تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق
آخر تحديث GMT20:59:56
 العرب اليوم -

كان سبب رفع "مذكرة غياب " بحقها لعدم دخولها للمدير العام يوميًا

تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق

تحرُّش المسؤول بموظفته
بغداد ــ نجلاء الطائي

تفاجأت عند وصولها الى مكان عملها بـ"إصدار مذكرة" بحقها من قبل المدير العام بتغيبها لمدة يوم واحد ، وعند دخولها الى مسؤولها المباشر وهو بمنصب "مدير عام " لاستفسار عن اسباب ذلك ، اجابها وبكل وقاحة . انها لا تدخل اليه كل يوم مثل ما يفعل بعض زميلاتها الموظفات في دائرتها، في وقت كشفت النائبة عالية نصيف، عن تلقيها شكاوى جديدة بشأن حالات تحرش في عدد من الوزارات بينها الموارد المائية، مبينة ان ذلك جاء بعد تطرق وسائل الاعلام لحالات تحرش حصلت بوزارة التربية.

وقالت نصيف "تفاجأت للأسف بالعديد من الشكاوى التي وصلتني حول حالات تحرش بالموظفات في وزارات ودوائر الدولة، ومعظم هذه الحالات قام بها أشخاص يتمتعون بمناصب مهمة"، مبينا ان "من بين الشكاوى شكوى تخص حالات تحرش بموظفات في وزارة الموارد المائية (قسم التشغيل/ مديرية مابين النهرين) من قبل أحد المستشارين".

وهددت نصيف بـ"الإعلان عن الأسماء في حال عدم اتخاذ الإجراءات بحق الفاسدين في هذه الوزارة"، مشيرة الى ان "هذه الشكاوى جاءت بعد أن تطرقت وسائل الإعلام عن حالات تحرش حصلت في وزارة التربية".واكدت انه "خلال الأيام المقبلة ستقدم مقترح قانون لمكافحة التحرش في الدوائر الحكومية، ولكن تشريع هذا القانون المهم قد يستغرق وقتاً وفقاً للسياقات القانونية"، مناشدة جميع الوزراء والمسؤولين من أصحاب الغيرة والشرف بـ"أن يقفوا وقفة جدية الى جانب أخواتهم العراقيات ويعاقبوا المتحرشين عقوبات رادعة تجعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه الإساءة الى أعراض النساء".

وطالبت نصيف رئيس الوزراء والجهات القضائية بـ"التدخل ووضع حد لهذه الإنتهاكات والتجاوزات على النساء، مع ضرورة أن لاتسكت أي امرأة عند تعرضها لمثل هكذا حالات وأن تبادر بتسجيل شكوى لدى الجهات المعنية". وكشفت النائبة عالية نصيف، في ( 8 كانون الثاني 2017)، عن اقالة وزارة التربية للمدير العام "الفاسد" الذي يساوم النساء على شرفهن، فيما اشارت الى وجود ثلاثة مدراء آخرين "فاسدين أيضاً" وينتهجون ذات الاسلوب أحدهم في تربية الرصافة الاولى، ودعت الى ملاحقتهم.

يذكر أن نصيف كشفت في (3 كانون الثاني/يناير 2016)، عن وجود مدير عام في وزارة التربية "يساوم" المتقدمات للتعيين على "اعراضهن"، وفيما دعت وزير التربية الى متابعته، هددت بإعلان اسم المدير امام الجميع في حال عدم محاسبته. وتقول السيدة ( م ، أ) وهي موظفة في احدى الدوائر الرسمية في العراق بأنها تفاجأت عند وصولها مكان عملها بـ"إصدار مذكرة"  بحقها من قبل المدير العام بتغيبها لمدة يوم واحد ، وعند دخولها الى مسؤولها المباشر وهو بمنصب "مدير عام " لاستفسار عن اسباب ذلك ، اجابها وبكل وقاحة . انها لا تدخل اليه كل يوم مثل ما يفعل بعض زميلاتها الموظفات في دائرتها.

وبما ان قانون موظفين الدولة في العراق ينص في حالة تغيب الموظف عن الوظيفة يوم الخميس وبعدها يكون عطلة رسمية وهي ( الجمعة والسبت ) ، يكون عدد ايام غيابها الى ( ثلاثة ايام) . وأضافت الموظفة بانها بررت تغيبها في ذلك اليوم وهو قطع جميع الطرق بسبب الزيارة الاربعينية للأمام الحسين عليه السلام ، منوها ان عددًا كبير من الموظفات لم  يأتينا الى الدائرة أيضا ولم يقم المدير بتغيبهن لأسباب ذكرتها سابقا .

واشارت (م، أ) الى استمرارها عدم الرضوخ لذلك المدير حتى وصل الامر الى معاقبتها بنقلها الى فرع من فروع الدائرة النائية .وتتنوع أشكال الضغوط الذي تواجهه المرأة العراقية في حياتها اليومية، فهي ربة البيت، وعلى الكثير منهن أن يعملنَ لتوفير دعم مادي للأسرة، وعليها أن تنصاع لضغوط ونواهي المجتمع، بدء من تفاصيل ملبسها وحركتها وحقوقها في الشارع، الى ضغوط من اخرى في بيئة العمل.

وبرغم أن الكثير من العاملات في مؤسسات الدولة اثبتنَ كفاءة تضاهي كفاءة زملائهن، فان البعض وقعن لسوء حظهن تحت سلطة مدراء ومسؤولين في الوظيفة ممن ينتهكون أخلاقيات العمل ويتعرضون لبعض زميلاتهم بالتحرش الجنسي وبأشكال مختلفة. لكن ما يزيد الطين بلة هو أن التحرش الجنسي في العراق جريمة مسكوت عنها بسبب الحياءُ والضوابط المجتمعية المتشددة التي تحاصر المرأة، فقد لاحظت الموظفة أنعام حسين أن بعض المدراء يبتز مرؤوساته الى حد دفع بعضهن الى طلب النقل من العمل. وتخشى الناشطة شذى ناجي من اتساع حالات التحرش الجنسي اللفظي والمادي في الشارع، لتدخل الى بعض الدوائر الحكومية بمستويات مختلفة وأشكال متنوعة أبطالها مسؤولون بالوظيفة يقمعون المرأة ويستغلون حاجتها إلى العمل.

وتلاحظ زميلتها (ب ، ت) أن بعض المسؤولين يعمل على شرعنة التحرش من خلال تبويبه ضمن علاقات ما يسمى بزواج المتعة او المسيار وغير ذلك.

من جانب آخر أكدت موظفات أنهن ينعمن بعلاقات طيبة مع زملائهن من الرجال في جو العمل يطبعها الاحترام المتبادل والتقدير والتعاون، لكن الموظفة( آ، س ) تكشف عن تعرض بعض زميلاتها الى التحرش الجنسي خلال العمل، ولا تنفي أن بعضهن يوفرن الفرصة للطامعين من خلال طريقة التصرف او اختيار الملبس والماكياج بحسب قولها.
وتحذر الناشطة النسوية الحقوقية هناء ادوار من ازدياد حالات التحرش الجنسي في مؤسسات الدولة، وذلك نتيجة غياب أنظمة العمل ولوائح السلوك المهني في بيئة العمل، ومن ذلك عدم تعريف التحرش الجنسي والتجاوز على الحقوق الإنسانية والمدنية بين العاملين.

ما العمل؟ خصوصا مع بعض المسؤولين الذين يرمون الشِباك للتغرير بالموظفة من خلال الوعود بأغطية شرعية للعلاقة الثنائية حينا، وتهديدها وابتزازها عند توجهها للشكوى حينا آخر.
وتشدد ادوار على حث النساء لمعرفة حقوقهن في مواجهات حالات التحرش الجنسي كشكل من إشكال الاضطهاد التي يعاقب عليها القانون، فضلا عن تفعيل دور الجهات الرقابية في مؤسساتنا ومن ذلك مكاتب المفتش العام.

ولوحظ خلال السنوات الأخيرة تمادي بعض المؤسسات الحكومية في قمع الموظفات من خلال الاجتهاد في فرض السلوك والتصرفات ونوع الملابس والأزياء عليهن، فضلا عن التوجه لمنع الاختلاط بين الجنسين في بعض الحالات، ما تعده أستاذة القانون وعضو مفوضية حقوق الإنسان د. بشرى العبيدي جرائمَ مسكوت عنها، ما يوجب الحد من القرارات الاجتهادات المزاجية ، فضلا عن اعادة النظر بنصوص القوانين لتكون ضامنة لحقوق الانسان العراقي. وتتضمن بنودا تعنى بجرائم التحرش الجنسي بمختلف أشكاله.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق تحرُّش المسؤول بموظفته والانتقام في حالة الرفض جريمة مسكوتٌ عنها في العراق



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 18:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية
 العرب اليوم - الجيش اللبناني يعلن مقتل جنديين في ضربة إسرائيلية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab