واشنطن - رولا عيسى
تمَّ الكشف مؤخرًا عن مكالمات جديدة وردت الى مركز 911 كشفت عن نتائج مثيرة في أعقاب إطلاق النيران على ملهى "بالس" الليلي للمثليين في "أورلاندو" الأميركية. كما كشفت عن محاولات السلطات لوقف هذا الحادثة. وقد تبين ذلك بعدما نشرت السلطات في مدينة أورلاندو الاثنين الماضي هذه المكالمات بأمر قضائي. وتصف إحدى هذه المكالمات محاولات التفاوض المتكررة للوصول إلى منفذ الهجوم الأفغاني عمر متين على هاتفه أثناء الهجوم الذي أسفر عن مقتل 49 ضحية في الثاني عشر من يونيو/حزيران الماضي.
وتحدث المفاوضون في النهاية إلى متين الذي اعترف بتنفيذ الهجوم ومبايعته لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش". كما كشفت المكالمات يوم الاثنين عن محاولتهم المستميتة للوصول إلى الرجل المسلح منفذ الهجوم. وأوضحت كيفية استجابة السلطات في هذه الليلة، وجاءت مكالمة أخرى من امرأة اتصلت بالرقم "911" تستغيث بشدة لإنقاذ شقيقتها التي تنزف خارج الملهى الليلي بعد إطلاق النيران.
وحاول المفاوضون عدة مرات الوصول إلى متين، وبعدما تمكنوا من التحدث معه دار الحديث حول مطلق النيران، وقال أحد المفاوضين: "يبدو أنه قوي ورصين لأن اليوم طويل وهو لم يشعر بالإرهاق، لذلك أعتقد أنه ملتزم، ولكني لا أعتقد أنه مستعد للتنازل". وسأل آخر عما إذا كان تكرار الاتصال بمتين هو أفضل استراتيجية وأخبرهم متين وفقا لمحادثة المفاوضين أنه اجتهد في الدعاء وتلقى تحذيرًا من وقوع هجمات أخرى في المستقبل "باسم الدولة الإسلامية"، وقال أحد الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى متين إنه يبدو وكأنه صُدم". ويقول أحد المفاوضين: "إنه سيحاول قتل رجال الشرطة".
واتصلت سيدة في تلك الليلة بالرقم 911 للسؤال عن صديقتها وشقيق زوجها اللذين كانا يختبئآن في الحمام أثناء إطلاق النار قائلة: "أردت أن أعرف إن تم إنقاذهما لأن أحدهما نزف كثيرا". وقد تم تحويلها إلى مستجيب آخر قال لها أنهم سوف يجدوهما في أقرب وقت، وحاول المفاوضون الاتصال بمنفذ الهجوم على "بالس" عمر متين.
واتصلت سيدة أخرى في حوالي الساعة 2:38 صباحًا وقد أصابها الذعر تقول أن شقيقتها كانت خارج الملهى الليلي وكانت تنزف ولا تستجيب، وسألت: "ماذا يمكنني أن أفعل؟" فسأل المرسل عما إذا كانت الضحية تنزف بشدة، فأجابت السيدة بأن الضحية كانت تنزف كثيرًا عندما رأتها وقالت له: "أحتاج إلى قطعة قماش جافة ونظيفة أو منشفة أو أي شيء لوقف النزيف" فرد عليها قائلا: "اضغطي بعض الشيء وضعي القماشة على الجرح مباشرة واضغطي لوقف النزيف". وأجهشت المرأة بالبكاء، وحاول المرسل تهدئة روعها وطلب منها أن تتنفس بعمق وأوصاها بالتحدث مع شقيقتها لصرف الألم عنها، وانتهت المكالمة سريعا واتصل بهم آخرون بعد سماع الضوضاء في المنطقة دون أن يعلموا بإطلاق النيران. وبعدها تم إطلاق النيران على متين وقتله إثر مواجهة استمرت ثلاث ساعات مع ضباط مكافحة الإرهاب.
أرسل تعليقك