حاولت إقناعها بأن ابن الجيران معجب بها ويريد أن يتزوجها بعد أن يلتقيها، ودبرت لهم موعدا في مكان ليتحدث معها، وكانت الفتاة ترغب في ذلك من أجل التخلص من زوجة الأب بأي طريقة.
تحدّثت (ع .هـ) 32 عاما، عن معاناتها مع زوجة الأب إذ تقول: "تزوج أبي من امرأة غريبة من دون مقدمات أو إنذار وتهديد أو بعد شجارات متكررة بينها وبين والدتي التي اضطرتها ظروفها إلى تركنا أنا وإخوتي الخمسة مع والدي".
وأضاف الفتاة "كنت في الثانية عشرة من عمري حاولت إقناعي بأن ابن الجيران معجب بي ويريد أن يتزوجني بعد أن يلتقي بي ودبرت لنا موعدا في مكان ما نتحدث فيه وكنت أرغب التخلص منها بأي طريقة، وعلى خلفية تشويه صورتي أمام والدي وشت بي إليه وضبطني بالجرم المشهود في موعد مع الشاب فنلت ضربا مبرحا من والدي الريفي الأصل وزوجني على الفور من أحد أقربائها زواجا فاشلا ما زلت أنوء بأعبائه إلى اليوم، وبعد ذلك أجبرتني على ترك المدرسة وكنت أقف على التنور وأخبز وأنا في الثامنة من عمري وتوليت رعاية إخوتي الخمسة الأصغر مني سنا".
وتذكر تلك الأيام مع زوجة أبيها، حيث كانت تتمنى لها الموت كلما رأيت صديقاتها مدرسات أو موظفات أو ربات بيوت سعيدات أو حتى غير متزوجات، "كانت زوجة أبيها شيطانة في جسم امرأة".
وفي خلال أشھر، كشفت وسائل الإعلام العراقیة، عن حادثتین مروعتین الأولى في بداية الشھر الجاري في البصرة، حین تعرض تلمیذ في إحدى المدارس الحكومیة، إلى ضرب مبرح من قبل مدير المدرسة أسفر عن نقله بسیارة إسعاف إلى مستشفى ومن ثم إدخاله غرفة العناية المركزة وھو في حالة حرجة.
تعرض طفل في محافظة كركوك إلى اعتداء بالضرب المدمي على يد زوجة أبيه، وذلك بعد أن هاجمته بشكل عنيف مستخدمة آلة حادة.
الطفل فهد الذي لا يتجاوز العشر سنوات من عمره، تعرض إلى ضرب من قِبل زوجة أبيه، بآلة حادة استهدفت منطقة البطن والصدر، ما أدى إلى خروج أحشائه وإصابته بتسمم في الدم، وتابع أنه تم نقل الطفل إلى مستشفى كركوك العام لإجراء العمليات اللازمة لإنقاذ حياته ونقل في ما بعد إلى غرفة الجراحة لمتابعة حالته الصحية.
وأضاف مصدر أمني أن هناك دعوات من قبل عدد من منظمات المجتمع المدني إلى كل من الشرطة الاجتماعية ومجلس القضاء ومجلس المحافظة "للتدخل العاجل"، مشيرا إلى أن حياة الطفل في حالة خطرة جدا.
يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على الأطفال بهذا الشكل في المحافظة، حيث تم اعتقال أب وزوجته منذ فترة في كركوك على خلفية تعذيب طفل وأخته.
وفي نھاية أكتوبر الماضي، اعتُقل رجل وزوجته لتعذيبھما طفلاً جسدياً والتسبب له بكسور في يده وأضرار في العین في منطقة آزادي في كركوك.
والمثیر في الأمر، أن من قام بھذا الفعل معلمة تربي التلامیذ وتعلمھم، ما يضع مثل ھذه السلوكیات في دائرة الخطر على السلم الاجتماعي، ويجعل من طردھا من سلك التعلیم ومحاكماتھا على ما اقترفه من ضرر جسدي ومعنوي بحق الطفل، ضرورة تستدعیھا القوانین والقیم الأخلاقیة وقوانین الدين وأعراف المجتمع.
كان مدیر مرکز شرطة منطقة آزادي، وھي المكان الذي وقع فیه الحادث، قال "اعتقلنا والد الطفل أحمد سالار ذا الثمانیة أعوام بعد تعرضه من قبل والده وزوجة أبیه إلى تعذيب عنیف، نفسیا وجسديا، فضلا عن إصابته بكسور وصعوبة في الرؤية"، مبیناً أن "الطفل لا يرى حالیا بشكل جید".
وأضاف محمد أن "الزوج تم نقله إلى مرکز شرطة آزادي، بينما أرسلت زوجة الأب إلى السجن في کرکوك".
وقال محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم، بعد تفقده الطفل أحمد سالار في مستشفى ازادي "أعطیت توجیھاتي للشرطة لإجراء التحقیق واتخاذ الإجراءات القانونیة بحق من استھدف براءة الطفل والمصیر الذي حل به جراء الظلم الواقع علیه من والده، وزوجة أبیه".
وأضاف كريم "إذا ما ثبت أيضاً قیام زوجة الأب بالضرب أيضاً وھي معلمة تربوية، فیجب أن لا تبقى في مجال التربیة، فمن يضرب الطفل ويعذبه ويوصله للموت يجب أن لا يكون له مكان بالبناء والتربیة والتعلیم".
والغريب أن ذات المعلمة لھا سوابق، في تعذيب الأطفال، وقد عذبت شقیقة الطفل من قبل، ولم تُعاقب. وتوفیت والدة أحمد وشقیقته بیمان قبل ثلاث سنوات لیسكنا مع زوجة والدھما في حي آزادي في مدينة كركوك.
وتمكنت وسائل التسجیل والتصوير الحديثة، من رصد وتوثیق العشرات من حالات ضرب وتعذيب الأطفال في البیوت والتلامیذ في المدارس، كل عام.
وفي حادثة مروعة، سقط الطفل العراقي سجاد، الذي لا يتجاوز السابعة في إحدى مدارس الديوانیة مغشیًا علیه، بسبب الكدمات وآثار الحروق في جسده، بعد تعرضه للعنف من والده، الذي كان يريد قتله إرضاء لزوجته الثانیة.
وبلغت بشاعة الحادث أن موقع "يوتیوب" منع عرض المقطع الذي يعرض حالة الطفل لقسوته الشديدة.
بالمقابل توضح الباحثة الاجتماعية رجاء القطب أن الحادثة تلقي الضوء على الآلاف من حوادث عنف الأطفال التي تحدث سنويا، وتمثّل في مجملھا سلوكیات عدائیة قھرية، تتخذ أشكالا عديدة، منھا استعمال القوة المادية بحق الطفل، والإيذاء الجسدي، والاعتداء الجنسي، إلى جانب الإساءة النفسیة، كإھمال الاسرة للطفل وتركه وحیدا أمام الصعوبات.
ويجبر المئات من الأطفال العراقیین على ترك المدرسة والعمل في مرائب تصلیح السیارات، وفي تقاطع الشوارع الرئیسیة ما يجعلھم عرضة إلى الظروف الجوية السیئة والتعامل "العابر" من أناس من مختلف المستويات ومختلفي المقاصد والنیات.
وفقد طفل في محافظة بابل، علي اللامي قدرته على النظر بعدما سقط على رأسه على أرض صلبة، وھو يبیع قناين المیاه على السیارات في الشوارع الرئیسیة.
أرسل تعليقك