دودوما ـ عادل سلامه
توصل مجموعة من الباحثين اللذين يتابعون مجموعة من الشمبانزي، إلى إمكانية تفسير سلوك بعض إناث الشمبانزي من هذه المجموعة في ترك المجموعة عندما يصبحنّ حوامل، وقد شعر العلماء العاملون في تنزانيا بالصدمة إذ شهدوا ذكر شمبانزي يختطف طفل شمبانزي عمره بضع ثواني فقط قبل أن يلتهمه.
وتساءل الخبراء منذ فترة طويلة عن سبب حصول الأمهات اللواتي سيحصلن قريبا على طفل لماذا يغادرنَّ المجموعة، ولكن هذه المشاهدات الجديدة يمكن أن تشكف السبب وراء ذلك، ويعمل الباحث هيتونارو نيشي وزملاؤه من جامعة كيوتو في اليابان في جبال ماهال على مدى السنوات القليلة الماضية للتعرف على السبب في ذلك.
وأحد الأسباب التي أدت إلى ظهور عدد قليل جدًا من المواليد هو أنَّ الشمبانزي الإناث يتركن مجموعتهن عندما يكونوا في مرحلة الولادة، وفقا لموقع "New Scientist"، وتنفصل الإناث عن وضعهم الاجتماعي العادي حتى يبلغ الرضيع عدة أسابيع أو حتى أشهر من العمر، وقد فوجئ الباحثون عندما بدأت إحدى الإناث في المجموعة بوضع طفلها أمامهن، وأمام أفراد الشمبانزي الأخرى، صباح أحد أيام شهر ديسمبر/ كانون الأول، وقبل أن تتمكن الأم من التقاط الطفل، أمسك به أحد الذكور واختفى في الأدغال.
وعثر أحد أعضاء الفريق عليه يأكل الطفل أثناء جلوسه عند شجرة، بعد حوالي ساعة ونصف الساعة. وفي غضون ساعة، كان قد التهم جسم الرضيع بالكامل، وتقول تاتيانا هامل، المحاضرة في مجال الحفاظ على الرئيسيات في جامعة كينت، التي لم تشارك في الدراسة، إنه من المحتمل أن تكون الإناث غير مدركة للطقوس المحيطة بالولادة، ولكن نادرًا ما يتسبب ذلك في أكل لحوم وقتل الأطفال.
وأضافت هامل "أنا أعمل مع مجتمع الشمبانزي في غرب أفريقيا، ولم أشهد أي حالات مماثلة. أتوقع أنها ستستمر في" إجازة الأمومة" ومن لمعروف أن بعض الأنواع تقتل ذرية الآخرين، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنافسيهم، ويعد قتل الأطفال أكثر شيوعا في الثدييات عندما كيون على العدد القليل من الذكور المنافسة على التكاثر مع العديد من الإناث، وقد لوحظ ذلك في أنواع الثدييات ما بين الدلافين والأسود.
ويمكن أن ينظر إلى أنَّ المواليد الجدد يستغلون الموارد أو يتنافسون عليها، كما يشكلوا تهديدا للنجاح الإنجابي للذكور، وقد شوهدت أناث الشمبانزي يقتلون أطفالا أناث أخريات، خاصة عندما يكون الغذاء شحيحا، ويعتقد الباحثون أن طفل قرد الشمبانزي قد ينظر إليها على أنه مصدر تغذية من قبل من الذكور البالغون.
أرسل تعليقك