ظهور حفرة غامضة في شبه جزيرة يامال الصحراوية قطرها 80 مترًا
آخر تحديث GMT00:37:36
 العرب اليوم -

الفوهات السيبيرية شكلت لغزًا يقلق العلماء مثل مثلث برمودا

ظهور حفرة غامضة في شبه جزيرة يامال الصحراوية قطرها 80 مترًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - ظهور حفرة غامضة في شبه جزيرة يامال الصحراوية قطرها 80 مترًا

الفوهات السيبيرية
أبوظبي - سعيد المهيري

تصدرت الحفرة الغامضة خلال الصيف الماضي المفاجئة التي ظهرت في شبه جزيرة يامال، "التندرا الصحراوية" في شمال سيبيريا عناوين الصحف حيث بلغ قطر الحفرة 80م بعمق 100 متر، الصور الأولى للحفرة أطلقت العنان للكثير من الأطروحات، لكن مع مرور الأيام، بات اللغز يترك صدى مخيفًا في بعض الأحيان جراء تفسيرات بعض علماء المناخ الذين يتحدثون عن "قنبلة غاز الميثان"، فكما هو معروف تخزن التربة الصقيعية أي الطبقة المتجمدة تحت الأرضية في سيبيريا، وبشكل وفير كمية هائلة من هذا الغاز المسبب للاحترار بشكل أكبر من الغاز الكربوني فضلًا عن قوته التفجيرية الهائلة.

ويشير الباحثون إلى أن التربة الصقيعية تخزن هذا الغاز على شكل جليد غريب قابل للاشتعال يسمى هيدرات الميثان أو كلاثرات الميثان وله تركيبة شبيهة بجزيئات الجليد، ومن الممكن أن تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ذوبان الجليد الموجود تحت التربة وبالتالي انبعاثه غير المنضبط كرد فعل وكلما تضاعفت ظاهرة الاحترار، ازداد انبعاث الميثان، وازداد الاحتباس الحراري وهلم جرا.

ويزداد قلق الخبراء كثيرًا ما دفعهم إلى التساؤل إن كانت هذه الثقوب أول أثر لما يسمونه "قنبلة غاز الميثان" أو أنها مجرد ظاهرة جيولوجية محلية، كالعديد من هذه الظواهر التي توجد في خطوط العرض العليا، ويرى الباحثون أنه نتيجة للتدني الراهن للعلوم الروسية، فإن هذه الحفر لم تشهد سوى بعثتين علميتين حيث نزل فريق من الباحثين في البعثة الثانية في ‏تشرين الثاني / نوفمبر من عام 2014، إلى داخل الحفرة لأخذ عينة وإجراء بعض القياسات الجيوفيزيائية.

واشتكت مارينا ليبمان من معهد الغلاف الجليدي الأرضي التابع لأكاديمية العلوم الروسية من هذا الأمر مشيرة " خططنا للقيام بثلاث زيارات في عام 2015 وذلك في شهر نيسان/ أبريل عند ذوبان الثلج، وهذا الصيف، وفي شهر أيلول / سبتمبر، ولكن ألغيت الزيارتان الأوليتان، وإنه من الصعوبة بمكان بالنظر لقلة المعلومات المتوافرة، تقدير البعد الحقيقي لهذه الظاهرة".

وأفاد فاسيلي بوغويا فلنسكي من معهد أبحاث النفط والغاز "من خلال دراسة آلاف الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية للمنطقة، اكتشفنا عشرات الحفر الأخرى الأصغر حجمًا".

ورأت ليبمان وهي واحدة ضمن عدد قليل من المتخصصين الذين زاروا المكان مرتين أن الشيء المؤكد، بالنظر إلى درجة التآكل السريع للحفرة، هو أن هذه الظاهرة تعود لعامين أو ثلاثة على الأكثر، خصوصًا أن هذه المنطقة مغطاة بالسحب وغارقة في الظلام طوال نصف عام بسبب الليل القطبي، وبالتالي فإنه نادرًا ما يتم دراسة وتحليل صور الأقمار الاصطناعية، علاوة على ذلك سرعان ما تمتلئ هذه الحفر بالماء لتتحول إلى بحيرات، حيث تعبئها بالثلوج ثم المياه والرواسب، وتتفتت حوافها خلال مدة قصيرة من الوقت، ومن ثم لا يمكننا رؤية أي شيء، ما يعني خطر ظهور فوهات أخرى وعدم التعرف إليها، وذلك أمر لا يمكن التغاضي عنه لأن المنطقة مملوءة بالبحيرات الصغيرة.

واتفق الباحث فاسيلي بوغويا فلنسكي والباحثة مارينا يبمان والغالبية العظمى من المتخصصين على أن أصل هذه الظاهرة مرتبط بظاهرة الاحتباس الحراري، وبالتحديد صيف 2012 و2013 اللذين ارتفعت فيهما درجة الحرارة خمس درجات فوق المتوسط، وبالتالي لها ارتباط وثيق بغاز الميثان.

وراهن الباحث فلنسكي على حدوث انفجار من الممكن أن تكون آثاره تلاشت في حين اعتقدت مارينا ليبمان أن الثقوب نتيجة لتصريف مفاجئ للغازات أي لأنواع من الثورات الغازية التي أدت إلى قذف أجزاء من هذه التربة لعشرات الأمتار.

ورأت ليبمان أن "هيدرات الميثان" الموجودة في التربة الصقيعية تعرضت لخلل جراء ارتفاع درجة الحرارة حوالي درجة مئوية واحدة في الأعماق الأمر الذي أدى إلى ذوبانها وبالتالي تضاعف حجمها 16 مرة.
ويعتقد معظم الباحثين الروس الذين شاهدوا هذه الفوهات أن ظاهرة الاحترار ستزيد من تأثير الظاهرة ولا بد من متابعتها عن كثب عن طريق طائرات من دون طيار لأنها أقل تكلفة من طائرات الهليوكوبتر لكن المشكلة أن القدرات التمويلية غير متوافرة على حد قول مارينا ليبمان.

وبذل أرشيه مجهودًا كبيرًا لتقييم كمية الميثان التي كانت موجودة في أكبر هذه الحفر، منطلقًا من افتراض يقول إنه لا بد من وجود ضغط يبلغ عشرة أضعاف الضغط الجوي لتفجير منطقة يبلغ سمكها 30 مترًا في التربة المتجمدة، لكن النتيجة أن كمية غاز الميثان بلغت حوالي ثلاث أطنان ومن ثم فلا بد حسب رأيه من وجود 20 مليون حفرة لتفجير قنبلة بهذا الحجم.
ويخلص أرشيه إلى نتيجة مضمونها أن مستقبل المناخ في هذا القرن يعتمد بدرجة أكبر على وجود الوقود الأحفوري من اعتماده على كمية غاز الميثان في منطقة القطب الشمالي.

ويرى الدكتور تيد شور من جامعة أريزونا الشمالية، الذي شارك أرشيه في الدراسة أن أغلبية الدراسات الحديثة تظهر أنه على مدى العقود المقبلة سيحدث تسارع بطيء نوعا ما، ومستمر لعملية تحرر غاز الميثان ما يدعو العلماء إلى تنفس الصعداء، ومع ذلك، فإنه ليس من المطمئن أن يبقى هذا الأمر المهم خارج عمليات الرصد العلمي، خصوصًا أن هذه المنطقة واحدة من أسرع المناطق تعرضًا للاحترار في العالم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظهور حفرة غامضة في شبه جزيرة يامال الصحراوية قطرها 80 مترًا ظهور حفرة غامضة في شبه جزيرة يامال الصحراوية قطرها 80 مترًا



منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:05 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

الأحداث المتصاعدة... ضرورة الدرس والاعتبار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab