استهلت الملكة كاميلا جولتها الملكية في أستراليا وساموا، برفقة الملك تشارلز الثالث، بارتداء قطعة مجوهرات ذات دلالة تاريخية عميقة مرتبطة بالملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
كان بروش "الواتل الأسترالي" حاضراً على صدر الملكة كاميلا، ليُعيد إلى الأذهان روابط وثيقة جمعت الملكة الراحلة بأستراليا خلال فترة حكمها الطويلة.
ارتداء الملكة كاميلا لبروش "الواتل الأسترالي" لم يكن مجرد اختيار عابر، بل هو تكريم صريح للملكة إليزابيث الثانية التي كانت تقدر هذه القطعة الفريدة من المجوهرات. بروش "الواتل الأسترالي"، الذي يرمز إلى زهرة الواتل الذهبية، الزهرة الوطنية لأستراليا، تم تصميمه خصيصاً كهدية للملكة إليزابيث خلال جولتها الشهيرة في الكومنولث عام 1954.
الملكة الراحلة حصلت على هذا البروش بعد توليها العرش بفترة وجيزة، وهو يحمل في تصميمه تفاصيل دقيقة تجمع بين الألماس الأبيض والأصفر، مما يعكس جمالاً ورمزاً للأمل والازدهار. ارتبطت هذه القطعة منذ ذلك الحين بالعديد من الزيارات الملكية لأستراليا، وأصبحت رمزاً لعلاقة الملكة والشعب الأسترالي.
ارتداء الملكة إليزابيث لهذا البروش لم يكن مجرد حدث عابر في تاريخها الملكي. فمنذ حصولها عليه في خمسينيات القرن الماضي، ارتدته مرات عديدة خلال زياراتها المتكررة لأستراليا، وكذلك في مناسبات هامة داخل المملكة المتحدة.
إحدى أبرز تلك المناسبات كانت في عام 2005، عندما اختارت الملكة إليزابيث ارتداء البروش في حفل الصلاة والتكريس الخاص بزواج ابنها تشارلز من كاميلا. كذلك، كان هذا البروش حاضراً في زيارتها الأخيرة لأستراليا عام 2011، وهي الجولة التي شهدت آخر ظهور رسمي لها في البلاد قبل وفاتها.
اختيار الملكة كاميلا ارتداء بروش "الواتل الأسترالي" عند وصولها إلى سيدني في أكتوبر 2024 لم يكن صدفة، بل هو تكريم واضح لوالدة زوجها الراحلة الملكة إليزابيث. كاميلا ارتدت هذا البروش في لحظة وصولها إلى أستراليا، وهي المرة الأولى التي تزور فيها البلاد كملكة بجانب الملك تشارلز. كان من اللافت أن كاميلا اختارت نفس الإطلالة التي ظهرت بها في الصور الرسمية التي أعلن فيها القصر عن جولتهما الأسترالية، حيث ارتدت فستاناً أزرقاً من تصميم "فيونا كلير" مصحوباً بنفس البروش.
هذه اللفتة من كاميلا حملت في طياتها الكثير من المعاني، إذ إن بروش "الواتل" لا يرتبط فقط بتاريخ الملكة إليزابيث، بل يعكس العلاقة الوثيقة التي جمعت العائلة الملكية بأستراليا على مدار العقود. ارتداء كاميلا للبروش يأتي كتأكيد على استمرارية الروابط العميقة التي أسستها الملكة إليزابيث بين المملكة المتحدة وأستراليا.
بعد وفاة الملكة إليزابيث في سبتمبر 2022 عن عمر يناهز 96 عاماً، انتقلت مجوهراتها الملكية إلى الورثة، حيث ورثت الملكة كاميلا جزءاً من هذه المجموعة الفاخرة. كانت الملكة إليزابيث قد أعربت قبل وفاتها عن رغبتها في أن تحمل كاميلا لقب "الملكة القرينة" بعد تولي تشارلز العرش، وهو ما تحقق بعد وفاتها، مع انتقال العديد من رموز الملكة إليزابيث إلى الملكة الجديدة.
لكن بروش "الواتل" يظل له مكانة خاصة بين تلك المجوهرات، إذ ارتبط بالعديد من اللحظات التاريخية والمناسبات الهامة خلال فترة حكم إليزابيث الطويلة. الآن، ارتداء كاميلا للبروش يعكس استمرارية التقاليد الملكية، واحتراماً لإرث الملكة الراحلة.
قد يهمك أيضــــاً:
فيلم وثائقي يهاجم الملكة كاميلا بسبب أزماتها مع الأمير هاري
إمبراطور اليابان محب لبريطانيا و يُستقبل بأغنية بوند وعشاء سمك
أرسل تعليقك