ساحرات الليل نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية
آخر تحديث GMT04:46:24
 العرب اليوم -

شاركن في المعارك وشهدن حرب مستعرة على الجبهة الشرقية بمنتصف 1941

"ساحرات الليل" نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ساحرات الليل" نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية

"ساحرات الليل" نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية
برلين - العرب اليوم

خلال القرن الماضي، لعبت النساء دورا هاما في تغيير مجرى الحرب العالمية الثانية. فإضافة للعدد الهائل من النساء الأميركيات اللواتي التحقن بالمصانع لتعويض الرجال الذين تواجدوا على جبهات القتال، ساهمت نساء الاتحاد السوفيتي في صناعة نصر بلادهن على الألمان عن طريق مشاركتهن في المعارك. وقد شهدت الحرب المستعرة على الجبهة الشرقية منذ منتصف عام 1941 ظهور فرقة نسائية حملت اسم "ساحرات الليل" أرعبت النازيين وكبّدتهم خسائر جسيمة حيث قادت هذه النساء السوفيتيات الطائرات لشن غارات مدمرة على المواقع الألمانية.

إلى ذلك، لقّب الألمان نساء هذه الفرقة السوفيتية بـ"ساحرات الليل" بسبب صوت طائراتهن الذي كان أشبه بالصوت الذي أحدثته المكنسات.أيضا، شنت النساء السوفيتيات غاراتهن بالليل واستخدمن طائرات تميزت بحجمها الصغير وعدم احتوائها على أجهزة راديو وهو الأمر الذي جعل الرادارات الألمانية عاجزة عن تحديد مواقعهن.

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، عارض المسؤولون السوفيت فكرة الاعتماد على العنصر النسائي بالجيش. لكن مع بداية عملية بربروسا وتقهقر الجيش الأحمر، غيّر جوزيف ستالين رأيه خاصة مع تلقيه لرسالة من الطيّارة صاحبة الأرقام القياسية مارينا راسكوفا (Marina Raskova)، حيث دعته الأخيرة لمنح دور أكبر للنساء وإشراكهن في المعارك مؤكدة على الحقد الذي تحمله السوفيتيات تجاه الألمان بسبب خسارة كثير منهن لأزواجهن وأخواتهن على جبهات القتال.

ولتكوين الفرقة النسائية، انتدبت مارينا راسكوفا نحو 400 امرأة تراوحت أعمارهن بين 17 و26 سنة كانت أغلبهن طالبات بالجامعات السوفيتية. وخلال الأشهر التالية، أرسلت هذه المتطوعات للتدرب بقرية إنجلز شمالي ستالينغراد.

من جهة ثانية، تلقت النساء اللواتي شكّلن فرقة قاذفات القنابل الليلية رقم 588 النسائية، المعروفة أيضا بـ"ساحرات الليل"، معاملة قاسية فتعرضن للتحرش من قبل زملائهن الذكور الذين رفضوا في الغالب وجودهن على جبهات القتال واعتبروهن بلا قيمة تذكر. أيضا، حظيت هذه النساء بثياب فضفاضة كانت مخصصة للطيارين الذكور.

ومقارنة بزملائهن الذكور الذين حصلوا على طائرات احتوت على مظلات ورادارات وأجهزة راديو، حصلت ساحرات الليل على طائرات من نوع بوليكاربوف بو 2 (Polikarpov Po-2) الخشبية القديمة التي استخدمت خلال العشرينيات كطائرات تدريب واضطررن لحمل خرائط وأقلام ومصابيح يدوية معهن لتحديد مواقعهن. وقد احتوت هذه الطائرة على مقعدين وتميزت بقمرة قيادة مفتوحة عرضت الطيّارات للبرد والصقيع والرياح القوية.

من جهة ثانية، تميّزت طائرات بوليكاربوف بو 2 بسرعتها البطيئة جدا مقارنة بالطائرات الألمانية التي تجاوزتها في الغالب دون أن تتمكن من إصابتها وبفضل ذلك تحوّلت ساحرات الليل لهدف صعب بالنسبة للألمان. لكن في حال تعرضها لطلقات خطاطة، احترقت هذه الطائرات المصنوعة من الخشب بشكل سريع رفقة طاقمها الذي افتقر لمظلات القفز للنجاة.

 وزودت طائرات بوليكاربوف بو 2 بقنبلتين وتكون طاقمها في الغالب من طيّارين وقد لجأت هذه الطائرة للعودة نحو قاعدتها للتزود بمزيد من القنابل خلال العمليات العسكرية. وعلى حسب المصادر السوفيتية، أرسلت فرقة قاذفات القنابل الليلية رقم 588 نحو 40 من طيّاريها كل ليلة وقد خاض كل واحد من هؤلاء ما بين 8 و18 مهمة عسكرية بالليلة الواحدة.

وألقت طيّارات فرقة قاذفات القنابل الليلية رقم 588 ما يقارب 23 ألف طن من القنابل على أهداف ألمانية طيلة فترة الحرب وشاركت في 30 ألف طلعة جوية وقد كانت آخر مهمة لهن يوم 4 أيار/مايو 1945 أي قبل 3 أيام فقط من استسلام ألمانيا.

وعلى الرغم من حصولهن على عدد من أعلى الأوسمة السوفيتية، حرمت طيّارات فرقة قاذفات القنابل الليلية رقم 588 من المشاركة باستعراض النصر بموسكو بسبب طائراتهن القديمة التي اعتبرت عارا على الاتحاد السوفيتي كما تم الاستغناء عن خدماتهن بشكل رسمي بعد مضي 6 أشهر فقط عن نهاية الحرب العالمية الثانية.

قد يهمك أيضا:

الفاتيكان يؤكد ان أحداث سوريا أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية

الرئيس الأميركي يؤكد أن الأكراد لم يساعدونا في الحرب العالمية الثانية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساحرات الليل نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية ساحرات الليل نساء سوفيتيات أرعبن ألمانيا وغيرن مجرى الحرب العالمية الثانية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab