أوّل عاملة منزل أجنبية في لبنان تقاضي كفيلتها بعدما استعبدوها لكنّها نجَت وتكلَّمت
آخر تحديث GMT16:54:16
 العرب اليوم -

أوّل عاملة منزل أجنبية في لبنان تقاضي كفيلتها بعدما استعبدوها لكنّها نجَت وتكلَّمت

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أوّل عاملة منزل أجنبية في لبنان تقاضي كفيلتها بعدما استعبدوها لكنّها نجَت وتكلَّمت

عاملة منزل تعاني من العنف
بيروت - العرب اليوم

تناول القضاء للمرة الأولى في لبنان، قضيّة جنائية مرتبطة بالعبودية والاتجار بالرق ترفعتها ضدّ كفيلتها عاملة منزل أجنبيّة إنّها مازاريت، امرأة أثيوبية تبلغ من العمر 38 سنة، عانت "لنحو ثمانية سنوات الاستعباد الذي مارسته ضدها كفيلتها وصاحبة المنزل في لبنان"، على ما تفيدنا منظمة الحركة القانونية العالمية في لبنان، التي تدافع أمام القانون بالنيابة عن مازاريت. لا تندرج قضية نازاريت ضمن حالة فرديّة، فكم عاملة منزلية مهاجرة في لبنان يعانين العنف والاستغلال والعمل القسري، وغيرها من الانتهاكات التي يمارسها أرباب وربات منزل، مستظلين بنظام "الكفالة" اللبناني الذي يكرّس نوعاً من "العبودية المعاصرة" ويلغي حتى فرص الضحايا في الادعاء على الجلادين بعد الحديث إلى مديرة برامج لبنان في الحركة القانونية العالمية، فاطمة شحادة، ننقل التفاصيل الآتية: - عقدت يوم الثلاثاء في بعبدا جلسة استماع افتتاحية للقضية الجنائية، إلاأنّ المدّعي عليهم لم يحضروا، فحدّد موعد الجلسة القادمة في10 شباط 2022 وقررت قاضية التحقيق الأولي تبليغهم بالطرق الاستثنائية. وفي حال لم يحضر المدعى عليهم الجلسة القادمة، يصار لإصدار مذكرة توقيف في حقهم.

- نازاريت هي اليوم آمنة، وقد عادت إلى أهلها في أثيوبيا بعدما فقدوا التواصل معها لسنوات. ولم يكن حرمان التواصل مع الأهل سوى شكلاً واحداً من أشكال العبودية، فقد كانت تعمل لأكثر من 15 ساعة يومياً، واحتجزت في الشقة، وحرمت معاشها لشهور عديدة، ولم يكن بإمكانها الخروج أو طلب النجدة لأن العائلة صادرت جواز سفرها، وتعرضت للتعنيف الجسدي واللفظي. - رفعت الحالة أمام القضاء في تشرين الأول 2020، وعقدت الجلسة الأولى بعد سنة، بسبب التعطيل الاقفالات القسرية. كيف استطاعت المنظمة التدخل، فيما كانت مازاريت ممنوعة من التواصل مع الخارج؟ - تدخلت المنظمة من خلال نظام إحالة كوّنته من شبكة من النشطاء والمنظمات ومندوبي السفارات التابعة لدول هؤلاء العاملات. وكانت عاملة منزلية مهاجرة في إحدى المجموعات على صلة بعائلة مازاريت في أثيوبيا، وبلغت أن أخبارها انقطعت عنهم منذ سنوات.

- جرى التواصل مع العائلة في أثيبويا، وبعد بحث وتحرٍ استطاعت المنظمة التواصل مع العائلة الكفيلة من خلال محامٍ. بداية الأمر، رفضت الكفيلة التواصل مع المحامي وأقفلت الخط قبل إنهاء المكالمة. لكن تحت ضغظ المحامي بتقديمه إخبار للنيابة العامة في حال لم تجدد الاقامة، رضخت الكفيلة للأمر فعادت نزاريت لأهلها في غضون أسبوعين "كانت معاناتها كبيرة لدرجة أنها كانت تطالب فقط بالعودة إلى بلدها، ولم تطالب بالمعاش الذي حرمت منه" قانونياً، كيف تعتبر قضية مازاريت خطوة نموذجية نحو إلغاء نظام الكفالة؟ - للمرة الأولى في لبنان ترفع قضية جنائية من عاملة منزل أجنبية ضدّ الكفلاء. - اتخذ ملف مازاريت منحى التقاضي الاستراتيجي، لأنه  أولا: يتناول أسباباً قانونية جديدة تتجاوز المعاش غير المدفوع إنما تتقاطع مع العبودية والإتجار بالرقيق والعمل القسري والعنف الجسدي والمعنوي إلى جانب التمييز العرقي.

ثانيا: أدرج مقاربات دولية وأخرى محلية، فتابع الملف كلّ من المديرة التنفيذية للحركة القانونية العالمية أنطونيا مولفي وهي محامية بريطانية، والمستشارة المتخصصة في "العبودية المعاصرة" باتريسيا سيلزر، ومحاميين من لبنان ثالثا: وُضعت قضية "مازاريت" ضمن مسار "مناصرة مع عدة منظمات تمهيداً للتغييرين الاجتماعي والقانوني عبر إسقاط نظام الكفالة وإنصاف العاملات الأجنبيات من خلال دمجهن في قانون العمل اللبناني" وكانت آخر الخطوات القانونية نحو إلغاء نظام الكفالة شهدها  لبنان في 8 أيلول 2021، من خلال إطلاق وزيرة العمل في حكومة تصريف الأعمال السابقة لميا يمين "العقد القياسي الموحد" ويستند إلى خطة عمل إصلاحية وإلى مسودة عقد وضعتها منظمة العمل الدولية وجهات معنية رئيسية، تعالج العديد من العناصر الأساسية في نظام الكفالة.

وينص العقد بوضوح على أنه يحق لعاملات المنازل مغادرة المنزل أيام العطلة الأسبوعية والإجازة السنوية، ولا يشترط عليهن دفع رسوم الاستقدام أو التكاليف ذات الصلة. كما يحظر على أصحاب العمل وقف تسديد الأجور وحجز جوازات السفر والوثائق الشخصية الأخرىى إلّا أنّ المعضلة الأساس في الاصلاحات القانونية في لبنان، لا تتعلق بالشوائب بقدر ما تفتقر للتطبيق وفرض الرقابة على تطبيقه وتقدّر منظمة العمل الدولية عدد عاملات المنازل الأجنبيات في لبنان بنحو  250,000 الأقل يعملن بموجب نظام الكفالة الذي يكرس علاقة غير متوازنة إطلاقاً بين أصحاب العمل والعمال الأجانب ومن يدري، قد تكون قضية مازاريت أولى المحاولات القانونية العملية على طريق إسقاط نظام الكفالة التمييزي وما يجسّده من عبودية عصرية تحت عدّة حجج ومسوّغات وثقافة إجتماعية آن لها أن تتفكك.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

عاملة منزل تقتل سيدة سعودية بـ9 طعنات جنوب المملكة

سجن عاملة منزلية وضعت كميات من “البول” في الطعام والشراب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوّل عاملة منزل أجنبية في لبنان تقاضي كفيلتها بعدما استعبدوها لكنّها نجَت وتكلَّمت أوّل عاملة منزل أجنبية في لبنان تقاضي كفيلتها بعدما استعبدوها لكنّها نجَت وتكلَّمت



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab