بيروت - رياض شومان
أطلقت "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية" و"معهد الدراسات النسائية في العالم العربي" لمناسبة "اليوم العالمي للمرأة"، "الحملة الوطنية لحماية القاصرات من الزواج المبكر"، وفي حفل أقيم الثلاثاء في الجامعة اللبنانية الاميركية LAU .
حضر الحفل نائبة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية رنده نبيه بري
ممثلة الرئيسة السيدة الأولى وفاء ميشال سليمان، السيدة لمى تمام سلام، ووزيرة المهجرين أليس شبطيني، وألقت بري كلمة اللبنانية الاولى رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة فقالت: "ان الحالات التي حصلت اخيرا في لبنان، وما رافقها من ملابسات، أتت لتحفزنا جميعا، على ضرورة تكثيف التوعية من جهة، ونشر محاذير ومخاطر زواج القاصرات، والسعي الجدي من جهة أخرى، إلى تحديث القوانين الناظمة والرادعة، انسجاما مع التزامات لبنان الدولية في هذا الإطار".
أضافت: "اننا ندرك جميعا أن الزواج المبكر بالنسبة إلى الفتاة، وهي لم يكتمل نضجها بعد، ينطوي على عواقب سلبية مباشرة عليها، على المدى القصير، وعلى انعكاسات اجتماعية هدامة على المدى البعيد".
وأكدت بري ان "التصدي لظاهرة زواج القاصرات لا يجب ان يكون تصديا لحق كرسته بعض الشرائع والاعراف انما هو تصد للنتائج المترتبة عن مثل هذا النوع من الزواج لأنه يشكل انتهاكا لحقوق الفتاة ويؤثر على صحتها الجسدية والنفسية، ويؤثر على تحصيلها العلمي وحياتها الاجتماعية ونموها الطبيعي من مرحلة الطفولة إلى المراهقة والبلوغ الكامل".
وطالبت الدولة "بسن قانون يكرس حماية المرأة والفتيات والاطفال من الازواج ضعاف النفوس الذين يمارسون شتى أنواع العنف". كما طالبت الدولة "باحترام الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل الدولية (1989) وعهد حقوق الطفل في الإسلام الصادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي (2004) الذي حث على حماية الطفل من الممارسات والأعراف الضارة صحيا أو اجتماعيا أو ثقافيا، وكذلك على حمايته من الاستغلال بكل أنواعه، وخصوصا الاستغلال الجنسي، وزواج القاصر في هذه الاتفاقية يعتبر إستغلالا جنسيا".
وفي ختام كلمتها أعلنت بري ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، قرر منح وسام الارز الوطني من رتبة ضابط الى أمين سر الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية الاستاذ فادي كرم "تقديرا لعطاءاته واندفاعه في حمل قضايا المرأة اللبنانية، وتحصين القوانين والتشريعات المتعلقة بحقوقها". وقامت بري بتسليم كرم الوسام.
وكان رئيس الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور جوزيف جبرا قد ألقى كلمة مذكرا بدور الجامعة "التي ندرت نفسها، منذ أن انطلاقتها كفكرة عام 1835 أن تكون رسولة للاعلاء من شأن المرأة في لبنان وفي المنطقة، من خلال تحصين مقدراتها الفكرية والثقافية والاجتماعية وتنمية وعيها وحسها الادراكي، بما يكفل لها أن تكون عنصرا فاعلا وشريكا حتميا في نهضة الوطن".
وقال: "إن لقاء اليوم هو نتاج إصرار من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية ولقاء بينها وبين معهد الدراسات النسائية في العالم العربي في الجامعة للبحث في موضوع يؤرق المعنيين، وفي مقدمهم اللبنانية الاولى السيدة وفاء سليمان، عنيت زواج القاصرات، وكيفية حمايتهن من الزواج المبكر الذي من شأنه، أن يؤدي الى تطويق حق القاصرات في التمتع بحقوقهن الثقافية والاجتماعية وتكوين شخصياتهن، قبل الاقحام بهن في ما لا طاقة لهن على حمله، ما يؤدي حكما الى خلخلة مفهوم العائلة والتركيبة المجتمعية التي عليها نعول كعامل ديمومة واستمرار واستقرار للمجتمع واستتباعا للوطن".
من جهتها، أعلنت مديرة معهد الدراسات النسائية في العالم العربي الدكتورة سميرة أغاسي أن المعهد "قرر هذه السنة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية إحياء ذكرى يوم العالمي للمرأة من خلال إطلاق حملة وطنية لحماية القاصرات من الزواج المبكر".
وأوضحت أن المعهد "حرص منذ إنشائه على أن يكون في طليعة من يدافعون عن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وذلك من خلال برامجه التنموية ومشاريعه البحثية ومختلف الأنشطة التي تصب في هذا الهدف".
وأسفت من أن "الفتاة والمرأة ما زالتا في هذه المنطقة تعانيان من التمييز والانتهاكات لحقوقهما الأنسانية بالاضافة الى سيادة الثقافة الذكورية وقيمها والتي تضع المرأة في حالة تبعية وتذلل".
أرسل تعليقك