجاب في أنحاء طهران ومدن أخرى، وأحرقن وشاح الرأس خلال المسيرات المناهضة للنظام، وانتشرت العديد من الفيديوهات على شبكات التواصل تظهر رؤية سيدات يتجولن بلا غطاء للرأس في الأسواق والمحلات التجارية، من دون أن يكن عرضة لإجراء أو تنبيه من الشرطة.
يأتي تدخل الادعاء العام الإيراني في السجال حول الحجاب بعد خطابين متتاليين من المرشد الإيراني علي خامنئي في غضون خمسة أيام في بداية العام الحالي. ففي الخطاب الأول الذي صادف أول خطاب له أمام حشد من النساء بعد اندلاع الاحتجاجات في 4 يناير (كانون الثاني) الحالي، رفض خامنئي استهداف غير المتحجبات بالكامل. وقال: «ضعف الحجاب ليس بالشيء الصحيح، لكنه لا يجعل ذلك الشخص خارج دائرة الدين والثورة». وقال: «الحجاب ضرورة لا يمكن تشويهها».
في خطابه الثاني، بدا خامنئي أكثر حزماً لإخماد الاحتجاجات، إذ اتهم المحتجين بـ«الخيانة» من جهة، ودعا المسؤولين الإيرانيين من جهة ثانية إلى الاستمرار في قمع الاحتجاجات، قائلاً: «الأجهزة المسؤولة تتعامل بجدية وعدالة مع الخيانة، ويجب عليهم ذلك».
كما أغلق خامنئي الباب بوجه المسؤولين ووسائل الإعلام الداخلية والأوساط السياسية التي عزت الاحتجاجات إلى عوامل مثل الاستياء العام من العجز الإداري والوضع الاقتصادي وتأخر التوصل للاتفاق النووي ورفع العقوبات، وقال خامنئي أول من أمس إن «الاحتجاجات لا تريد القضاء على نقاط الضعف الإدارية والاقتصادية، إنما العكس هو الصحيح، أرادوا القضاء على نقاط قوتنا».
في هذه الأثناء، اتهمت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية التيار المحافظ الذي يسيطر على الحكومة والبرلمان، بالسعي وراء «المصادرة السياسية» للنساء اللاتي لا يلتزمن بالحجاب الكامل. وكتبت الصحيفة أن «استراتيجية جزء من التيار المحافظ هي السعي لمصادرة أو استقطاب تلك المجموعة». وقالت: «لأول مرة يعترفون بوجود هذه الفئة من النساء، ويخاطبونهن». وأشارت إلى تصريحات أدلى بها مستشار المرشد الإيراني للشؤون الثقافية غلام علي حداد عادل وقال فيها إن «النساء غير المحجبات بالكامل متمسكات بالنظام». وكان المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري قد أثار لغطاً في مطلع الشهر الماضي، عندما أعلن إلغاء «شرطة الأخلاق»، الأمر الذي أثار شكوكاً حول مدى صحته.
وفي نهاية الشهر الماضي، نفى سعيد رضا عاملي، أمين «اللجنة العليا للثورة الثقافية» ضمناً الإشارات بشأن نهاية «شرطة الأخلاق»، وقال إن اللجنة «لم يكن لديها قرار بشأن (دورية الإرشاد)».
وبعد خطاب خامنئي الأسبوع الماضي، دعت اللجنة العليا للثورة الثقافية، الخاضعة لمكتب خامنئي، المسؤولين والأجهزة المعنية بالحجاب إلى «مواجهة بعض السلوكيات الخارجة عن الأعراف في قضية الحجاب»، وحذرت من «الوقوع في فخ وضعه الأعداء».
وقال البيان إن مواجهة سوء الحجاب «يجب أن تكون ذكية وواقعية». وفي تأييد لكلام خامنئي، قال البيان إن «ضعف الحجاب يجب ألا يفسر بأنه عدم إيمان بالمبادئ الدينية ومعارضة للثورة والجمهورية الإسلامية».
وجاء الإعلان عن الطلب القضائي من الشرطة التشدد في قمع المخالفات، بعد أيام من كشف وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن الشرطة استأنفت تحذير مالكي السيارات من عدم التزام سيدات على متنها قواعد اللباس الإلزامية خصوصاً وضع الحجاب، بعد تعليق ذلك في خضم الاحتجاجات.
وفي الأسابيع الماضية، أغلقت السلطة القضائية عدداً من المقاهي والمطاعم، بعضها لفترة مؤقتة، على خلفية عدم التزام روادها وضع الحجاب.
واعتباراً من عام 2020 بدأ مالكو السيارات في إيران يتلقون رسائل نصية قصيرة عبر هواتفهم بحال سجلت الشرطة على متن المركبة، مخالفة لقواعد الحجاب. وكانت هذه الرسالة تشير إلى تسجيل هذه المخالفة، وتحذر من «إجراءات قضائية وقانونية» في حال تكرارها، إلا أن الرسائل المرسلة حديثاً، لا يرد فيها التلويح بإجراءات قانونية.
يتزامن تركيز السلطات على الحجاب دون غيرها من مطالب المحتجين، في وقت خطف إصرار السلطات على تنفيذ أحكام الإعدام وتوجيه أحكام إعدام جديدة، الأضواء من القضايا الأخرى المطروحة في الاحتجاجات.
وأعلن القضاء إصدار أحكام بالإعدام بحق 18 شخصاً على خلفية المشاركة في الاحتجاجات. وتم تنفيذ أربعة من هذه الأحكام، وصادقت المحكمة العليا على اثنين آخرَين. ويمكن لخمسة محكوم عليهم بالإعدام استئناف العقوبة، بينما أمرت المحكمة العليا بإعادة محاكمة ستة آخرين.
وأفادت وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية بصدور حكم بإعدام جواد روحي بعد إدانته بتهم «الإفساد في الأرض» و«الردة» و«تدمير وإحراق الممتلكات العامة» وقيادة الاحتجاجات في مدينة نوشهر الشمالية. وأفاد موقع القضاء بأن روحي «كان زعيم مجموعة من مثيري الشغب في مدينة نوشهر (بشمال إيران)، وحرض المواطنين وشجعهم على الشغب»، مشيراً إلى أن الحكم الصادر في حقه قابل للاستئناف.
وأتى الإعلان عن حكم الإعدام الجديد غداة تأكيد القضاء إصدار ثلاثة أحكام مماثلة في حق كل من صالح مير هاشمي ومجيد كاظمي وسعيد يعقوبي بعد اتهامهم بـ«الحرابة»، وإدانتهم بالضلوع في عملية قتل ثلاثة من عناصر قوات الأمن في محافظة أصفهان وسط البلاد في 16 نوفمبر (تشرين الثاني). في هذه الأثناء، أفادت رويترز نقلاً عن محامية فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني بأن محكمة قضت بسجن موكلتها لمدة خمس سنوات.
وأكدت المحامية بذلك تقارير نشرتها مواقع إصلاحية تم تداولها الأحد، ولم تذكر المحامية تفاصيل التهم الموجهة إلى النائبة السابقة، فائزة هاشمي، لكن المدعي العام في طهران وجّه اتهامات إليها العام الماضي بالدعاية ضد النظام الإيراني.
وكتبت المحامية ندى شمس على تويتر: «عقب اعتقال السيدة فائزة هاشمي، حُكم عليها بالسجن خمس سنوات لكن الحكم ليس نهائياً».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إضرابات ودعوات للتظاهر واستنفار أمني في إيران بالتزامن مع أربعينية مهسا أميني

إيران تربط وفاة أميني بعملية جراحية خضعت لها في سن الثامنة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الادعاء العام الإيراني يأمر بالتشدّد مع النساء اللاتي ينزعن الحجاب الادعاء العام الإيراني يأمر بالتشدّد مع النساء اللاتي ينزعن الحجاب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
 العرب اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
 العرب اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab