"لا توجد مهن تقتصر على الرجال ومهن أخرى للسيدات"، هذا الشعار التي رفعته العديد من السيدات والفتيات اللاتي تحدين المجتمع وتحدين أنفسهن من أجل أثبات أنهن قادرات على العمل كالرجال بكل قوة وصلابة، فمن ضمن المهن التي أخذتها المرأة منذ زمن وليست وليدة العصر هي أن تكون أول مأذونة شرعية وأول سائقة تاكسي وأول سباكة في مصر وأول " ديلفري جيرل" أو " طيارة " وأول " سمسارة عقارات " وأول " ليدي جارد " أو " حارسه " .
* " أم باسم " أشهر سباكة في مصر :
وأكدت أشهر"سباكة" في مصر، "ام باسم" أنها فكّرت في العمل في هذه المهنة، بعدما انفصلت عن زوجها، مضيفة: "انفصلت عن زوجي من عشرون عاما وأنفقت كثير من الأموال لمدة 3 اعوام بعد انفصالي عن زوجي على النجار والسباك والكهربائي الذي كان يأتون للمنزل كي يصلحون أشياء ويأخذون الكثير من الأموال مني ففكرت في أمتهان مهنة تدر علي بالمال الوفير خاصة أنني كنت في ذلك الوقت مسؤولة عن 3 من الأبناء أثنين منهم كانوا في الجامعة والآخر في الثانوية العامة، ففكرت في البداية في تعلم مهنة الخياطة أو الحياكة والتي بها أستطيع أن أنفق بها على أبنائي لكن العائد كان قليل مقارنة بما أحتاجه من أموال ومصروفات ووقتها طلبت من السيدة التي كنت أعمل معها في مجال الحياكة أن تفكر معي في وظيفه آخرى من خلالها أستطيع أن أجلب الكثير من الأموال لأنفق على بيتي".
وأضافت ام باسم لـ "العرب اليوم" : "بالفعل ر شحت لي مشروع يسمى " أغاخان" وهو مكان يتم فيه تعليم العديد من المهن من أجل العمل ، وذهبت إليهم وقالوا لي أنهم بصدد الأستعداد لإطلاق دورة تدريبية لتعليم الرجال مهنة " السباكة" وبعد شهرين سيبدأون في إعداد دورات تدريبية خاصة بالسيدات وبعد مرور شهرين ذهبت إليهم مرة آخرى ولكنهما قالوا لي وقتها أنهم لم يبدؤا في دورة السباكة بعد، وقلت لهم أنا لا يمكنني أن أنتظر أكثر من ذلك وأريد أن أتعلم مهنة السباكة وقتها قالي الموظف: "أزاي يامدام مينفعش تتعلمي السباكة لأنها مهنة للرجال فقط وهتدخلي البيوت وهتتعاملي مع الرجالة ولم تتحملي مشقة العمل " ورديت عليه وقلت له " الله يخليك انا محتاجة أتعلم السباكة وأحتاج الي أموال " وعرضت عليه مبلغ 1000 جنيه وقلت له " خذهم كتأمين إذا قمت بكسر اي معدات او شىء اخصمهم منهم " وبالفعل الموظف عرض على رئيسه في العمل الأمر ورئيس المركز وافق وبالفعل تعلمت مهنة السباكة وعملوا لي ثلاث إختبارات ونجحت بهم بتفوق" .
وأشارت ام باسم الى الصعوبات التي واجهتها خلال مهنة السباكة، قائلة: "واجهت العديد من الصعوبات منها عدم تقبل فكرة ان تكون إمرأة تعمل سباكه فأنا تعاملت مع مركز للسباكه ليبعثني الي البيوت وفي ذات المرات ذهبت إلي سيدة كانت تطلب سباك وأرسلني المركز إليها وفتحت الباب لي وقلت لها " السباك ياهانم " قالت لي " فين السباك ؟" قلت لها " أنا " فأغلقت الباب في وجهي وظليت أقف على الباب ولم أمشي وفي هذا الوقت كنت أعلم بأن تلك السيدة ستكلم المركز وسألتهم عني وقالوا عني لها أنني كفء وفتحت الباب وجدتني أقف ووافقت وأدخلتني لتصليح السباكة وعلمت بعدها إن عملي جيد ، ومرة تلو مرة بدات الناس تعرفني"، وتابعت: " أيضا كانت السيدات تصرخ في وجهي وتقول لي " أنني مجنونة لأنني أشتغلت سباكة " وكنت لا أبالي لذلك حتى بدأوا يتقبلوا الأمر وبدأ الكثير يعتمدون علي في هذه المهنة ، والحمد لله أبنائي تخرجوا من جامعات وتزوجوا وأنجبوا وأنا الآن بصدد تجهيز الأحفاد " .
وعن تقبل الأمر بالنسبة لأولادها في البداية قالت " أم باسم " :" لا طبعا لم يتقبلوا فكرة أن أمهم سباكة وقالوا علي أنني أتجننت وبدأوا يشتكوني للعائلة ولكنهما بعد ذلك عندما علموا بأهمية هذه الوظيفة وأن كثيرون يشيدون بي تقبلوا الأمر بعد ذلك " .
* " أم وليد " أول سائقة تاكسي في مصر :
وأوضحت أول سائقة تاكسي في مصر، " أم وليد " أنها عملت في هذه المهنة بعد وفاة زوجها عام 1980، وبدأت العمل "على سيارة تاكسي خاصة أنني لم أكمل تعليمي وكنت أريد أن أنفق على أولادي ، وحتى الآن أعمل سائقة تاكسي لمدة 36 عاما والحمد لله سعيدة جدا بهذه المهنة وفخورة جدا لأنني علمت أبنائي وجهزتهم وتزوجوا وأنجبوا" .
وعن الصعوبات التي واجهتها قالت : بالطبع واجهت العديد من الصعوبات ففي الماضي كانوا لم يتقبلوا فكرة أن تكون هناك سائقة للتاكسي وتعرضت للعديد من المضايقات والمعاكسات ولكنني تصديت لها بكل قوة وحزم ، وأنا أحب مهنتي جدا وأعمل طوال اليوم ولا أخاف شيئا ولا أحد سوى الله وهو يقف بجواري دائما ويساندني .
* " أمل سليمان عفيفي " أول مأذونة شرعية في مصر :
وكشفت أول مأذونة شرعية في مصرالأستاذة " أمل سليمان عفيفي" أسباب إختيارها لمهنة " مأذونة "، قائلة: " أنا بدأت عمل منذ عام 2008 وتقدمت للمحكمة لوظيفة " المأذون الشرعي " عام 2007 لأن المأذون الشرعي في المنطقة التي أعيش بها " حي القنايات بمحافظة الشرقية" كان قد توفى ، وبالفعل حصلت على إذن من المحكمة وقد صدق وزير العدل المصري في 4 سبتمبر عام 2008 على قرار محكمة الأسرة لبدء العمل كمأذونة شرعية وقد عقدت أول زواج شرعي السبت 25 أكتوبر عام 2008".
وأكدت عفيفي أن زوجها لم يعارض الأمر والعمل في هذه المهنة، وأضافت : "على العكس تماما فهو الذي شجعني خاصة بعد وفاة عمه المأذون الشرعي لمدينة القنايات وكنت أنا مترددة حتى سألت رجال دين وقانون ووجدت أنه لا يوجد ما يمنع من أن تكون المرأة مأذون شرعي فقدمت أوراقي للمحكمة .
أما بالنسبة للصعوبات التي واجهتها قالت : واجهت ما يشبه الحرب منذ اللحظة الأولى لتقديم أوراقى بمحكمة الأسرة بالزقازيق، فعندما ذهبت للتقديم فوجئت برئيس القلم الشرعى بالمحكمة والمنوط به تسلم الأوراق يخبط على المكتب بيده، وقال لى "أنتى كدا بتخالفي الشرع" فطلبت منه أن يهدأ ويسأل القاضى الشرعي "رئيس محكمة الأسرة" الذى عقد لجنة من قضاة غيره وقرر قبول ورقى كخطوة أولى في التقديم، وتنافست مع 11 من الرجال على هذا الموقع حتى حصلت عليه وقد صدق وزير العدل المصرى "ممدوح مرعى" في 4 سبتمبر 2008 على قرار محكمة الأسرة الصادر بتعيينى في هذا المنصب، والحق يقال إن الأخلاق الريفية لم تعرضني إلى أى كلام محرج من أهالى مدينة القنايات أثناء سيرى بالرغم من أني كنت حديث القهاوى بالمدينة منذ إعلان ترشيحى، لكني لم أسمع أي كلمة تؤذينى معنويا ونفسيا" .
وكشفت عفيفي أن المرأة لديها القدرة أكثر على استيعاب المواقف المفاجئة، "وعلى سبيل المثال أثناء عقدي قران لإحدى الفتيات الريفيات والتى تجاوز عمرها الثامنة عشرة بقليل سألتها توكلين من؟ فنظرت إلى نظرة فهمت منها أنها ترفض العريس فأخذتها في حجرة مجاورة وسألتها لماذا ترفضينه: قالت " أنا مش عايزة العريس ده، ولأنى كنت خايفة من أبويا فقلت موافقة" وبدون أن أجرح شعور العريس قلت له إن العروسة حالتها النفسية سيئة وتعاني من دوار ولا أستطيع أن آخذ الإجابة منها شرعا وهي في هذه الحالة، لأنها لا يمكنها أن تعبر عن إرادتها بشكل شرعي، وتم تأجيل عقد القران بناء على رغبة العروس دون حدوث أى مشاكل، أما في حالة إذا كان المأذون رجلا في هذه الحالة أعتقد أنه كان سيقوم بعقد القران في الحال بدون أن يعرف ما تكنه العروس تجاه عريسها من مشاعر بالرفض".
وعن أصعب الحالات التي مرت عليها تقول المأذونة أمل : أصعب حالة مرت علىّ منذ بداية عملي، كانت حالة طلاق لرجل وسيدة دفعتهما ظروفهما الأسرية الصعبة للانفصال بسبب عدم قدرتهما على زواج ابنتهما، حيث إن الزوج كان عاملا باليومية والزوجة كانت تحبه جدا ولكن كان لديها 3 بنات سوف يتزوج أثنين منهما على فترات متقاربه، ففضلت الزوجة أن تنفصل عن زوجها بشكل شرعى، لكي تحصل على معاش والدها المتوفى حيث كان المعاش كبيرا، وبكيت أثناء تحرير العقد لهما ولكني احترمتهما لعدم تحايلهما على القانون مثل البعض الذى ينفصل رسميا ويتزوج عرفيا، وبعد فترة تابعت الحالة، تبين أن الزوج يقيم بمنزل والزوجة بمنزل ولكنها تبعث له الطعام مع ابنتهما الصغرى.
* ولاء عادل " الطيارة " أول فتاة لتوصيل الطعام للمنازل :
وأفادت ولاء عادل " الطيارة " أول " ديلفري جيرل " أو أول فتاة تعمل في توصيل الطعام للمنازل أنها "بدأت العمل مع خالي من عمر 8 اعوام على شواية دجاج في الشارع، بعد إنتقالي للعيش مع جدي بعد انفصال والدي ، بدأت في الأجازة الصيفية، ولم يستمر هذا طويلا، وتركت التعليم بمحض إرادتي بسبب إضطهاد المدرسين لها لعدم مقدرتي على أخذ دروس خصوصيه أو حتى مجموعات تقويه، فقررت أن أنجح في حياتي العملية وتفرغت تماما للعمل مع خالي في سن 12 سنة حتى تمكنت من شراء شواية دجاج جديده وبدأت في العمل بمفردي، و طورت أدائي وتعلمت قيادة الموتوسيكلات في عمر 15 سنة بواسطة خالي، حتى أصبحت محترفه فى القياده، وعملت كـ"دليفري" أنقل الطلبات إلي المنازل وتوسعت تجارتى".
وأكدت ولاء أنأصعب المواقف التي واجهتها هو "تشبيهي بالرجال يعتبر هذا أبسط تعليق من سلسلة التعليقات السخيفة التي أسمعها يوميا، وهذا ما دفعني في أحد الأيام إلى الصدام مع أحد زبائني، الذى أستمر في قول تعليقات مستفزه حتى وصل الأمر لأنه سبني ووقتها انهلت عليه ضربا مستخدمه الأدوات الخاصه بالشوي كالأسياخ وغيرها، ومنذ هذه اللحظة يحسب لى الجميع في المنطقة 1000 حساب"، هذه الحادثة غيرت مساري إلى اتجاه جديد ودفعتني إلى تعلم رياضة "التايكوندو" وكنت أداوم على تلقي تدريبات تايكوندو بنادى الأبطال حتى أستطيع الدفاع عن نفسي دون الحاجه إلى مساعدة أحد"، فمن وجهة نظري أنه لا يوجد داعٍ أن تنتظر المرأة المساعدة من أي أحد غير ذراعها.
وكشفت ولاء أن الزواج لا يعنيها بالقدر الذي يعنيها الرجوع الي التعليم من جديد، وتضيف : "أنا جربت تجربتين أرتباط وخطوبة وفشلت بسبب أنهما كانوا يريدون مني التخلي عن عملي وأنا لا يمكن أن أستطيع أن أفعل ذلك لأن عملي هو حياتي".
* " أم محمد " أقدم سمسارة عقارات في مصر القديمة :
وتبقى مهنة السمسار مرتبطة في أذهان الجميع بكونها مهنة للرجال فقط، لكن الوضع يختلف كثيراً مع الحاجة زينب عيد ( الشهيرة بأم محمد ) فهي أقدم سمسارة عقارات في مصر القديمة استطاعت خلال 20 عام أن تكون أم لكل سماسرة منطقة الزيتون .
وأكدت " أم محمد " لـ" العرب اليوم" : أنا سيدة بسيطة مثلي مثل كثير من السيدات الذين يفضلن أولادهن على انفسهن هجرني زوجي وأنا في الاربعون من عمري وكنت لا أملك المال الذي تستطيع به إطعامهم وأصبحت لهم الأب والأم فبدأت العمل ببيع المفروشات والبطاطين فقد كنت أشتريها بالقسط من التجار وابيعها لأهالي الحي حتى عرفني أهل المنطقة من خلال سمعتي ، وبعد ذلك أختارني أحد السماسرة خلال مراقبته لي وأنا أبيع المفروشات ولاحظ لباقتي ومهارتي في الإقناع وأمانتي في البيع فعرض علي العمل في مجال السمسره وقبلت بمقابل شرط " الا أدخل أموال حرام على اولادي فالحلال هو ما يدوم " .
وتتابع : عانيت خلال 20 عاما في مهنة السمسرة من بعض المعوقات بعضها يأتي من السماسرة القدام فقد كانوا لا يتعاونوا معي وكانوا يفضلون التعامل مع الرجال ومن ناحيه آخرى كنت أواجه حالات نصب بسبب هروب الزبائن وعدم دفعهم لعمولة السمسرة .
وتحكي زينب الشهيرة ب"أم محمد" أنها كانت تدخل الشقق والعقارات المعروضة للبيع مثلها مثل الرجال لا تخشى الا الله ودائما تقول " من يتق الله في كل شئ .. لا يخاف لا على ولاده ولا على رزقه "، وتقول : أنا أهم شىء عندي انني جوزت فاطمة أبنتي و مع نهاية هذا العام سيتخرج محمد ابني من كلية الهندسه " .
* هناء " ليدي جارد " حارسة أمن :
وأكدت هناء المندي (28 عاما) : أن "الليدي جارد" ومهنة حارسة الأمن هواية ممتعة ومحترمة خاصة بعدما عرفت أن الشركة التي تقوم بالتدريب تسمح بالحجاب، وهذا ما شجّعنِي كثيرًا على التفكير في خوض التجربة بقوة، وقالت: عارض والدي في البداية لكنه عاد ووافق بعدما زار الشركة ورأى ما أقوم به، فالشركة لا تكتفي بالتدريبات القتالية ورفع الأثقال فقط بل تنظم حصصا تدريبية نظرية للفتيات، حول أساليب التعامل مع الآخرين والبقاء على أهبة الاستعداد أثناء أداء الواجب.
وعن شروط مهنة " الليدي جارد " تقول : أنه يشترط في الليدي جارد أن يكون قوامها رياضيًا ويفضل أن تكون ممن يمارسن إحدى الألعاب، ولا يقل طولها عن 165 سم ولا يزيد وزنها على 70 كجم حتى تستطيع السيطرة على المواقف الصعبة بسرعه وخفه وأن يتراوح عمرها بين 21 و29 عاما، ويشترط الحصول على مؤهل.
أرسل تعليقك