الفلاحة ساندرين لو فور تحقّق انتصارًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية
آخر تحديث GMT08:34:06
 العرب اليوم -

رغم أنّ البعض توقّع لها هزيمة انتخابية نكراء

الفلاحة ساندرين لو فور تحقّق انتصارًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفلاحة ساندرين لو فور تحقّق انتصارًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية

الفلاحة ساندرين لو فور
باريس - العرب اليوم

حققت فلاحة فرنسية انتصارًا مضاعفًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية الأخيرة، حيث نالت المزارعة الشابة ساندرين لو فور الأصوات التي تؤهلها لدخول البرلمان كواحدة من أصغر النواب عمرًا، كما تمكّنت بفوزها من إسكات أفواه الكثيرين ممن سخروا منها، بمن فيهم غريمها على المقعد البرلماني، السياسي المحنّك مرشح حزب الجمهوريين اليميني مايل دو كالان، وقد تعرّضت المرشحة للنهش السياسي أثناء حملتها الانتخابية، فهي امرأة من قلب الريف الفرنسي في مقاطعة بريتاني، شمال غربي فرنسا، وتعتبر أيضًا بأنّها غريبة تمامًا على عالم السياسة، أي "دخيلة" حسبما وصفها خصمها دو كالان، الذي  تحدّث عنها بشكل مهين، في مقابلة تلفزيونية، قبيل الجولة الثانية من الاقتراع، كما عاب عليها عدم خبرتها في السياسة، معربًا عن شكوكه في قدرتها على شغل مقعد في "قصر بوربون"، مقر مجلس النواب في باريس. ولم يكن المرشح المنافس وحيدًا في حملته على المزارعة البالغة من العمر 26 عامًا، فقد توقّع لها كثيرون هزيمة انتخابية نكراء، حتّى الحزب الاشتراكي، الذي طالما حظي بالصدارة انتخابيًا في تلك المنطقة، نظر بعين الحذر إلى ساندرين التي تخطو خطواتها الأولى في السياسة. لكن حالبة البقر وبائعة الخضار، مثلما لقّبها الفرنسيون على شبكات التواصل الاجتماعي، تخطّت كل التوقعات وانتزعت الفوز في مدينة مورليه، بنسبة مشرفة تزيد على النصف من الأصوات، ولعل ما ساهم في فوزها أنها كانت قد ركبت الموجة الجديدة وانتمت إلى حركة "إلى الأمام" الموالية للرئيس المنتخب، إيمانويل ماكرون.

لم تكن ممارسة مهمة النائبة هي العقبة الأكبر أمام ساندرين لو فور، إنما اجتياز المرحلة الانتقالية وتسليم مزرعتها إلى شريك حياتها كي ينوب عنها في العمل، ففي العشرين من الشهر الماضي، وصل إلى العاصمة معظم نواب الدورة الجديدة، سواء من الفائزين الجدد، وهم الأكثرية، أو من "المحظوظين" الذين تمكّنوا من الحفاظ على مقاعدهم بتجديد ولايتهم، وكان عليهم الاستعداد للجلسة الافتتاحية، وتسلّم مكاتبهم والتعرّف على أروقة الجمعية الوطنية، والاطلاع على التعليمات والإجراءات النيابية،  لكن لو فور تخلفت عن الموعد لأنها كانت، في ذلك اليوم، منهمكة بالاعتناء بشتلات البصل وحلب الأبقار في مزرعتها الواقعة في قرية ليبير كريست، على بعد 20 كيلومترًا من ساحل بحر المانش الجنوبي، حيث بدأت، منذ عامين، استثمار حقل مساحته 30 هكتارًا، ثلثه للخضار وثلثه للحبوب، والثلث الأخير تستخدمه مع شريك حياتها مرعى للأبقار، ولأن وارد المزرعة ما زال شحيحًا، اضطر الزوجان إلى التضحية بمبلغ كانا قد وفّراه لبناء مخزن جديد للحبوب، وأنفقته المرشحة لتمويل حملتها الانتخابية، ولم يكن الترشّح للانتخابات التشريعية التحدي الأول في حياة ساندرين لو فور،  ففي سنة 2011، أي في سن العشرين، قرّرت ترك دراستها العليا في الهندسة الزراعية كي تنطلق مع رفيقها في الحياة العملية، الأمر الذي أثار غضب أهلها الذين اعتبروا تركها الدراسة ضربًا من الجنون، لكنها أصرّت وثابرت وتمكّنت من شراء مزرعتها الخاصة، وحصدت ما زرعت، وترى النائبة الفلاحة أنّ السياسة ملك للجميع، لكنها عانت أثناء الحملة الانتخابية وبدت متلعثمة في بعض المواقف، وأدلت بآراء تنمّ عن شيء من السذاجة، ثم لجأت إلى خبيرة في تقنيات التواصل والتخاطب والتكلّم، كما ساعدها بالمشورة رفاقها في المكتب المحلي لحركة "إلى الأمام"، إضافة إلى العامل الأهم في فوزها أنّه كان رغبة نسبة كبيرة من الفرنسيين في إعطاء الرئيس الجديد الشاب أغلبية برلمانية مريحة كي "يجربوا حظهم" معه، لقد خرجوا من ولايتين رئاسيتين (عهدي نيكولا ساركوزي وفرنسوا هولاند) من أسوأ الفترات السياسية في فرنسا في العقود الأخيرة، وبحصيلتين سلبيتين على معظم الأصعدة، اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، لذلك فإن فوز ماكرون جاء، في جانب منه، نكاية بالأحزاب التقليدية وأملًا في ولاية رئاسية أفضل من سابقتيها.

الفلاحة ساندرين لو فور تحقّق انتصارًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية

وتعاطف الناخبون مع ساندرين، مثلما شجّع الريفيّون فريقهم المتواضع لكرة قدم في مباراة أمام فريق معروف ذي إمكانيات تقنية ومالية واسعة، ولا بد من الإشارة إلى أنها، رغم اعترافها بجهلها بألاعيب السياسيين، فإنها قد أجادت انتهاز الفرص ومارست شيئا من الانتهازية،  فلكي تلتحق بحركة "إلى الأمام"، تخلّت عن تأييدها لاتحاد نقابات الفلاحين الذي كانت من أعضائه، كما عدّلت مواقفها السابقة المؤيدة لتوجهات حماية البيئة ومعارضة استخدام المبيدات الزراعية، ويلاحظ خصومها أنّها اعتمدت خطابًا يتسم بالميل بمجاراة ماكرون من جهة، وفي الوقت نفسه محاباة التيارات المختلفة، حتى المتضادة، كما لاحظ الصحافيون أنّها كلّما سئلت عن موقفها إزاء قضية ما، ترد بعبارات من نوع "سأنصت إلى الجميع"، أو "سآخذ في الاعتبار كافة الآراء"، أو "سنحل تلك المشكلة بالتشاور بين جميع الأطراف"،  لكن النائب الجديدة لا تبدو آبهة بالمشكّكين، بل ماضية في الطريق الذي خطّطته لنفسها وهو تمثيل منطقتها ومهنتها في البرلمان، وربما مع طموح خفي بالتقدم مستقبلًا نحو مناصب أعلى، في انتظار ذلك قالت في مقابلة مع إحدى المجلات "أنا أدرك أصولي، ولن أتنكّر لها".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلاحة ساندرين لو فور تحقّق انتصارًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية الفلاحة ساندرين لو فور تحقّق انتصارًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية



GMT 12:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادات مرعبة لنساء وفتيات ناجيات من العنف في حرب السودان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab