مريم بوبرام جزائرية تدخل التاريخ عبر لحام المعادن في فرنسا
آخر تحديث GMT16:45:54
 العرب اليوم -

بعد تتويجها كأفضل عاملة من الجمعية الوطنية للحرفيين

مريم بوبرام جزائرية تدخل التاريخ عبر لحام المعادن في فرنسا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مريم بوبرام جزائرية تدخل التاريخ عبر لحام المعادن في فرنسا

مريم بوبرام الفرنسية من أصل جزائري
باريس - العرب اليوم

يعتبر تتويج مريم بوبرام ، الفرنسية من أصل جزائري، سابقة في تاريخ فرنسا، فهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تكريم امرأة كأفضل عاملة في فئة اللحام المعدني من طرف الجمعية الوطنية لأفضل الحرفيين في هذا البلد الأوروبي."لم أتخيل يوما أن شغفي بهذه الحرفة التي كانت حكرا على الرجال وما تزال، ستمنحني جائزة تتوج مسارا طويلا من العمل، يفوق 26 سنة. أتذكر جيدا رسالة التتويج التي توصلت بها في 24 أكتوبر 2018، لم أصدق عيني من شدة ذهولي". هكذا تصرح مريم بوبرام بكل فخر لموقع سكاي نيوز عربية.وتضيف "للمنافسة على أفضل عامل في فرنسا، صنعت " برج اتصالات" معدني يبلغ طوله 1.85 م ويزن حوالي 500 كيلوغرام. فيما استغرق مني صنعها 1600 ساعة عمل، ونافست بها أعمال ثمانية حرفيين رجال".

بداية صعبة مريم التي تبلغ من العمر 47 عامًا، انقطعت عن الدراسة في سن مبكرة لأنها كانت تعاني من "عسر القراءة"، "لم يستطع أحد أن يحدد مرضي آنذاك، الكل وضعني في خانة الفاشلين، ما اضطر أبي للبحث عن بديل خصوصا أنني كنت أكبر إخوتي، ففضل أن يسجلني في دورة تكوينية خاصة بتصفيف الشعر، مبررا اختياره بكونها حرفة تجذب الفتيات في سني، كما أن لها مستقبلا واعدا بحكم أن كل النسوة يسعين ليكن جميلات".

من تصفيف الشعر إلى لحام المعادن رضخت مريم لاختيار الأسرة، إلا أنها لم تقتنع بهذه الحرفة البعيدة عن ميولاتها. انتظرت طويلا إلى أن سمعت عن تكوين خاص بـ"لحام الطيران" لفائدة الفتيات.وتضيف:"رفضت أسرتي الفكرة تماما، غير أنني أصريت على التسجيل، كان غرضي في البداية أن أترك تدريب تصفيف الشعر وألملم شتات نفسي. فكان لي ما أردت. كنت بمجرد أن أمسك آلة اللحام المعدني، أفرغ كل غضبي وأحصل على سلام داخلي، لا أنكر أنني كنت في نظر من حولي شخصية متمردة وثائرة، حاقدة على الأوضاع التي دفعتني للاعتناء بالبيت وبإخوتي الثلاثة الصغار في غياب أبوي اللذين كانا يعملان طيلة اليوم لتوفير لقمة العيش"

وأصبحت مريم بعد أيام من التدريب تشعر بأن هذه الحرفة "وسيلتي الوحيدة للانعزال عن هذا العالم المليء بالمعاناة".تجاوزت مريم فترة التكوين بنجاح وحصلت على شهادة تخول لها دخول سوق الشغل والمنافسة بقوة في المجال."لم يتقبلني الحرفيون الرجال في هذه المهنة، اعتبروا أن مكاني في البيت أو في مهن تحترم أنوثة المرأة، فالمجتمع شئنا أم أبينا، لا يزال يحصر المرأة في مهن تقليدية اعتيادية، ويقلل من شأن الحرف اليدوية".وأمام كل هذه الصعوبات وبعزيمة كبيرة، استطاعت مريم كسب الرهان ورسمت مسارا مهنيا ناجحا، فهي تعمل اليوم إلى جانب مزاولتها للحرفة، مدربة في معهد للحام المعدني في فرنسا.

يوم فارق وعن يوم تتويجها بجائزة مسابقة أحسن حرفي في فرنسا في دورتها السادسة و العشرين، تقول مريم ضاحكة: "يمثل 13 مايو 2019  يوما فارقا في حياتي، فقد دخلت جامعة السوربون العريقة بباريس لتسلم الميدالية، أنا التي لم تحصل على شهادة الباكالوريا. أحسست حينها بفخر كبير. رأيت السعادة تشع في عيني أبي الذي رفض امتهاني هذه الحرفة في البداية، كما أن تسلم الشهادة من يد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال حفل في الإليزيه مباشرة بعد تسلمي الميدالية كان رد اعتبار كبير لي ولكل الحرفيات".وتتمنى مريم اليوم أن تقدم يد المساعدة لكل من يعيش في ظروف صعبة عبر أكاديمية تشرف على إنشاءها، كما تدعو النساء إلى رفع التحدي والسير وراء أحلامهن لأنها بالإصرار والمثابرة تصبح قابلة التحقق.ويمنح لقب أحسن حرفي في فرنسا منذ عام 1924، وتتطلب المسابقة التي تنظم كل ثلاث أو أربع سنوات، شهورًا وحتى سنوات من التحضير، فيما يتم تقديم برنامج الاختبارات قبل الامتحان بسنتين.ويطلب من الحرفيين تقديم أعمال حرفية فنية تتميز بحس الابتكار والإتقان وتحترم التقاليد المتعارف عليها.أما الشهادة المتحصل عليها فيتم اعتمادها من طرف وزارة العمل الفرنسية.

قد يهمك أيضاّ :

الإفراج عن موظفة إغاثة فرنسية بعد 4 أعوام من اختطافها في مالي

أقوال عن النساء والرجال

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مريم بوبرام جزائرية تدخل التاريخ عبر لحام المعادن في فرنسا مريم بوبرام جزائرية تدخل التاريخ عبر لحام المعادن في فرنسا



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات

GMT 10:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

إجلاء 80 ألف شخص وخوف من ثوران بركاني محتمل في إثيوبيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab