كشفت وزارة الداخلية السعودية أنَّ عدد الذين عادوا إلى الفكر المتطرف بعد مناصحتهم من الموقوفين في قضايا أمنية داخل المملكة بلغوا نحو 368 فردًا، يمثلون ما نسبته 13% من المستفيدين.
جاء ذلك خلال زيارة عضوات من مجلس الشورى، وأكاديميات في الجامعات السعودية، إلى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، وكذلك سجن الحائر، الخميس الماضي.
وقابل الوفد سعوديتين وهما: مي الطلق، وأمينة الراشد، اللتان لا تزال قضاياهما أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، واطلع على عمل الكادر النسائي الذي يعمل في قسم إيقاف النساء في السجن.
وتهدف الزيارة، التي امتدت لأكثر من 12 ساعة، إلى الاطلاع عن قرب على مهام وأهداف مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، إذ استمع الوفد من القائمين على المركز لشرح عن الأهداف الرئيسية التي أنشئ من أجلها مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية.
وتمثلت أهداف المركز في "نشر مفهوم الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والأفكار المنحرفة، وتحقيق التوازن الفكري والنفسي والاجتماعي لدى الفئات المستهدفة".
كما تتضمن أهداف الزيارة إبراز دور السعودية في مكافحة التطرف والتصدي للأفكار المنحرفة والضالة، ورعاية وإصلاح أبنائها، والإسهام في جهود المملكة الوقائية للتصدي للأفكار المتطرفة والمنحرفة، والتعرف على نوعية الانحرافات الفكرية الموجودة لدى الفئات المستهدفة، والعمل على تأهيلهم للاندماج التدريجي في المجتمع ورعايتهم والتواصل مع أسرهم وتقديم المساعدة لهم وفق برامج تكاملية ترتكز على برنامج المناصحة وبرنامج الرعاية والتأهيل وبرنامج الرعاية اللاحقة.
واستعرض العاملون على تنفيذ تلك البرامج، وهم أكاديميون على مستوى عالٍ من الخبرة والكفاءة تم استقطابهم من الجامعات والمراكز التدريبية، أهداف كل برنامج والوسائل المعينة على تحقيقها سواء الشرعية أو الاجتماعية أو النفسية أو التدريبة أو الفنية.
وعرض القائمون على المركز أعداد المستفيدين منه من العائدين من معتقل غوانتانامو وبلغوا 120 مستفيدا، انتكس منهم 23 شخصًا، يمثلون ما نسبته 19%، فيما بلغ عدد المستفيدين من موقوفي الداخل في المركز 2820 مستفيدًا، عاد منهم نحو 368 شخصًا، يمثلون ما نسبته 13% تقريبًا.
وأوضح القائمون على المركز أنَّ العائدون إلى الأفكار المتطرفة قُتل عدد منهم في مناطق القتال في اليمن والعراق، عوضًا عن آخرين انضموا إلى التنظيمات الجديدة التي ظهرت أخيرًا في سورية وضمنها: "داعش" و"جبهة النصرة".
وأوضح القائمون على المركز أنَّ نسب الانتكاسة تبقى حول معدلاتها الطبيعية، كما شرحوا أسباب الانتكاسة واهتمام المركز بمعالجة هذه الأسباب مع مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة، فيما استعرض ثلاثة من المستفيدين تجربتهم مع المركز.
وانتقل بعض عضوات الوفد إلى سجن الحائر في الرياض، حيث قمن بزيارة القسم الخاص بموقوفات النساء، وهو قسم مستقل يشرف عليه بالكامل كادر نسائي، وقابلن خلال الجولة الموقوفتين: مي الطلق، وأمينة الراشد.
وكانت السلطات الأمنية قبضت على مي الطلق وأمينة الراشد و6 أطفال العام الماضي، وذلك خلال محاولة تسللهم من الأراضي السعودية، في طريقهم إلى مناطق القتال في اليمن.
كما جرى القبض على ثلاثة سعوديين حاولوا مساعدتهم ونقلهم إلى هناك، حيث وفرت الأجهزة الأمنية طائرة خاصة تنقل ذوي الموقوفتين، وكذلك عددًا من رجال الدين، من القصيم إلى جازان، وجرى تسليم الأطفال إلى ذويهم.
فيما تم نقل الموقوفتين الطلق والراشد إلى الرياض، وذلك لاستكمال محاكمتهما في قضايا سابقة، فيما يجري إعداد لائحة دعوى حول هروبهما إلى اليمن والدوافع التي أدت إلى ذلك.
واطلع الوفد الزائر خلال جولته في سجن الحائر على عرض مرئي عن آلية العمل في سجون المباحث العامة والخدمات التي تقدم للموقوفين، واستمع لإحصاءات بعدد الموقوفين وعدد الزيارات العامة والخاصة، وكذلك عدد الاتصالات الهاتفية ما بين الموقوفين وذويهم.
وتجول الوفد في مرافق السجن، وزار ضمن جولته مكاتب الجهات الحقوقية "هيئة حقوق الإنسان، الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، هيئة التحقيق والإدعاء العام، فرع الرقابة على السجون" والتي تباشر أعمالها من داخل السجن.
واستمعت العضوات إلى شرح عن الخدمات التي تقدمها مكاتب وكالة الضمان التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وكتابة العدل، والأحوال المدنية، والجوازات.
وانتقل الوفد إلى داخل السجن، ووقف على أجنحة الزيارة العامة والخاصة، ومكاتب التحقيق، وغرف الحبس الانفرادي والجماعي، وتمكن العضوات من مقابلة بعض الموقوفين في الجناح المثالي.
كما زرن المستشفى المركزي داخل السجن وتجولن بالعيادات الطبية المختلفة التخصصات بالمستشفى.
واطلع الوفد على البيت العائلي، والفئة المستهدفة من الموقوفين، وهم الموقوفون المثاليون وذووهم الذين تتاح لهم الاستفادة من خدماته المتمثلة في لقاء الموقوف لأسرته لمدة يومين في بيئة فندقية.
وتضمن الوفد من عضوات مجلس الشورى: الدكتورة حنان الأحمدي، والدكتورة دلال الحربي، والدكتورة هيا المنيع، والدكتورة لطيفة الشعلان، والدكتورة حمدة العنزي، والدكتورة أمل الشامان، والدكتورة هدى الجريسي، والدكتورة إلهام حسين.
كما تضمن الوفد من الأكاديميات في الجامعات السعودية: وكيلة جامعة الأميرة نورة، الدكتورة نادرة الفرج، ووكيلة الجامعة الإلكترونية، الدكتورة هند الفدا، ووكيلة عمادة شؤون الطالبات في جامعة الملك سعود، الدكتورة نورة أبانمي، ومن الجامعة الإلكترونية، الدكتورة سعدى العرف، ومن جامعة الأميرة نورة، كل من: الدكتورة نورة التويجري، والدكتورة فوزية الخليفي، والدكتورة سارة الخمشي، ومن جامعة الملك سعود، الدكتورة هند المطيري، ومن جامعة شقراء، الدكتورة دلال المالكي.
أرسل تعليقك