مغربيات مخيم الهول ينتظرن تأشيرة العودة إلى بلدهن
آخر تحديث GMT03:02:48
 العرب اليوم -

مغربيات مخيم الهول ينتظرن تأشيرة العودة إلى بلدهن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مغربيات مخيم الهول ينتظرن تأشيرة العودة إلى بلدهن

مخيم الهول
الرباط - العرب اليوم

بأمل كبير، تتابع المغربية مهيرة، مع سواها من بنات بلدها يقمن في مخيم الهول (شمال شرقي سوريا)، الأنباء الواردة من الرباط عن اجتماعات تعقدها لجنة برلمانية خاصة للنظر في أوضاع المغاربة العالقين في مخيمات اللجوء، مؤكدات أنهن ينتظرن تأشيرات السفر للعودة إلى بلدهن وعقب الأنباء المغربية، زارت «الشرق الأوسط»، هذا المخيم، الذي يبعد نحو 45 كيلومتراً شرق مدينة الحسكة، وبه قسم خاص بالنساء الأجانب وأطفالهن المتحدرين من دول غربية وعربية، ويبلغ عددهم نحو 12 ألفاً، من بينهم 3177 امرأة، أما البقية فأطفال دون سن الـ15. وتأتي النساء المغربيات على رأس العربيات المهاجرات، حيث يبلغ تعدادهن نحو 582 وقرابة 500 طفل «لم يكن قرار سفري بإرادتي، زوجي أجبرني وهددني بأولادي لخوض هذه الرحلة لينتهي مصيرنا هنا والعيش بهذا المكان»، بهذه الكلمات بدأت مهيرة البالغة من العمر أربعين عاماً والمتحدرة من العاصمة المغربية الرباط، قصة سفرها إلى سوريا هذا البلد المضطرب منذ 10 سنوات. وتحت خيمة صغيرة لا تقي برودة طقس الشتاء وأشعة شمس الصيف الحارقة، جلست هذه السيدة المتشحة بالسواد وإلى جانبها ابنتاها لتروي كل منهن قصصاً وذكريات مثقلة.

وتابعت حديثها لتقول: «تزوجت بمغربي سنة 2005 ولم ألاحظ التطرف، حيث كان يصلي، ويحلق شعره وذقنه بشكل طبيعي»، وبعد اندلاع الحرب السورية بداية 2011، وعززت المشاهد المروعة مشاعر التعاطف والدعم؛ وأدى انتشارها كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى إثارة عواطف كثير من مواطني بلدان قريبة وبعيدة، من بينهم زوج مهيرة، الذي لم يخفِ تأثره بمآسي الشعب السوري وما يتعرض له من ويلات الحرب وأضافت: «صيف 2013، وبدون سابق علم، قرر أن نسافر إلى تركيا، بعد وصولنا أعلمني بقراره ورغبته الدخول لسوريا بغرض الالتحاق بتنظيم (جبهة النصرة)؛ ليبايع لاحقاً تنظيم (داعش) وكان ذلك بمثابة ضربة على الرأس»، حيث رفضت بشدة هذا القرار، لكنه هددها بحرمانها من فلذات كبدها: «قال سيأخذهم مني بالقوة، لذلك وافقت تحت الضغط والضرب، فهو يعلم أنني متعلقة بأطفالي كثيراً».

وعند سؤالها عن الأنباء بتشكيل لجنة من البرلمان المغربي لدراسة أوضاع المغاربة العالقين في سوريا، ومطالبة نواب وأحزاب مغربية سياسية معارضة بإعادة رعاياها وتلبية مناشدات من عائلات لديها أفراد عالقون مع أطفالهم، قالت: «هنا ليس لدينا تلفاز أو شبكة إنترنت، أحياناً ابنتي فاطمة تذهب إلى مقهى للإنترنت للتواصل مع أهلنا هناك ويخبروننا ماذا يحدث». توقفت عن الكلام برهة، ثم تابعت بصوت حزين منخفض بالكاد يسمع: «أمل أن تكون هذه الأخبار صحيحة، ونعود بسرعة لوطننا» وبعد انتهاء معركة الباغوز والقضاء على سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي بشهر مارس (آذار) 2019، نقل الرجال إلى السجون والمحتجزات، فيما أُخرجت النساء والأطفال دون سن 12 إلى مخيمي «الهول» و«روج» بمدينة الحسكة، أما الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم 16 سنة فرحلوا إلى سجن الأحداث في قرية تل معروف التابعة لمدينة القامشلي، الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا.

وفي خيمة ثانية بقسم المهاجرات، تحدثت رنوة، وهي سيدة في منتصف عقدها الخامس، وقد حولت المكان إلى منزل مغربي، لتعلقها بتراث وتقاليد بلدها. بدأت بسرد قصتها ودخولها سوريا بداية عام 2015 برفقة زوجها، وذكرت: «ابنتي عمرها 23 سنة تزوجت من مقاتل مغربي وهو محتجز لدى (قوات سوريا الديمقراطية) منذ عام ونصف العام، ولا نعرف مصيره» بينما ابنتها الثانية وتصغر أختها بسنتين، تزوجت من مقاتل مغربي وقُتِل بعد عام من زواجهما وترك لها طفلاً، ثم تزوجت من مقاتل تونسي ليقتل هو الآخر وترك لها طفلة وُلدت في بلدة الباغوز عند فرارهم أما صغرى بناتها فكانت طفلة بعمر 14 سنة عندما هاجرت عائلتها سنة 2014 واستقرت في مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، لكن والدها أجبرها على الزواج من مقاتل مغربي وهي قاصر، ليقتل بعد شهرين وقد ترك لها طفلة لكنها رفضت الزواج مرة ثانية.

تلمست رنوة عباءتها السوداء وتلفتت حولها، لتضيف: «عائلتي مشتتة هنا، بعد مقتل زوجي أتحمل مسؤوليتهم، أنتظر تصديق هذه الأخبار ونرجو تصديقها والإسراع بالإجراءات» غير أن بناتها لزمن الصمت طوال الحديث، بينما قالت صغراهن، تدعى إسراء، وتبلغ من العمر اليوم 19 سنة، أن الحياة التي عشناها في سوريا كانت قاسية للغاية، فالعائلة تنقلت بين مدن وبلدات سورية عدة حفظتها واحدة تلو الأخرى، حتى انتهى بها المطاف في الباغوز بريف دير الزور. وكانت هربت إلى العراق ومكثت في بلدة العشارة نصف عام، لكنها عادت إلى سوريا أواخر 2018 جراء القصف العنيف لطيران التحالف الدولي، وتقطن اليوم بمخيم الهول.

سديم، التي تبلغ من العمر 30 عاماً وتتحدر من الدار البيضاء وتعيش في مخيم الهول منذ قرابة عامين، بدى عليها أنها أكبر من عمرها بسبب التجارب المريرة التي مرت بها في هذه السن المبكرة، وشرحت قصتها لتقول: «والدي قرر الالتحاق بتنظيم (داعش) بعد طلاق والدتي، كما أجبرت على الزواج مرتين من مقاتلين في صفوف التنظيم لكنهما لقيا مصرعهما بعد أشهر، وأنا حالياً أرملة». وأعربت عن فرحتها عند سماع معلومات تفيد بإمكانية عودتهم للمغرب، وقالت: «هذا حلم وأدعو الله أن يتحقق قريباً، هنا نعيش مرارة العيش تحت رحمة هذه الخيمة، ومرارة البعد عن مسقط رأسي وأهلي».

والمغرب دولة عربية عضو في التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» ورفض كباقي الدول الغربية والعربية، استعادة مواطنيه، ويطالب بمحاكمتهم بالمكان الجغرافي عند إلقاء القبض عليهم أو استسلامهم، لكنه أبدى مرونة باستعادة الأطفال اليتامى، وأعاد 8 أطفال في مارس (آذار) العام الفائت يذكر أن مجلس النواب المغربي وافق على طلب تشكيل لجنة وطنية بعد طلبات ودعوات من كتلة حزب «الأصالة والمعاصرة» المعارضة، للتنسيق بين وزارة الخارجية ومنظمة الهلال الأحمر المغربية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لزيارة المعتقلين في سوريا، ودراسة وضع الأطفال والأمهات الذين ما زالوا عالقين في مخيمات اللجوء.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

إحصائية صادمة عن تعنيف النساء للرجال في كردستان العراق

التفاصيل الكاملة لمأساة سيدة مصرية مع زوجها "دجال النساء"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربيات مخيم الهول ينتظرن تأشيرة العودة إلى بلدهن مغربيات مخيم الهول ينتظرن تأشيرة العودة إلى بلدهن



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab