شرحت لولوة شلهوب، وهي من سكان جدة، بعد سماح السلطات السعودية للنساء بالسفر بدون إذن ولي الأمر، كيف ستؤثر هذه الخطوة على حياتها.
وأضافت شلهوب أن عدم الاحتياج لإذن ولي الأمر يمثل خطوة أخرى قدما نحو حقوق المرأة في المملكة السعودية العربية.
وقالت "في المرة المُقبلة، عندما أسافر لن أكون قلقة بشأن تحديث إذن السفر في سجلات إدارة جوازات السفر أو على الحدود السعودية. سأحمل حقيبتي وأنا على دراية بأن إبراز جواز سفري السعودي الأخضر، كبالغة ومتمتعة بالجنسية السعودية، يكفي؛ سأكون وحدي مسؤولة عن اختياري عبور الحدود من دون موافقة رجل، ولي الأمر".
اقرا ايضا:
السلطات السعودية تعلن نجاحها في مكافحة الجراد الصحراوي الناضج
وأشارت، "لقد شهد الأسبوع الماضي يوما تاريخيا آخر للنساء السعوديات منح إياهن الأمل في مستقبل مشرق لهن ولبناتهن. مستقبل لا يكنَّ فيه مواطنات من الدرجة الثانية".
وأضحت، "كان الحصول على إذن ولي الأمر للسفر من العقبات المتبقية في وجه المرأة السعودية، خاصة المطلقة أو الأرملة. وفي بعض الأحيان كان على المرأة الحصول على إذن أبنائها الذكور عندما لا يكون لها آباء أو أشقاء أو أعمام".
وتابعت، "أخيرا، بات تعريف البلوغ في السعودية محايدا من الناحية الجندرية، فكل الرجال والنساء يعدون بالغين إذا وصلوا سن 21 عاما"؛ مضيفة "يعد الأمر ازدراءً للمرأة التي تكرس حياتها لتربية ابن ثم لا تستطيع السفر لاحقا من دون إذنه، كما يعد الوضع أيضا مثيرا للسخرية في مجتمع تؤكد ثقافته بشدة على احترام الوالدين".
وقالت، "يصبح الأمر أكثر سوءا عندما لا يكون للمرأة قريب ذكر مؤهل لولاية الأمر كأب أو زوج أو أخ أو ابن. ففي هذه الحالة فإن المطلقة أو الأرملة التي تعيش في مجتمع محافظ للغاية يهيمن فيه الرجل على الأسرة قد لا تستطيع الحصول على إذن وتحرم من السفر الذي ترغب فيه".
ولفتت؛ "كامرأة سعودية، من المثير أن تشهد حقبة جديدة من التحولات المطردة، التي سيشار إليها في المستقبل بوصفها الفترة التي بدأت فيها السعودية بالانفتاح وقبول مساواة المرأة بالرجل"، مشيرة، "لقد ترعرعت في التسعينيات وسط جيل كان محاطا بالمحرمات أكثر من الممارسات المقبولة. وكانت هذه التابوات الثقافية، مدعومة بتفسير متطرف للدين، سائدة في مجتمع يفصل الرجال عن النساء ويمنح الرجال سلطة اتخاذ القرارات للنساء في الأسرة".
وأوضحت، "لقد عشت في الخارج لمدة 8 سنوات بداية من عام 2008 وكلما كنت أعود لزيارة أسرتي في جدة كنت ألحظ تغيرا تدريجيا، وكان ذلك على المستوى الاجتماعي وليس جراء تغير في القوانين".
وبدأ المجتمع يقبل عمل الرجال والنساء معا ولقاءهم في الأماكن العامة، فضلا عن ارتداء النساء للعباءات الملونة، محولات هذا النوع من الرداء التقليدي الطويل إلى زي يتفنن في أشكاله، وسفر الشابات للدراسة في الخارج وحدهن.
"توجه جديد"
وما سارع من وتيرة التغيرات وجعل من الصعب مقاومتها أنها صارت خلال العامين الماضيين مدعومة بالقوانين والمراسيم الملكية، ويشمل ذلك رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة في سبتمبر/أيلول عام 2017 والذي طبق في يونيو/حزيران عام 2018 ، وآخر هذه التغيرات كان ما يتعلق بالسفر.
وستكون لهذا التغيير الأخير آثاره الإيجابية على بنية الأسرة، فلابد أن يكون السفر اختياريا داخل الأسرة وهذه الدرجة من المساواة داخل الأسرة تعني أن العلاقة بين المرأة وأبيها أو زوجها أو شقيقها لابد وأن تكون مبنية على الثقة والتواصل والإحساس بالمسؤولية.
ويعني القانون الجديد أن العلاقة بين الزوج وزوجته ستصبح شراكة بين بالغين مسؤولين وليس ولي أمر وخاضعة لوصايته.
ولم نعد نرغب صديقاتي السعوديات وأنا، والعديد من النساء السعويات، في تأطيرنا في صورة نساء يعشن في ظروف خاصة تنقصهن الحقوق التي تتمتع بها النساء في كل أنحاء العالم.
وهذا التوجه الجديد يضعنا كنساء في مكان نحقق فيه ذواتنا ونكتسب الثقة في قدرتنا على العناية بأنفسنا.
قد يهمك ايضا:
امرأة سعودية تقود سيارة تروي تفاصيل تجربتها بعد عام من رفع الحظر
تفاصيل منع السلطات السعودية دخول 30 مصريًا أراضيها
أرسل تعليقك