تقرير حقوقي يكشف أن الإناث في فلسطين يُمثلن نصف عدد السكان
آخر تحديث GMT07:11:16
 العرب اليوم -

يتعرضن لانتهاكات متواصلة وعدم المساواة مع الرجال

تقرير حقوقي يكشف أن الإناث في فلسطين يُمثلن نصف عدد السكان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقرير حقوقي يكشف أن الإناث في فلسطين يُمثلن نصف عدد السكان

المرأة الفلسطينية
غزة - منيب سعادة

 كشفت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم"، تزايد عدد الإناث الفلسطينيات وفقًا لآخر إحصائيات عام 2018، ليصل عددهن قرابة نصف عدد السكان المقدر بنحو 4.85 مليون فلسطيني، مؤكدة أن واقع النساء يشير إلى تكّون فجوة التمييز وعدم المساواة بين الجنسين، وبموجبها لا تتمتع النساء بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها الرجال.

وعزت الهيئة في ورقة حقائق أصدرتها بمناسبة يوم المرأة العالمي اليوم الخميس، عدم المساواة إلى العديد من الأسباب التي بُنيت نتيجة لعلاقات القوة داخل المجتمع الفلسطيني، كالتشريعات المميزة، والسياسات العمياء للنوع الاجتماعي، والمنظومة الثقافية والسياق التاريخي للمجتمع الفلسطيني.

وأفادت الهيئة أن المرأة الفلسطينية تتعرض للانتهاكات المتواصلة من قبل سلطات الاحتلال وسياساته التمييزية وإجراءاته التعسفية والتهجير القسري نتيجة لهدم المنازل، والاعتقالات التعسفية وآثار جدار الضم والتوسع الاستيطاني، والحواجز العسكرية والحصار المشدد المفروض على قطاع غزة والتشتت الأسري، مما يجعل النساء الفلسطينيات يتكبدن أعباء اجتماعية إضافية، الأمر الذي من شأنه التسبب في انتهاك حقوقهن في الحياة والعمل والصحة والتعليم والسكن والمستوى المعيشي اللائق ولم شمل العائلات.

وتتبدى الصورة الأوضح في انتهاك الاحتلال لجميع القيم والأعراف الدولية لحقوق الإنسان ولقواعد القانون الدولي الإنساني في استهدافه لمسيرات العودة الكبرى، فقد استشهدت 5 إناث نتيجة لإطلاق الرّصاص الحيّ في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة الكبرى بالقرب من الشريط الحدوديّ في قطاع غزة وحتى الجمعة الأخيرة من العام 2018.

وحسب الورقة، فإن إدارة سجون الاحتلال صعدت انتهاكاتها واجراءاتها التنكيلية والاستفزازية بحق الأسيرات الفلسطينيات داخل معتقل الدامون والبالغ عددهن حالياً 54 أسيرة و 3 قاصرات، مكانهن المقاعد الدراسية لا السجون والمعتقلات.

  أقرأ أيضا :    مظاهرة نسائية في غزة لإنهاء الانقسام وتحسين واقع المرأة الفلسطينية

 

وعانت الأسيرات من الإجراءات العنيفة والقاسية التي ترافقت مع من عمليات الاعتقال، عدا عن التعرض للإهانات من قبل قوات الاحتلال.

كما تعاني الأسيرات من الازدحام الشديد داخل الغرف، والإهمال الطبي، وحرمانهن من زيارات الأهالي والمحامين، ومنعهن من تقديم امتحانات الثانوية العامة الإنجاز والجامعية وعدم إدخال الكتب، وعدم السماح بإدخال احتياجاتهن من الخارج مع الأهالي، والاعتداء عليهن من قبل قوات ما يُسمى النحشون، وبالإضافة إلى عذابات البوسطة والنقل إلى المحاكم، وذلك في أعقاب نقل جميع الأسيرات من سجن هشارون إلى سجن الدامون.

وأشارت الهيئة إلى أنه ولا تزال كاميرات المراقبة موجودة في ساحة الفورة وداخل الأقسام في السجون، مما يحد من حرية حركة الأسيرات، وكانت 32 أسيرة قد امتنعن لمدة 3 أشهر عن الخروج للفورة احتجاجا على تركيب الكاميرات في سجن هشارون.

وجاء في الورقة "ما زالت المرأة الفلسطينية تدفع كلفة الانقسام السياسي، وذلك على مستوى إهدار حقوقها السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، سواء لجهة تعطل إنشاء القوانين وعدم تمتعها بالحماية الكافية من القوانين السارية، أو لجهة اختلال آليات التطبيق وتقاعس السلطات النافذ عن حماية هذه الحقوق.

وتواجه المرأة الفلسطينية في قطاع غزة تحديات عديدة أبرزها ارتفاع حالة الفقر والبطالة، واستمرار تشرد العائلات المهدمة جراء العدوان، وانتشار الامراض لدى النساء، وعدم تمكنهن من الوصول للخدمات الصحة الجيدة والأمنة، حسب الورقة.

وأشارت إلى أن الانقسام الداخلي أدى إلى انقسام قضائي وتشريعي وتفتت في النسيج الاجتماعي الأسرى وتزايد في نسبة القتل على خلفية ما يسمى شرف العائلة والعنف ضد النساء. فقد ساهم الانقسام في تعطل أعمال المجلس التشريعي وتعطيل دوره الديمقراطي، مما نتج عنه انقسام العملية التشريعية، تم اصدار الكثير من القرارات بقوانين في الضفة الغربية، والقوانين الصادرة عن المجلس التشريعي في قطاع غزة، وغابت عن هذه التشريعات تمثيل مصالح النساء، وساهمت استمرار انقسام العملية التشريعية إلى انقسام مطالب النساء، بالإضافة لعدم قدرة النساء على تنفيذ الأحكام القضائية بين الضفة وغزة.

ووفق الورقة، فإنه ورغم تحسن نسـبة مشـاركة النسـاء في القــوى العاملــة، إلا أن الفجــوة ما زالــت كبـيرة مقارنة بالرجال، موضحة أن مشاركة الرجال تزيد حوالي 4 أضعاف عن مشاركة النساء معدل البطالة بين النساء والرجال في اتساع.

وبيّنت أن نسبة البطالة بلغت عند الرجال 22%، مقابل 39.2% عند النساء.

وبلغت نسـبة النسـاء العامـلات في القطـاع الحكومــي 26% مــن مجمــوع النســاء العامــلات، مقابــل 72.7% يعملــن في القطــاع الخــاص، وما نسبته 42.6% مــن الموظفـيـن المدنيــين في القطــاع العــام في فلســطين مقارنــة بــ 57.4% مــن الرجــال. بينما بلغــت نســبة النســاء العامــلات لدى داخل أراضي الـ48 وفي المســتوطنات 0.7%.

وحوالي خمس النساء 19.8% منتسبات للنقابات العمالية والمهنية، مقابل 80.2 % من الرجال. كما يبلغ معدل مشاركة النساء في الهيئات المحلية في الضفة الغربية 21%.

ووثقت الهيئة وفاة 28 أنثى في العام 2018 ووفاة 18 أنثى في العام 2017، وترى في ارتفاع عدد وفيات الاناث لأسباب غامضة وذلك بسبب عدم وصول الهيئة لمعرفة خلفية الوفاة أو بسبب أنها لا زالت قيد التحقيق لدى النيابة العامة.

واعتبرت أن هذا الأمر يطرح العديد من التساؤلات، ويشير إلى احتمال أن تكون أسباب الوفاة الغامضة انها تمت بدافع ما يُسمى بشرف العائلة، الأمر الذي يوجب على السلطات المختصة استمرار التحقيقات الجدية في أسباب هذه الوفيات، والمسارعة في الكشف عن الجناة، ومحاسبتهم، لا سيما مع ارتفاع عدد وفيات الاناث في ظروف غامضة.

وفي حصتها بالموازنة، قالت الهيئة إن الانفاق الحكومي ما زال على برامج تنمية المرأة دون المأمول، بلغت موازنة وزارة شؤون المرأة في العام 2018، مبلغ 6.775.890 شيكل، من اجمالي النفقات الجارية والرأسمالية والبالغة 16.180 مليون شيكل أي ما نسبته 0.041% من اجمالي النفقات الجارية.

 وبلغت موازنة البرنامج الرئيسي للوزارة الخاص بحماية وتمكين المرأة للوصول للمساواة، 3484436 شيكل أي ما يوازي 51.4% من موازنة وزارة شؤون المرأة.

وبلغت الموازنة الاجمالية للبرنامج الخاص بحماية النساء المعنفات في وزارة التنمية الاجتماعية 4586957 شيكل، تستفيد منه 1108 امرأة، وتتوزع تلك الموازنة على برامج الخدمات الإيوائية، ومشاريع التمكين الاقتصادي والتعليم الجامعي، والحماية والايواء، وخدمات الحماية الاجتماعية القانونية والنفسية والاجتماعية.

وشددت الهيئة على أن الاحتلال الاسرائيلي يشكّل العائق الرئيس أمام تحقيق تنمية المرأة الفلسطينية وتوفير الأمن الإنساني لها، نتيجة ممارساته وانتهاكاته القمعية المتواصلة مكونات الشعب الفلسطيني كافة، ولثرواته الطبيعة وحقه في تقرير مصيره، الأمر الذي ينتج عنه مضاعفة أعباء المرأة وفقدانها للعديد من حقوقها الاقتصادية والاجتماعية.

وقد يهمك أيضاً :

أكاديميون يؤكّدون أنّ نساء غزة يدفعن ثمنًا أكبر لاستمرار الانقسام الفلسطيني

وزارة شؤون المرأة الفلسطينية تستنكر جرائم قتل النساء في غزة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير حقوقي يكشف أن الإناث في فلسطين يُمثلن نصف عدد السكان تقرير حقوقي يكشف أن الإناث في فلسطين يُمثلن نصف عدد السكان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 07:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab