امرأة تبلغ مِن العمر 30 عامًا تُعيد بناء العاصمة السابقة لـالخلافة
آخر تحديث GMT02:31:51
 العرب اليوم -

دُمِّرت البنية التحتية بأكملها بالإضافة إلى وجود ألغام أرضية

امرأة تبلغ مِن العمر 30 عامًا تُعيد بناء العاصمة السابقة لـ"الخلافة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - امرأة تبلغ مِن العمر 30 عامًا تُعيد بناء العاصمة السابقة لـ"الخلافة"

ليلى مصطفى
لندن - ماريا طبراني

تعرض صحيفة "الإندبندنت" سلسلة جديدة للقاءات مِن سورية، وفي الجزء الأول يلتقي ريتشارد هول "ليلى مصطفى" التي شاهدت المدينة التي ترعرعت فيها واستولى عليها "داعش" تتعرّض للتدمير، والآن عادت المهندسة المدنية البالغة من العمر 30 عاما لإعادة التعمير.

تمر ليلى مصطفى في كل يوم في طريقها إلى مكتبها، بآثار المدينة التي نشأت فيها، تأخذها رحلتها عبر الشوارع التي ترى فيها أكثر من المعدن الملتوي والخرسانة المسطحة، كل يوم يُذكّرها بفجاعة مهمتها، كانت أدت معركة الرقة، وهي العاصمة السابقة لـ"داعش"، إلى إطلاق حملة من أكثر الحملات الجوية تدميرا في التاريخ الحديث، مما أدى إلى هدم الكثير من مبانيها إلى أنقاض، وكُلفت ليلى بإعادة تعميرها مرة أخرى، فتقول عن تلك المهمة: "لدينا الكثير للقيام به"، وتضيف: "لقد تدمّرت البنية التحتية بأكمها، فلا توجد كهرباء ولا اتصالات، وهناك ألغام أرضية في كل مكان، وكل الجسور هُدمت، ولا يزال المستشفى الرئيسي خارج نطاق العمل".

وتعدّ ليلى القائد المشارك في المجلس المدني في الرقة، إذ إنها أقرب ما يكون لرئيس البلدية في المدينة.. إن كون امرأة مسؤولة الآن عن ما كان في يوم من الأيام القلب النابض لحكم "داعش"، حيث أُخضعت النساء، هي مفارقة لا تفوتها، فقالت: "كانت النساء سجينات هنا، لم يُسمح لهن حتى بمغادرة منازلهن، كما لم يكن لديهن أي حقوق"، ثم أضافت أن "ما نبنيه الآن هو عكس ما فعله "داعش" تماما، لا تزال هذه الطريقة لإدارة الأمور غير مقبولة كليا لدى الجميع، ولكن ببطء، ببطء، تتغير الأمور"، إلا أن بعد مرور عام واحد على تحرير الرقة، بدأ بريق الانتصار يتلاشى، وبدأت الحقائق الصعبة بشأن إعادة الإعمار والمصالحة تفرض نفسها، مع تزايد التهديدات من الداخل والخارج، أصبح لدى القائدة الشابة طريقا ضيقا للنجاح.

وتعدّ الرقة موطنا لأكثر من 200 ألف شخص قبل الحرب معظمهم من العرب، لكن أيضا من الأكراد والمسيحيين والسريانيين والعلويين، كان ينظر إليها كمجتمع محافظ ومتأثر بشدة بالسياسة القبلية، وتجاهلتها الحكومة السورية إلى حد كبير، في عام 2011 أصبح بشار الأسد أول رئيس يزور المدينة منذ أكثر من 60 عاما، لكن الناس كانوا معروفين بكرم ضيافتهم، فكما يقول المثل: "في الرقة.. المنازل ليست لها أبواب".

تصف ليلى مدينة طفولتها بأنها "هادئة وبسيطة وجميلة"، وتصيف: "لم يحدث هذا التوسع الحضري في ذلك الوقت، إذ اعتاد الناس التنقل باستخدام التوك توك، وكان يمكن سماع صوت المياه الجارية في الفرات"، ذهبت ليلى لدراسة الهندسة المدنية على أمل توظيف مهاراتها في سورية، لكن الحرب الأهلية غيرت خطط الجميع، مع انزلاق البلاد إلى أعمال عنف في عامي 2011 و 2012، ظلت الرقة هادئة نسبيا، فلم تصل الحرب إليها حقا إلا في العام التالي.

واستولى متمردون من الجيش السوري الحر وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في مارس/ آذار 2013، على المدينة من القوات الحكومية، وبعد أقل من عام جاء "داعش" إلى الرقة، وعند حدوث ذلك قررت ليلى الفرار، فدفعت للمهربين لنقلها مع عائلتها إلى الحسكة، على بعد 120 ميلا، لكن الدمار والبؤس الذي جلبه "داعش" إلى المدينة هو الذي سيقودها للعودة إلى هناك، وللسياسة، فمن أفضل للمساعدة في إعادة بناء الرقة أكثر من مهندسة مدنية عاشت حياتها كلها هناك.

تقول: "لم أفكر أبدا في أنني سأجلس هنا، لكن المعاناة في سورية، وما واجهته الرقة، كانت أشياء غير إنسانية. دفع هذا الوضع الجميع للمساعدة".

رغم خلفيتها التقنية فإن ليلى سياسية طبيعية، فغرفة الانتظار خارج مكتبها هي خلية تمتلئ بالنشاط، وهي تسرع خارجة إلى اجتماع لتعود لتحضر آخر، وتتوقف للتحدث إلى السكان المحليين الذين يأتون إليها بمشاكل يأملون في حلها، وتدخن، وتضحك مع ضيوفها، وتهيمن عادة على الغرفة، من الصعب تخيل رحيل أكثر جذرية لأمثال الرجال الذين حكموا هذه المدينة قبلها.

وينطبق الشيء نفسه على المؤسسة التي تقودها الآن، فبالنسبة إلى المدينة التي حكمها النظام السوري والمتمردون وإيزيس تباعا، فإن المجلس المدني شيء جديد، وهي تتألف من مزيج من المحامين والمهندسين والأطباء وزعماء العشائر ومجالس التكنوقراط، مع وجود ليلى كرئيس غير مُتَوَقع، وهي واحدة من العديد من الهيئات الإقليمية التي أنشأتها القوات الديمقراطية السورية (SDF) وهو تحالف عسكري لأغلبية كردية هزم "داعش" وأخرجها من شمال شرق سورية.

أعطيت هذه المجالس مساحة كبيرة للعمل، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى وجود القوات الأميركية في الأراضي التي تسيطر عليها القوات الديمقراطية السورية، هناك نحو 2000 جندي أميركي على الأرض في شرق سورية لدعم قوات سورية الديمقراطية في القتال ضد "داعش".

وبينما لم تظهر الولايات المتحدة اهتماما كبيرا بدعم مشروع الحكم الذاتي الذي يقوده الأكراد في سورية، إلا أن وجودها قضى على تهديد تلك القوى التي كانت ترغب في تدميره: تركيا التي ترى أي محاولات كردية للحكم الذاتي تهديدا لحكمها على أراضيها الكردية، والحكومة السورية، التي وعدت بإعادة البلاد بأكملها تحت سيطرتها.

هذه التهديدات ليست شيئا صغيرا، وبقاء هذه المجالس غير مضمون بأي حال من الأحوال، ومع ذلك، فقد تم تصميمها لتكون أساسا للإدارة المستقلة التي يأمل الحزب الديمقراطي الاجتماعي أن تدوم أكثر من الحرب الأهلية، وهي تجربة ديمقراطية تم إبرازها كبديل لحكم الأسد.

تقول ليلى: "إننا نحاول إحياء مجتمع ديمقراطي يتلاءم مع جميع الآراء والمذاهب والجنسيات، دون تهميش أو استبعاد، وبالطبع، تلعب المرأة دورا أساسيا في بناء ذلك المجتمع الديمقراطي".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة تبلغ مِن العمر 30 عامًا تُعيد بناء العاصمة السابقة لـالخلافة امرأة تبلغ مِن العمر 30 عامًا تُعيد بناء العاصمة السابقة لـالخلافة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:36 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
 العرب اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فصائل عراقية موالية لإيران تستهدف ميناء حيفا بطائرة مسيرة

GMT 18:30 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غرفة ملابس ريال مدريد تنقلب على كيليان مبابي

GMT 14:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرفض إعارة الإيطالي كييزا في يناير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab