عبارة عن نكتة وهو أمر لا وجود له الوجه المتجهم
آخر تحديث GMT11:48:45
 العرب اليوم -

جراحو التجميل بإمكانهم إجراء جراحات لتغيير تعابيره

عبارة عن نكتة وهو أمر لا وجود له" الوجه المتجهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عبارة عن نكتة وهو أمر لا وجود له" الوجه المتجهم

الوجه المتجهم عبارة عن نكتة لأطباء التجميل

لندن ـ رانيا سجعان وصفُ الوجه بأنه متجهم ، بدأ باعتباره نكتة، الا أنه تحوّل لاحقاً الى اهانة تُلقى من حين لآخر فى وجه مشاهير النساء ؟ ان ظاهرة "الوجه المتجهم" شهدت أخيراً ارتفاعا ملحوظاً في التداول المجتمعي و الاعلامي . ولكن البعض يمكن ان يقول ان هناك الكثير مما يستدعي وجود هذا الوجه "المتجهم" الذي يحاول الاسترخاء هذه الأيام ، فالأخبار مليئة بالقصص التي تجعلك كذلك ، منها أحداثٌ تجعلك تربط بين كلمة "الاباحية" وبين "ديفيد كاميرون" على سبيل المثال . الأسوأ من ذلك، كلُّ ما يدور حول الطفل المولود للورد وليام وكيت والاسم الذى سيتم اختياره ، وكيف انه لم تعُد هناك فرصة لانجابهم طفلة يطلقون عليه اسم "ساحرة" ، ما يسلم بريطانيا لعهود من الظلمة ، تفشل فيها بريطانيا فى ان يحكمها سندريللا ، الجمال النائم أو حتى بياض الثلج وأقزامها السبعة .
ولكن مثل هذه الأحداث والأخبار ليست كافية لارتفاع ظاهرة الوجه المتجهم. والمثير للدهشة أنه لم يتم الانتباه لها قبل مايو/أيار من هذا العام. وغني عن القول، أن الظاهرة بدأت من حينها ان تحوز على الفور على اهتمام وسائل الإعلام. فكل ما يتعلق بالانثى وما يصيبها بالقلق وكراهية الذات يجذب الصحافة كما يجذب المغناطيس برادة الحديد. وكان أول ظهور لهذا المصطلح في فيديو إعلان السلامة العامة - وسنعود الى هذا الفيديو بعد قليل – وفي الفيديو يناقش عدد من النساء هذه المشكلة الرهيبة التي يعاني منها الكثير من بني جنسهم: الوجه المتجهم . "قد لاتكون هؤلاء السيدات متجهمات ونكدات على الاطلاق، ولكن فقط لديهن وجوه قد تبدو متجهمة،" هذا ما قالته احدى السيدات في ذلك الفيديو .
لم أكن موجودة عندما اكتشف كريستوفر كولومبوس أمريكا، لكنني اتخيل ان ردّ الفعل على ذلك الاكتشاف كان أقرب كثيرا من الضجيج الذي اثارته إزاحة الستار عن الوجه المتجهم الذى يحاول الاسترخاء BRF. في غضون شهر كانت الشهيرات من الإناث في طريقهن الى شاشة التلفزيون لمناقشة مشكلتهن مع الوجه المتجهم ؛ المواقع الالكترونية بدأت فى تسمية غيرهن من المشاهير لديهن نفس المشكلة مثل كريستين ستيوارت وتشارليز ثيرون. جراحو التجميل أعلنوا انها ظاهرة محددة ، وأنه يمكن اجراء "جراحات لتغيير تعابير الوجه" لتحسين المشكلة؛ وحذرت المجلات قراءها من الإناث من احتمال خضوعهن لتلك العمليات. وسرعان ما توالت ردود الافعال مع مقالات تحمل عناوين مثل: لماذا أنا أحب وجهي المتجهم. كما لو أن كل ذلك لم يكن غريبا بما يكفي، صرحت كيت موس بنفسها لمحررة الموضة فى الصحيفة، جيس كارتنر-مورلي، أن لديها "وجهاً متجهماً"، على الرغم من ان الصورة التي تجمع الإمرأتين والتي رافقت اللقاء لاتظهر ذلك .
في الواقع، الأغرب من ذلك ان ظاهرة الوجه المتجهم غير موجودة على الاطلاق ، فشريط الفيديو الذي صاغ هذا المصطلح صاغته الممثلة الكوميدية تايلور أورسي وهى مزحة، كما يمكن ان يكون البعض قد استنتج بالفعل من الاسم الغريب "الوجه المتجهم الذى يحاول الاسترخاء" . لكن ذلك لم يمنع جراحي التجميل من تقديم علاج لمشكلة غير موجودة فى الأساس . بهذا المعنى ، فان "الوجه المتجهم" هو "الهوس" الجديد .. فلنحيّي "الهوس" الجديد .
هناك مسألة أخرى هنا: الفيديو الأصلي لا يتحدث فقط عن هذه الظاهرة ، ولكن يتحدث ايضاً عن "الوجه الأحمق" . وهو ما يعادل "الوجه المتجهم" عند الذكور. ولا حاجة للقول انه لم يحظ بنفس الزخم الاعلامى للوجه "المتجهم". وبقدر علمي، فان "جون هام" فى البرامج الحوارية التى ظهر فيها لم يعتذر عن "وجهه الأحمق" كما فعلت آنا باكين عندما اعتذرت عن وجهها "المتجهم". ولكي نكون منصفين، فان ظاهرة "الوجه الاحمق" مختلقة مثلها مثل ظاهرة "الوجه المتجهم" تماماً .
السبب في ان ظاهرة "الوجه المتجهم" قد جذبت اهتماماً اكبر من ظاهرة "الوجه الاحمق" ، ليس فقط لأن وسائل الاعلام ، غريزياً ، اكثر انجذاباً لانتقاد كل مايخص شكل المرأة ، ولكن أيضاً لأنه يبرز بشكل واضح، التوقعات حول المرأة. فلكي تكون المرأة مقبولة وتتمتع بالأنوثة عليها ان تكون لينة العريكة ومبتسمة دائماً. لا يهم كم هو عدد النساء الدمويات من أمثال أن ماري أو شيريل ساندبرج موجودات على أرض الواقع لتقلن للمرأة أنها يجب ان تكون أكثر عدوانية، فالصورة العامة الحالية لسيدات الأعمال في هذا البلد انهن نساء يقمن بخبز الكعك وحقن البوتوكس، وهما امران كافيان بالفعل للمساعدة على رسم "التجهم" على وجه أي أمرأة .
ان كل ما يعنيه "الوجه المتجهم" ببساطة هو "انا لا ابتسم في تلك اللحظة ". وكيف تجرؤ امرأة ألا تفعل ذلك في كل وقت، أليس كذلك؟ ان عليها ان تبتهج كل الوقت! فالشخصيات النسائية في الكتب والأفلام وعلى شاشة التلفزيون هي عادة محبوبة، ولو ظهرت ببساطة كشخصية صعبة، أو غاضبة أو أنانية كما تظهر عادة الشخصيات الذكورية، فإنها تثير من الغضب والدهشة ما لا تثيره الشخصيات الذكورية المماثلة .
اذا ، فقد كان هناك هدفاً ما من وراء فيديو أورسي ، لكن هذا الهدف كان حاداً بحيث أسيء فهمه من قبل البٌلهّاء الذين أخذوا الاسم بمعناه الحرفي
الجميع يعرف ان "الوجه المتجهم" عبارة عن نكتة. وهو امر لا وجود له. لكن منذ متى كان ذلك عائقاً دون ان يحوله أي شخص إلى شيء يجعل النساء يشعرن بالسوء تجاه أجسادهن؟ انها حقاً "الهوس" الجديد؟
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبارة عن نكتة وهو أمر لا وجود له الوجه المتجهم عبارة عن نكتة وهو أمر لا وجود له الوجه المتجهم



GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان

GMT 23:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا تتابع نشاط برنامج حماية الطفل من الإساءة

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab