العاصفة "أولغا" تنحسر بعد إغراق لبنان في الجليد

بيروت - جورج شاهين انحسرت الذي صدرته روسيا وأوكرانيا إلى ساحل المتوسط، وتستعد الأجهزة المختصة لما ستتكشف عنه العاصفة من أضرار في الممتلكات والأرواح، والأضرار التي لحقت بالمزروعات والبنى التحتية والطرق، وكذلك الأعطال الكهربائية التي شملت نصف الأراضي اللبنانية وسط إضراب نفذه عمال كهرباء لبنان لأيام ثلاثة رغم رداءة الطقس، في خطوة اعتبرت غير سليمة في توقيتها، بدل أن يعلنوا عن وقف الإضراب لمرور العاصفة فخسروا تأييدا لبنانيا كان أوسع لو تقدموا بمثل هذه الخطوة الإنسانية، وما تركوا آلاف العائلات اللبنانية بلا كهرباء.
وناشد مجلس إدارة "مؤسسة كهرباء لبنان" بإجماع أعضائه في جلسة عقدها، الأربعاء، نقابة عمال ومستخدمي المؤسسة وقف الإضراب وتلبية نداءات المواطنين، الذين هم أهلهم وأخوتهم وأبناؤهم، في ظل هذه الظروف المناخية القاسية، وعدم تحميلهم ثمن عدم تلبية مطالبهم حتى لو كانت محقة.
وأكد المجلس "وقوفه، كما دائما، إلى جانب العمال والمستخدمين في تحصيل حقوقهم المكتسبة"، مبديا استعداده الدائم لمساعدتهم لدى المراجع المعنية، لتحصيل هذه الحقوق وعدم السماح بالتفريط بها"، لكن العمال والمستخدمين لم يتجاوبوا مع دعوة المؤسسة وتركوا الأعطال لتتكدس في مكاتب المراجعات والشكاوى، حتى صباح الخميس، حيث بدأت ورش العمل.
وقبل ظهر الخميس، أوضحت شركات مقدمي الخدمات في بيان، ردا على بيان مؤسسة كهرباء لبنان، الذي صدر الأربعاء، أنها بذلت وتبذل كل الجهود الممكنة لإصلاح الأعطال الطارئة على شبكة الكهرباء، منوها بما "جاء في بيان المؤسسة عن الأسباب الحقيقية للتأخير في أعمال التصليح وخصوصا كثرة الأعطال بفعل العاصفة وإضراب عمال ومستخدمي المؤسسة"
وأشار إلى "عائق مهم يحول دون تدخل الشركات الفاعل لتصليح الأعطال وهو امتناع موظفي مؤسسة الكهرباء، لسبب الإضراب، عن فصل التيار عن المخارج الرئيسية في المناطق التي تعاني من تلك الأعطال، تأمينا لسلامة العاملين في إنجاز التصليحات، وكذلك امتناع موظفي المؤسسة عن القيام بالمناوارت اللازمة لتمكين الشركات من تحديد الأعطال"
وختم مؤكدا أنه "لتحقيق الأهداف المشتركة للشركات ولمؤسسة كهرباء لبنان، بتأمين التيار الكهربائي لجميع المواطنين، فإنها تأمل أن يعمل فنيوها وموظفو ومستخدمو الكهرباء معا في فريق واحد يكملون بعضهم البعض لتحقيق المصلحة العامة".
وانهار، مساء الأربعاء، بناء مهجور قديم في منطقة الأمراء في الشويفات، وحضر رئيس البلدية ملحم السوقي يرافقه رئيس قسم الشرطة والحرس في البلدية الرائد أمين سليقا، ورئيس وعمال قسم الاشغال متفقدين الأضرار التي اقتصرت على الماديات.
وفي طرابلس، أفيد بأن المدينة استعادت الهدوء بعدما تراجعت العاصفة ومعها زخات البرد التي لامست، عند الساعة الثامنة وعشرين دقيقة من مساء الأربعاء، على المرتفعات المحيطة بمدينة طرابلس لاسيما أحياء أبي سمراء والقبة، ولامس الثلج لأول مرة شاطئ البحر في الميناء، وغطت حبات البرد شرفات المنازل والسيارات وبلغت سماكة الثلوج بضعة سنتيمترات.
وتابع وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل نداء الاستغاثة الذي وجهته رئيسة جمعية "التضامن والتنمية" في مركز "حديقة السلام" في الهلالية - صيدا جمال شعيب، لإنقاذ 35 من أصحاب ذوي الإحتياجات الخاصة يرتادون المركز وأصبحوا مهددين بفعل انهيار أجزاء مختلفة من جدار دعم لعقار ملاصق للمركز لصاحبه مختار بلدة الهلالية شوقي مخول.
وقد أوفد شربل محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر الذي حضر إلى المكان برفقه رئيسة التنظيم المدني في الجنوب المهندسة آية الزين يرافقها المهندس وليد عبد الغني، كما حضر إلى المكان رئيس بلدية عبرا الياس مشنتف وعضو مجلس بلدية صيدا المهندس محمد البابا ورئيس الدائرة الهندسية في بلدية الهلالية المهندس فهد ميري وشادي شمص عن بلدية الهلالية ومنسق تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجنوب ماجد حمتو وصاحب أرض العقار التابع لـ"حديقة السلام" أحمد نحولي ومدير الدفاع المدني في صيدا مصطفى إسكندراني.
وتحدث أبو ضاهر، فأشار إلى أن "وزير الداخلية كلفه بالكشف على المكان أيضا تلبية لنداء الأستغاثة الصادر من السيدة شعيب، وتقديم المساعدة اللازمة في هذا المجال ومنع أي خطر جراء انهيار جدار الدعم على المواطنين".
وبعد الكشف على جدار الدعم والأجزاء المنهارة منه، أكد أبو ضاهر والزين أن "الوضع طارئ ويستوجب التحرك السريع لإزالة الأجزاء التي لا تزال مهددة بالسقوط من كتل إسمنتية ضخمة يمكن أن تشكل خطرا حقيقيا ويجب إزالته فورا".
وبالفعل أزال عناصر الدفاع المدني الأجزاء الآيلة للسقوط من جدار الدعم، حيث سيتم تكليف ورشة عمل من أجل وقف الانهيارات في جدار الدعم ومعالجته بناء لتقرير يعده التنظيم المدني.
ومن إقليم الخروب أفيد أن موجة من البرد والصقيع تلف المنطقة بعد انحسار العاصفة الثلجية ليلا، حيث كانت قطعت الثلوج عددا من الطرق، وخصوصا طريق شحيم - داريا - عانوت - الزعروية - المطلة - بسابا، فيما لا تزال المدارس مقفلة، وقد غطت الثلوج المنازل والسيارات وسط تهافت على المحروقات.
ومن بعلبك، أفيد أن العاصفة الثلجية التي استمرت لأيام ثلاثة في المنطقة، تسببت في تراكم الثلوج لأكثر من 60 سنتمترًا، فيما تجاوزت المترين في المناطق الجبلية والمرتفعات، وقد انقطع التيار الكهربائي لسبب قطع العاصفة أسلاك التوتر العالي منذ الثامنة من مساء الأربعاء ويتعذر إصلاحها حتى الآن أما المزارعون الذين تضررت منتوجاتهم فلم يستطيعوا بعد الكشف على الأضرار التي لحقت بها، وبقيت الطريق الدولية فقط سالكة لسيارات الدفع الرباعي والمجهزة بسلاسل معدنية.
وقد باشرت بلدية بعلبك العمل على فتح الطرق الداخلية في المدينة، فيما تنتظر فرق الدفاع المدني انحسار العاصفة لتباشر تحركها.
ومن حاصبيا أفيد أن الثلوج عزلت قرى حاصبيا والعرقوب بشكل كامل فانعدمت الحركة على الطرق، ووصلت سماكة الثلج في شبعا إلى حدود ال 70 سنتمترا وفي كفرشوبا 50 سنتمترا وفي محور جنعم إلى حدود المتر، واعتبرت الطرق التي تربط حاصبيا بشبعا وكفرشوبا وعين عطا وشويا مقطوعة.
وقد باشرت عند حوالى الثامنة والنصف صباحا الجرافات التابعة لوزارة الأشغال اعادة فتح الطرق انطلاقا من حاصبيا في اتجاه القرى المحيطة، على أن توسع عملها لاحقا إلى شبعا وكفرشوبا وعين عطا ومرج الزهور.
وأشار قائقام حاصبيا وليد الغفير إلى أن "جرافات تابعة لوزارة الإشغال اضافة إلى جرافات صغيرة مستأجرة من البلديات، باشرت عند الثامنة والنصف مهمة فتح طرق حاصبيا - شبعا - كفرشوبا، متوقعا فتح كل الطرق خلال ساعات بعد الضهر.
وقد أدت العاصفة إلى أضرار فادحة بالمزروعات والبساتين المثمرة في وادي الحاصباني، اضافة إلى اضرار فادحة بشبكتي الكهرباء والهاتف، مياه نهر الحاصباني فاضت على معظم المنتزهات الواقعة هلى ضفتيه، مسببة الكثير من الأضرار، كذلك أغرقت السيول العديد من سهول الماري، الوزاني، عين عرب وسردة ووادي خنسا المزروعة بالخضار، خصوصا الملفوف والبقدونس والفجل والخس، كما مزقت الرياح الكثير من الأغطية البلاستيكية.
وشهدت الطريق الدولية بين المصنع والحاصباني وصولا إلى النبطية حركة سير غير عادية، خصوصا لشاحنات النقل الخارجي بعدما حولت الأجهزة الأمنية المعنية وقوى الأمن الداخلي حركة السير من البقاع إلى هذه الطريق، ما تسبب بزحمة سير غير عادية.
وأفيد من منطقة بنت جبيل أن الثلوج غطت قرى قضاء بنت جبيل حيث بلغت سماكة الثلوج في خربة سلم والسلطانية وتبنين بين 3 و 7 سنتمترات، وفي بنت جبيل ، مارون الراس، حاريص، عين أبل ودبل بلغ بين 7 و10 سنتمترات حسب الارتفاع عن سطح البحر، كما تقوم جرافات البلديات على فتح طرق البلدات التي عزلتها الثلوج ليلا وخصوصا في مارون الراس وجوارها، والتزمت المدارس الرسمية والخاصة بتمديد الإقفال.
وصباح الخميس توقعت مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن تنحسر العاصفة الثلجية تدريجيًا، الخميس، فيصبح الطقس بالتالي، الجمعة، غائما جزئيا مع ارتفاع في درجات الحرارة ويحتمل أمطار خفيفة متفرقة خلال النهار. وجاء في النشرة الآتي:
الحال العامة: تنحسر العاصفة الثلجية التي تسيطر على الحوض الشرقي للمتوسط تدريجيا.
الطقس المتوقع في لبنان :
الخميس : غائم جزئيا إلى غائم مع أمطار محلية في الفترة الصباحية خاصة في الشمال واحتمال حدوث بعض العواصف الرعدية. تتساقط الثلوج ابتداء من 300 متر مع بداية ارتفاع تدريجي في درجات الحرارة، يبدأ الطقس بالتحسن ابتداء من الظهر ( نحذر من تكون الجليد على الطرقات).
الجمعة: غائم جزئيا مع ارتفاع في درجات الحرارة، يحتمل أمطار خفيفة متفرقة خلال النهار. (نحذر من تكون الجليد على الطرقات خلال ساعات الصباح الأولى).
السبت: غائم جزئيا بسحب مرتفعة مع استمرار الارتفاع في درجات الحرارة(نحذر من تكون الجليد على الطرقات الجبلية خلال ساعات الصباح الأولى).
الحرارة على الساحل، الجمعة، من 5 إلى 11 درجة، وفوق الجبال من درجتين تحت الصفر إلى درجتين، وفي الداخل من 3 درجات تحت الصفر إلى درجتين.
الرياح السطحية: شمالية غربية إلى شمالية، سرعتها بين 15 و 35 كلم/س.
الإنقشاع جيد، يسوء على المرتفعات.
الرطوبة النسبية على الساحل بين 55 و 85 %.
البحر مضطرب، حرارة سطح الماء: 18 °م.