تونس -تونس اليوم
إثر وفاة رضيع يبلغ من العمر 7 أشهر، أعلنت السلطات التونسية شن حملة كبيرة لغلق دور رعاية الأطفال العشوائية (حصانات) وغير المرخصة. وتوفي صباح، الإثنين، رضيع يبلغ من العمر 7 أشهر، وأكدت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، أن حالة الوفاة وقعت في منزل يستقبل أطفالا على خلاف الصيغ القانونية بإحدى المدن بمحافظة نابل شمالي البلاد. وحسب المعطيات الأولية، بناء على تصريحات صاحبة روضة الأطفال، فإن الأم أودعت ابنها في دار الرعاية المذكور منذ الصباح ومعه تفاحة معصورة في رضّاعة. وأرضعت صاحبة المنزل الطفل ووضعته في الفراش ليستسلم للنوم وحين جاءت لتراقبه وجدت فقاقيع الهواء تخرج من فمه فتوجهت به إلى المستشفى غير أنه فارق الحياة قبل الوصول إلى المستشفى. وتم الإبقاء على صاحبة دار الرعاية في حالة سراح في انتظار التقرير الطبي لمعرفة أسباب الوفاة. هذه الحادثة سبقتها العديد من الحوادث التي جرت في رياض أطفال غير مرخصة حيث يتعرّض بعض الأطفال للعنف أو سوء المعاملة أو الإهمال. ويُلاحظ انتشار رياض الأطفال غير المرخّصة خلال السنوات الأخيرة، كما أنّها لا تخضع للرقابة خلال السنوات الأخيرة.
وبعد وفاة هذا الرضيع، أعلنت وزيرة المرأة والطفولة التونسية، آمال بالحاج، الإثنين، أنه حتى اليوم تم ضبط 266 فضاء فوضويا، وأن الوزارة بصدد القيام بالإجراءات اللازمة للغلق الفوري. كما أعلنت الوزيرة أنه تم إصدار قرارات غلق في هذه الأيام الأخيرة شملت 33 من الفضاءات العشوائية المنتشرة بكل من مخافظات نابل وسوسة وجندوبة ومدنين وسيدي بوزيد. كما أكدت الوزيرة أن الوزارة ستكون صارمة جدا مع كل الفضاءات العشوائية وذلك باتخاذ قرار الغلق حماية للأطفال. ودعت الوزيرة الأولياء إلى ضرورة التأكد من قانونية الفضاء قبل تسجيل أبنائهم مع العلم أن موقع الوزارة ينشر بصفة مستمرة قائمة محيّنة حول مؤسسات الطفولة القانونية والمستجيبة لكراس الشروط. ومنذ عام 2015، حاربت السلطات التونسية رياض الأطفال العشوائيّة، وأغلقت نحو ألف روضة أطفال. كما سعت إلى إعداد كرّاس (دفتر) شروط جديدة ينظّم عمل رياض الأطفال التي يقدّر عددها بنحو 4 آلاف، وتستقبل نحو 300 ألف طفل، ويتولى إدارتها أو العمل فيها ما يقدر بـ 50% من غير المتخصصين في إدارة رياض الأطفال أو المربين.
حوادث تتكرر وسبقت حادثة وفاة هذا الرضيع حادثة لطفل آخر، السبت الماضي، حيث أظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي اعتداء مربية بروضة أطفال بمحافظة المهدية (وسط شرقي) على طفل مما تسبب في أضرار جسيمة على مستوى الفك والأسنان، وتم التعهد بالطفل والأم من قبل مصالح حماية الطفولة، كما تم فتح تحقيق للتثبت من حيثيات الموضوع وتحديد المسؤوليات. وفي تصريحات لمصدر إعلامي ، قال أستاذ علم الاجتماع سفيان العايش إن أولياء الأمور يضطرون لوضع أطفالهم في رياض الأطفال العشوائية نظرا لأسعارها الرخيصة والمغرية والتي تمكن أي إنسان من الطبقة الفقيرة أن يلتجأ لهم ليستطيعوا الاطمئنان عليهم والذهاب إلى أعمالهم. وتابع أنه في السابق كان لرياض الاطفال البلدية (الحكومية) دور كبير حيث كانت أسعارها رخيصة ومناسبة جدا للطبقة الفقيرة والعاملة وكانت مراقبة من قبل الدولة حيث كان دورها تعليمي وترفيهي وتربوي في الآن ذاته داعيا الدولة إلى ضرورة إعادة هذه الرياض كي يستطيع أي ولي أن يطمئن على ابنه.
قد يهمك ايضا
قيس سعيد يدعو التونسيين للتقشف في المال العام
تونسية تُبدع أعمالاً فنية مبهرة بـ"الرسم على الماء"
أرسل تعليقك