أثارت فتاة هندية جدلا كبيرًا بعد أن اكتشفت أنّ أحد والديها أنشأ حسابًا لها على موقع للتعارف على شبكة "الإنترنت"، إذ علقت بردود ساخرة وصادمة على التعريف الخاص بها.
وقررت إديجا بيلاي، البالغة من العمر 23 عامًا وتنتمي إلى بانغالور، أن تضع وصفًا لها على طريقتها الخاصة، حتى وإن كان صادمًا للعادات والسلوكيات العامة.
تعمل إنديجا مهندسة برمجيات في إحدى شركات "الإنترنت"، وكتبت تدوينة عن ملفها الشخصي الذي دشنه أحد والديها "أبلغ من العمر 23 عامًا فقط، لست امرأة يائسة أبحث عن الزاوج، وهذا الملف جعلني أظهر على هذا النحو".
وأقدمت الفتاة على حذف الملف الشخصي بعد أن أخبرت والديها أنها ستكتب بنفسها ملفًا جديدًا، مؤكدة "أرسلوا هذا إلى أي شخص لديه الجرأة ليطلب يدي للزواج ".
وكتبت في البيانات الشخصية الخاصة بها "أرتدي نظارات وأبدو غبية فيها، لست مبذرة أو من محبي التسوق. أمقت (الدراما)، لست من محبي التلفزيون، كما أنني لا أقرأ".
وأضافت "لا أتمتع بأي أنوثة ولا أصلح للزواج. لن يصبح شعري طويلا. أبدًا". وتابعت "أبحث عن رجل يفضل أن يكون ملتحيًا ولديه الشغف لرؤية العالم، يكسب ماله بنفسه ولا يكره وظيفته".
واسترسلت في تعريفها "نقاط إضافية سأمنحها لمن يكره الأطفال. أخرى لأصحاب الصوت القوي والشخصية المثيرة للإعجاب. يجب أن يكون قادرًا على إجراء حوار لمدة 30 دقيقة على الأقل".
وبيّنت "إذا كنت تعتقد أنك أحد المؤهلين، أنصحك بإعادة التفكير. إذا كنت متأكدا، أقترح عليك أن تجعل والديك يشاهدان هذا الموقع، أما إذا كنت على يقين، حاول تخيل الحياة مع شخص مثلي."
وعقب مرور 48 ساعة فقط، تداول الناس التعريف الخاص بالفتاة عبر شبكة "الإنترنت"، حتى وصل إلى أستراليا وكندا. وأشاد مراقبون بالفتاة كوجه نسائي للهند الحديثة، بعد أن أكدت أنها تتحدى المفاهيم التقليدية للأنوثة.
تزامن ذلك مع بث قناة "بي بي سي" فيلمًا وثائقيًا يرصد المواقف التي تعرضت لها النساء في الهند، وجرائم الاغتصاب الجماعي إلى جانب قتل طالبة داخل حافلة في دلهي عام 2012.
وعبّر مخرج الفيلم ليسلي أودوين، عن انزعاجه من أن المتهمين بارتكاب الجريمة لا يدركون تمامًا الخطأ الذي وقعوا فيه.
وأكد سائق الحافلة موكيش سينغ: "أن اي فتاة محترمة لا تتجول في الساعة التاسعة ليلا. الفتاة مسؤولة عن الاغتصاب أكثر من الصبي".
وأبرز أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين "في ثقافتنا، لا يوجد مكان للمرأة ".
وعبرت إنديجا عن واقع المرأة في بلادها بالقول "الجميع يحب المرأة الشجاعة الحقيقية. والعديد من النساء قد يستسلمن لمضايقة الوالدين من أجل الزواج دون اختيار".
وأظهرت التعليقات على حساب إنديجا على الموقع؛ الإحباطات التي تعاني منها النساء في الهند الحديثة عندما تحاول المرأة أن توفق بين آمالها وطموحاتها في ظل ضغوط العائلة من أجل الزواج وإنجاب الأطفال.
وكتبت فتاة ردًا على التدوينة "عمري 20 عامًا فقط ويجري بالفعل الضغط لبدء البحث والتفكير في الزواج، أعتقد أنني سأتبع طريقتك في وضع الشروط لغربلة المتقدمين للزواج".
وأضافت أخرى "أنا أيضا عمري 24 عامًا، و حقيقة، الجميع يتفضلون بطرح الأسئلة التي لا تنتهي، وتطاردني كل ليلة".
أرسل تعليقك