قارة آسيا تعطي الفرص الأكبر للنساء لتصدر المشاهد
آخر تحديث GMT01:47:39
 العرب اليوم -

كثيرًا ما ورثن تركات العائلات السياسية الكبيرة

قارة آسيا تعطي الفرص الأكبر للنساء لتصدر المشاهد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قارة آسيا تعطي الفرص الأكبر للنساء لتصدر المشاهد

ماريام نواز
إسلام اباد ـ العرب اليوم

يعتبر عزل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف من منصبة، ومنعه من خوض الانتخابات المقبلة، جاء بسبب مزاعم ابتزاز واستغلال منصبه، ومن المتوقع أن تتولى زوجته بيغوم كلثوم نواز، وابنتهما ماريام نواز، شؤون الحزب الحاكم, فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، تقلدت ماريام عددًا من المناصب السياسية الرفيعة، بتكليف من والدها نواز شريف، مما زاد من شعبيتها ونفوذها بسرعة كبيرة في باكستان، وداخل حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية" الحاكم.
 
 وتكشف التقارير الإعلامية أنها تخوض الانتخابات الفرعية من خلال المقعد الذي خلفه والدها, ولكن هذا الوضع ليس بالجديد على التاريخ السياسي لقارة آسيا، حيث سبق أن حملت النساء صولجان السياسة عقب خروج الرجال من العائلة نفسها من المشهد السياسي, فلطالما كانت الأسر الحاكمة سمة مميزة للسياسة في آسيا، وكثيرًا ما ورثت البنات والزوجات تركات العائلات السياسية الكبيرة.
 
وبلغ عدد النساء اللاتي ورثن مناصب قيادية في تلك القارة نحو العشر، فكان منهن البنت والزوجة والأرملة، ومنهن من قدن حركات المعارضة الديمقراطية في مختلف أرجاء القارة قبل أن يتقلدن السلطة، وبعضهن تولين الرئاسة في دول ذات أغلبية مسلمة.
 
وعلق الكاتب السياسي أندر مهوترا على ذلك قائلًا "إن جميع النساء اللاتي حكمن البلاد فعلن ذلك مستفيدين من أسماء أباءهن أو أزواجهن, وفي السباقات الجارية حاليًا، فإن ماريام، ابنة رئيس الوزراء الباكستاني المعزول، تستعد حاليًا لدخول المعترك السياسي خلفًا لوالدها المعزول, وفيما يخص زرداري، أرمل بي نظير بوتو، فهو الأخر يعد ابنتهما بختوار للدخول في حقل السياسة، مما يعنى أن طابورًا طويلًا من الساسة النساء يجرى إعدادهن لحمل لواء عائلاتهن الحاكمة في المعترك السياسي في المنطقة".
 
وتعد السريلانكية سيرمافو بندرنايك أول سيدة في العالم الحديث ترأس حكومة بلادها، وكان ذلك عندما عينت رئيسة للوزراء عام 1960، عقب اغتيال زوجها سولومون بندرنايك خلال فترة توليه المنصب عام 1959, بعد ذلك، تولت سيدات مقاليد الحكم في الهند وباكستان وبنغلاديش والفلبين وميانمار وكوريا الجنوبية وإندونيسيا، والأغرب كان تولي ابنة بندرنايك شاندريك كومارتونغا رئاسة الوزراء في سيريلانكما، خلفًا لوالدتها التي خلفت زوجها هي الأخرى.
  
لكن لماذا النساء؟
لماذا جاء بروز النساء في العائلات الحاكمة من قارة آسيا، تحديدًا جنوب آسيا الأكثر إيمانًا بالقيم الأبوية؟ على الرغم من أن النساء لعبن أدوارًا سياسية مهمة في مرحلة ما بعد الاستعمار، وخلال فترات النضال من أجل الاستقلال، فإن أدوارهن السياسية تراجعت لاحقًا بدرجة كبيرة, ومع ما شهدته كثير من الدول، مثل الهند وباكستان وميانمار وبنغلاديش، من بروز لبعض العائلات السياسية، فالنساء الأكثر استفادة من صعود عائلاتهن للمعترك السياسي، وكن غالبًا يلقبن بـ"الأخت" أو "العمة" أو "الأم".
 
بيد أن "اختيار سيدة لخلافة المنصب كان له ميزته الخاصة، حيث غالبًا ما يكون لتلك السيدة "كاريزمتها التي ورثتها" عن عائلتها، فيما يكون الحكم على الرجل الذي تولى منصبًا بالخلافة من خلال سماته الخاصة، حيث يصعب الجزم بامتلاكه لسمات الأب أو الأخ نفسها, على الجانب الآخر، فإن الأرملة أو الزوجة أو الابنة غالبًا ما ينظر إليها باعتبارها نموذجًا يحاكي كاريزما زوجها أو أبيها.
 
ويؤكد تقرير ألماني حمل عنوان "الأسر الحاكمة والقيادة النسائية في آسيا"، الذي أعد لمؤسسة العلوم الألمانية، أنه "ما من شك في أن ظهور القادة السيدات يعود إلى انتمائهن إلى عائلات كبيرة، فهن إما بنات أو زوجات أو أرامل لرؤساء حكومات أو كبار رموز معارضة سابقين".
  
الاستفادة من اسم العائلة 
لجأ كثير من النساء اللاتي ورثن السياسة عن رجال العائلة إلى استخدام اسم عائلاتهن لمنفعتهن السياسية. وذات مرة، صرحت كورازون أكينو، التي تولت رئاسة الفلبين عقب اغتيال زوجها زعيم المعارضة بنين أكينو، عام 1986، قائلة "أدرك حدودي، ولا أحب السياسة, ودخلت هذا المعترك بسبب زوجي فقط", ولا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لإيطالية المولد سونيا غاندي، سليلة عائلة نهرو غاندي السياسية الشهيرة، التي أصبحت رئيسة البرلمان عام 1998، قبل أن تقود حزبها للفوز في الانتخابات عام 2004، ثم عام 2009، عقب اغتيال زوجها رئيس الوزراء راجيف غاندي على يد متمردي التاميل.
 
تعتبر والدة زوجها أنديرا غاندي ثالث رئيسة للوزراء، وأول سيدة ترأس الهند, وكان الأب الروحي للهند، جواهر لال نهرو، أول رئيس للوزراء, وشأن كثير من نظيراتها من القادة النساء، حافظت سونيا على التقليد العائلي بوارثتها للمنصب. واغتيلت أنديرا غاندي على يد حراسها، ليخلفها ابنها راجيف غاندي رئيسًا للوزراء.
 
وخطت شاندريكا كماراتونغا أول خطواتها في السياسة في سن مبكرة؛ لم تكن قد تخطت الرابعة عشرة من عمرها عندما اغتيل والدها، ولذلك قفزت والدتها إلى رئاسة الحزب، لتصبح أول رئيسة للوزراء في العالم, وفي عام 1988، قام ماركسي باغتيال فيجايا، زوج شاندريكا كماراتونغا الذي كان ممثلًا سينمائيًا وسياسيًا معروفًا.
 
وتسببت الحادثة في رحيل الأرملة شاندريكا عن سريلانكا لبعض الوقت، لتعمل لدى بعثة الأمم المتحدة في نيويورك، لكنها عادت إلى بلادها عام 1991 لتصبح رئيسة لسريلانكا من عام 1994 - 2005.
 
وشغلت خالدة زيا، أرملة القائد العسكري زيوار رحمن الذي تعرض للاغتيال، منصب رئيسة الوزراء في بنغلاديش، خلال الفترة من 1991 - 1996، ثم من 2001 - 2006، وكانت أول سيدة تتقلد منصب رئيس الوزراء في بنغلاديش.
 
اليتم
يذكر أن السبب في دخول الباكستانية بي نظير بوتو، والبنغالية الشيخة حسينة، والبورمية آنغ سان سو كي، المعترك السياسي لم يكن الترمل، بل اليتم. فوالد بي نظير، رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار على بوتو، أعدم بحكم قضائي صدر عن الحاكم العسكري، فيما تعرض والد حسينة، الشيخ مجبور رحمن، للاغتيال مع أحد أفراد عائلته عقب انقلاب عسكري، وكذلك الحال بالنسبة لسو كي، ابنة زعيم استقلال البلاد أونغ الذي اغتيل عام 1947.
 
وتشغل الشيخة حسينة حاليًا منصب رئيسة وزراء بنغلاديش في فترتها الثانية، وكانت قد أمضت فترة كاملة بين عامي 1996 - 2001، وكان ذلك عقب زواجها, وكانت بي نظير بوتو، أول رئيسة وزراء باكستانية، تزوجت من أصف زرادي خلال فترة عملها السياسي, وتولت بوتو رئاسة الوزراء في بلادها مرتين، قبل أن ينتهي عملها السياسي الصاخب باغتيالها عام 2007، لكنها كانت أول سيدة تحتل هذا المنصب في بلادها.
 
وتعد البورمية أونغ سان سو كي، ابنة الزعيم الثوري البارز أونغ سان، ضمن أشهر بنات كبار الساسة في العالم، حيث ينظر لها باعتبارها قائدة لشعبها, فبعد سنوات من وضعها قيد الإقامة الجبرية لسنوات من قبل ما يعرف بلجنة السياسة ببلادها، أصبحت أونغ عضوًا بالبرلمان.
 
 وحكمت بارك جين كوريا الجنوبية، فهي ابنة بارك تشونغ الذي كان ثالث رئيس للبلاد وديكتاتورًا عسكريًا في حقبة الستينات والسبعينات، قبل أن يتعرض للاغتيال أيضًا.
 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قارة آسيا تعطي الفرص الأكبر للنساء لتصدر المشاهد قارة آسيا تعطي الفرص الأكبر للنساء لتصدر المشاهد



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 01:23 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في مستوطنة دوفيف
 العرب اليوم - "حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في مستوطنة دوفيف

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025

GMT 10:34 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتقاء شهيدين فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمال غزة

GMT 07:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق تذاكر معرض كريستيان ديور مصمم الأحلام

GMT 06:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 05:49 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab