يعكف خبراء البيئة على دراسة الأصوات الفريدة التي تصدرها الثدييات حول جزر تشانيل، قبالة سواحل جيرسي، لمعرفة ما إذا كانت مجموعات مختلفة تصدر أصوات مختلفة اعتمادًا على "لهجاتها" أم لا؛ حيث أقر العلماء أن الدلافين الويلزية لها لهجتها المتميزة، وسيتم وضع السماعات المائية أو "الهيدروفون" حول جيرسي لاستكمال الدراسة.
وبينما تعجز الدلافين بالفعل عن الحديث مع البشر، إلا أن العلماء اكتشفوا أن الدلافين تتشارك في لهجة إقليمية واحدة على الأقل مع البشر، وقد تم رصد الثدييات التي تعيش في سنفات في مناطق معينة قبالة سواحل المملكة المتحدة وهي تتواصل بأصوات فريدة.
وكان الخبراء أثبتوا بالفعل أن الدلافين الموجودة قبالة شواطئ ويلز تستخدم أصوات فريدة لتعريف أنفسهم لبعضهم البعض، وتعكف الآن مجموعة من علماء بيولوجيا البحار على دراسة الدلافين في المياة حول جيرسي لتحديد ما إذا كانت هذه اللهجات واسعة الانتشار أم لا.
وسيعمل باحثو قسم الأحياء البحرية في جمعية جيرسيس في جزر تشانيل على مقارنة الضوضاء التي تصدرها الدلافين الموجودة بجزيرة تشانيل مع تلك التي تصدرها الدلافين الموجودة في أي مكان آخر، وللقيام بذلك تم تصميم سماعات مائية "هيدروفون" وميكروفونات لوضعها في المياه حول جيرسي، موطن أكبر التجمعات من الدلافين المقيمة في المملكة المتحدة.
وستكون هذه السماعات مزودة بذاكرة رقمية مؤمنة لتسجيل الأصوات والضوضاء التي يقول العلماء إنها ستساعدهم على تعريف "أعداد وأنواع حركات" الثدييات.
وذكر غريس جيفريس من جمعية جيراسيس: المجموعات المختلفة سيكون لها لهجات مختلفة، وباستخدام هذه التسجيلات سنتمكن من فهم السلوكيات، حيث ستتغير ضغطاتهم اعتمادًا على الحالة التي يكونون عليها، سواء يأكلون أو يمرون فقط، وسنتمكن أيضًا من استخدام المعلومات لتعريف أنواع وفهم المجموعات المختلفة، ولذلك ستعطينا فكرة أفضل عن أعداد وسلوكيات وفي أي فترة يمرون أو يتعارضون بدلاً من وجود تقارير مشاهدات فقط، والتي مازالت مفيدة.
وأضاف غيريس: سيتم تثبيت أول هيدروفون في منطقة مياه سانت كاثرين، التي تعتبر منطقة سائدة للدلافين، ويمكن أن نضع الثاني في أي مكان قبالة شمال الشاطئ، حيث يرى الناس الدلافين شائعة هناك، ولكن لم نقرر بعد موقع الهيدروفون الثاني.
ويأتي هذا العمل استكمالاً لدراسة تمت العام 2007، والتي اكتشفت أن قرنة مكونة من 240 دولفين قبالة سواحل ويلز لديهم لهجة خاصة بهم، كما اكتشفوا أن صافراتها مختلفة عن الدلافين الأخرى حول الجزر البريطانية.
وأكد قائد المشروع البحثي "سيمون بيرو": إننا نتبنى بالفعل عمل قاموس من سلسلة متكاملة من الأصوات، فهناك الصافرات والنقرات، والنباح والآهات ووأصوات إطلاق الرصاص التي قد تستخدمها لصعق أعدائها، نحن نحاول الربط بين أنواع الصافرات للأنواع المختلفة من السلوكيات مثل البحث عن الطعام والراحة والتنشئة الاجتماعية والتواصل مع صغارها، وأحد الأماكن المميزة والحصرية للدلافين خليج كارديغان".
واكتشف العلماء أن الدلافين البرية حول أفريقيا لها صافرات مميزة وواضحة، تسمى "صافرات التوقيع"، وتتبدل بين جماعات الدلافين عندما يلتقون في البحر ويستخدمون هذا النوع من الصافرات فيما بينهم كما يستخدم البشر الأسماء فيما بينهم.
وفي 2010 اكتشف العلماء الإيطاليين أن الدلافين تستخدم رشقات نارية صوتية لتوصيل الرسائل التي تتجنب بها الصراع في أوقات العنف الشديد مثل الصيد.
وذكر دكتور برنو دياز قائد الدراسة أن الرشقات النارية الصوتية تستخدم في حياة الدلافين للتواصل والحفاظ على وظيفة التسلسل الاجتماعي لكي تمنع الصراع البدني، ويمثل هذا حفاظًا على الطاقة.
وفي العام الماضي قالت الدكتورة دنيس هيرتزنغ ـ خبير الدلافين ومؤسس مشروع الدولفين الوحشي، أنها كانت تسبح في الكريبيان في آب/ أغسطس 2013 وسمعت أحد الكائنات ينطق كلمة "سارجازوم" وهي كلمة بحرية، واستخدمت مترجم للدلافين لترجمة الصفارات إلى دردشة، وتحول هذه الآلة أصوات الصفارات إلى كلمات، مثل الكلمة التي اكتشفتها هيرتزغ وهي تلعب مع الدلافين التي تدرستها منذ 25 عامًا.
ويأمل فريقها في استمرار الصافرات التي تكون مختلفة تمامًا عن الضوضاء الطبيعية التي يصدرها الدلافين، فعندما يقول الدولفين: "سارجاسوم" سمعت هيرتزغ ككلمة من خلال آلة الترجمة، إلا أنه ليس معروفًا ما إذا كانت الدلافين تقول الكلمة بنفس النطق أو تحاول الاتصال مع دلافين أخرى، لذلك لم يتم سماع كلمة "سارجسوم" إلا مرة واحدة فقط.
أرسل تعليقك