الأفيال تتجنب حقول الألغام بعد الحرب الأهلية في أنغولا
آخر تحديث GMT04:38:04
 العرب اليوم -

يتم استعمال "جيوش من الفئران" لتطهير الأراضي

الأفيال تتجنب حقول الألغام بعد الحرب الأهلية في أنغولا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الأفيال تتجنب حقول الألغام بعد الحرب الأهلية في أنغولا

الأفيال تتجنب حقول الألغام
لواندا - عادل سلامه

طوال 27 عاما، عانت أنغولا من الحرب الأهلية وفقدت نصف مليون شخص وأهلكت الحياة البرية أيضا، أصبح الكركدن والفيلة أهدافا قيمة وكان وحيد القرن والعاج بمثابة العملة للأسلحة بين قوات المتمردين، وخلال النزاع، فر السكان مع الأفيال عبر الحدود إلى بوتسوانا وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية،

وعندما انتهت الحرب في عام 2002 بدأ السكان ببطء بالعودة إلى مناطق رعيهم قبل الصراع، غير أن هناك مشكلة كبيرة لا تزال قائمة، إذ أن ملايين الألغام الأرضية لا تزال في مواقعها الأصلية وغير موجودة في جميع أنحاء أنغولا، وقتلت العديد من الأفيال وتشوهت بسبب المتفجرات أثناء محاولتها إعادة الاستعمار.

وأظهرت البيانات التي تم جمعها عن الأفيال التي تم نقلها عبر المناطق المتضررة أن القطعان تتجنب حقول الألغام، وهذا يعني أن بعض الفيلة العائدة على الأقل لديها حقول ألغام مرتبطة بها، ما الذي يمكن أن تستند إليه هذه الجمعية؟ ولو أن حقول الأفيال - التي تتفادى الألغام - رأت أن آخرين قتلوا في تلك المناطق؟ أم أنها ربطت رائحة الألغام الأرضية بالخطر، واستقراء الخطر إلى مناطق أخرى كانت فيها الرائحة موجودة؟ لم يتمكن التقرير من الإجابة على جميع هذه الأسئلة، ولتضييق البحث انا وزملائي حددنا طريقة لمعرفة ما إذا كان الفيلة يمكن أن تميز رائحة المكون الرئيسي للألغام الأرضية، فأظهرت بعض الحيوانات منافسات رائعة للكشف عن الألغام الأرضية الممتازة - من بينها الكلاب والجرذان المنقوشة الغامبية، كما أن النحل أيضا جيدة في ذلك، وكشف "كريستوف كوكس"، رئيس مجموعة أبوبو البلجيكية لإزالة الألغام، يمكن التخلص من الألغام بأقل تكلفة عن طريق تدريب الجرذان "الفئران كبيرة الحجم" الأفريقية العملاقة التي تعيش ثمانية أعوام وتتمتع بــ"حاسة شم قوية" على استكشاف الألغام، وتعود فكرة هذا المشروع إلي "بارت ويتجينز"، مؤسس المنظمة البلجيكية APOPO التي بدأت في تربية الفئران عام 1997، ويوجد بينهما اختلاف بسيط في طرق المعيشة والغذاء، حيث أن الفئران تتغذى علي الحبوب الغذائية وبعض المأكولات البشرية، أما "الجرذان"في الغالب تعيش في البرك والمستنقعات والقمامة، وتتغذي عليها.

وفي وقت سابق نشرت صحيفة "نيو فيجن" الأوغندية، أنها تستعين بـ "جيوش من الفئران" المدربة جيدا ، لتطهير شمال البلاد من الألغام التي خلفتها الحروب، حيث أن برنامج الفئران يمكنه إزالة الألغام من مساحة تبلغ 100 متر مربع خلال 20 دقيقة، فضلا عن أنهم أرخص من العمال البشر، وعندما يعثرون علي لغم يُكافئون بثمرة فاكهة، في حين يمكن لأحد خبراء الألغام القيام بنفس الشيء في غضون يومين، وقد استخدمت موزمبيق أيضا جيش صغير مدرب من الفئران، لتطهير أراضيها من عشرات الآلاف من الألغام، التي زرعت بأراضيها خلال الحرب الأهلية، وكتبت صحيفة "تايمز"، أن تنزانيا، وأنغولا أيضا استخدما الفئران، للكشف عن الألغام الأرضية، كما يُجرى الآن تدريبهم في جنوب شرق آسيا بالتعاون مع المركز الكمبودي لإزالة الألغام، فضلا عن تدريب خمسة عشر فأرا بكمبوديا علي اكتشاف الألغام، ومن ناحية أخرى، يعكف بعض العلماء علي متابعة قدرة الحشرات على التصرف لدى البحث عن طعامها أو عند مواجهتها للخطر، فقاموا بغسل أدمغتها بأشعة الليزر وتسخيرها للقيام ببعض الأعمال العسكرية التي يرغبونها.

انضمت الفئران في تنزانيا إلى طاقم وكوادر اكتشاف المتفجرات والألغام الأرضية، ويتم في هذا البلد الإفريقي تدريب تلك الفئران على اكتشاف الألغام اعتمادًا على حاسة الشم القوية التي تمتلكها تلك الحيوانات، تدرب منظمة المجتمع المدني البلجيكية "أبوبو" في منطقة موروغور في تنزانيا الفئران البنية على اكتشاف الألغام الأرضية، عوضًا عن الاستعانة بالكلاب، هذه الحيوانات تتمتع بحاسة شم قوية تفوق الكلاب، علاوة على أن وزنها أقل بحوالى كيلوجرام واحد على الأقل من الوزن الذي يتسبب عادة في تفجير اللغم، يتم تدريب الفئران على التعرف على مادة "تى،إن،تى" المتفجرة، ومنذ سنة 2000، بدأت منظمة "أبوبو" عملها داخل مبنى معهد الزراعة الجامعي في تنزانيا، وفي سنة 2006 باشرت الفئران عملها رسميًا ضمن كوادر كسح الألغام في موزمبيق، وقبل أن يتم الاستعانة بالفئران، يتم إخضاعها إلى اختبار، الذي يتم على ضوئه تحديد مدى جاهزيتها لتولى المهمة، تتعلم الفئران طريقة بحث ممنهجة وشاملة عن الألغام، ويتم ربطها بأوان مشابهة للأوانى المنزلية، فيما يقف مدربان على طرفي الحبل، وتبحث الفئران في الأرض بشكل أفقى منتظم، لتنتقل بعد ذلك إلى الجهة الأخرى، وفي مراحل التدريب الأولى، تتعلم الفأرة التعرف على مادة "تي،إن،تي" داخل إناء لتحضير الشاي.

ومن خلال تلك الأبحاث وغيرها، أصبح من الممكن التحكم بواسطة أجهزة الليزر في الملايين من جموع النحل الأفريقي القاتل، وجعله يهاجم قاعدة عسكرية أو مدرسة أو مستشفي وإلحاق الضرر بالأرواح والممتلكات، ويعمل البنتاغون الآن علي دعم أبحاث تجنيد النحل للكشف عن المتفجرات والألغام، كما يمكن استخدام الكلاب أيضا، وفقا للتجربة الكرواتية في نزع الألغام، بجانب بعض المعدات المستخدمة، وكل مجموعة تتكون من أربعة كلاب، يقودهم واحد منهم، وللكلب القائد كافة التراخيص المطلوبة، وكلها مدربة للبحث والكشف عن الألغام، وتتميز بقدرتها المميزة علي الشم، ولها تراخيص عمل صادرة من المركز الكرواتي لنزع الألغام، وذكرت أحد المواقع على شبكة الانترنت، أنه تم استعانة لبنان في أميركا لإزالة الألغام، بواسطة مجموعة من الكلاب المدربة، كما تم تدريب الخبراء اللبنانيين على كيفية التعامل مع الكلاب في الكشف عن الألغام.

وكان العلماء قد انطلقوا في البداية من فكرة تدريب الحيوانات الجرابية على استكشاف مواقع الألغام الأرضية، لكنهم كانوا يستخدمون نظامًا يشمل على "الأقطاب الكهربائية" للدماغ، وهو ما اعتبره فيتينز أمرًا غير مستقر أو متوازن، وبدأ في البحث عن حلول محلية يمكنها أن تعمل على تفعيل طاقات المجتمعات المحلية، وقال إن الفئران والجرذان يمكنها ذلك، مشيرًا إلى صعوبة الدفاع عن الجرذان في فكرته، يشار إلى أن دول أفريقيا تنتشر فيها الملايين من حقول الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمركبات، وإلى سقوط ما يزيد على 73 ألف شخص ضحايا للألغام في الفترة بين عامي 1999 و2009، فيما سجلت 5426 حالة في العام 2007، وقع خمسها في 24 دولة أفريقية، وأشار الخبير هافارد باخ، العضو السابق في مركز جنيف الدولي لنزع الألغام المضاد للأفراد، إلى مدى حساسية أنف الفأر والجرذ، معتبرًا أن وزنها الخفيف يعتبر عاملًا مساعدًا إضافيًا في مشروع "الجرذ البطل" HeroRats.

وتقدر تكلفة تدريب جرذ على كشف مواقع الألغام الأرضية بحوالي 7700 دولار، وهي تكلفة لا تزيد على ثلث تكلفة تدريب كلب على ذلك، كما أن الجرذ لا يحتاج لأكثر من 7 شهور للتدريب على اكتشاف الألغام الأرضية، والفترة الزمنية قد تزيد أو تقل بناء على "ذكاء الفأر"، بحسب ما ذكر موشي، الذي تمكن من تدريب 14 جرذًا، ويتم تدريب تلك الجرذان على شم رائحة مادة "التي أن تي"، والتي من خلالها يتم الوصول إلى الألغام الأرضية، وكشف باخ أن 30 جرذًا تمكنت من تمشيط ما مساحته مليون متر مربع في موزمبيق ونجحت في اكتشاف 400 لغم أرضي، وتجهيزات أخرى، وتقول الأمم المتحدة إنه مازال هناك ما مساحته 9،6 مليون متر مربع في موزمبيق بحاجة إلى تمشيطها من الألغام الأرضية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفيال تتجنب حقول الألغام بعد الحرب الأهلية في أنغولا الأفيال تتجنب حقول الألغام بعد الحرب الأهلية في أنغولا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab