ستوكهولم - العرب اليوم
تفاجأ باحثون بإجراء سمكة "أبو شوكة" الاسكتلندية، تخصيبًا داخليًا لبويضاتها دون الحاجة لذكر، أو ما يُعرف بتجربة "الحمل العذري" لأول مرة في العالم، ما اضطرهم لإجراء عملية قيصرية لإنقاذ الأجنة.
وعادة ما تضع الأنثى بيوضها ويخصبها الذكر، ولكن من اللافت للنظر أن السمكة التابعة لفصيلة عظميات البطن، خصبت بيوضها بداخلها.
واكتشف الفريق البريطاني السمكة المميزة عن طريقة الصدفة، في رحلة استكشافية قبالة أقصى الشمال الغربي من اسكتلندا، لجمع الأصداف البرية وإجراء التجارب.
وكشفت حالة السمكة غير المعتادة التصاق البيوض بها وقربها من نفوقها؛ لذا اتُخذ القرار بإنقاذ حياة الأجنة شبه الكاملة، بعملية قيصرية.
وبشكل مثير للدهشة، فقس 54 من الأجنة بنجاح، وفقا لما كشفه الباحثون في مجلة التقارير العلمية. ثم نمت إلى مرحلة البلوغ في أحواض السمك بالجامعة، وما يزال هناك 20 سمكة على قيد الحياة، بعد مضي نحو 3 سنوات.
وقالت الدكتورة لورا دين، من كلية علوم الحياة في جامعة "نوتنغهام": "لقد دهشنا لما وجدناه عندما فحصنا السمكة في مختبرنا في (uter Hebrides). وبدت كأنها سمكة عادية ملتصقة ببيوضها، لذلك لم نتمكن من تصديق فكرة تطور الأجنة بشكل كامل داخل المبيضين".
وتشتهر سمكة "أبو شوكة" ثلاثية الأضلاع، "Gasterosteus aculeatus"، بأنها صغيرة وتجوب المياه العذبة والساحلية في نصف الكرة الشمالي.
واستُخدم الحمض النووي للسمكة بشكل كامل في مجموعة واسعة من البحوث الجينية. وطورت بعض أسماك البحيرات المزيد من الأضلاع العظمية، بينما يفتقر بعض الأنواع إلى العمود الفقري.
ويمكن القول إنه السجل الوحيد لهذا الشكل من الإخصاب وولادة النسل الحي، لدى أي سمكة في العالم.
لذا، قالت الدكتورة دين، إن هناك 3 آليات معروفة يمكن أن يحدث بها هذا النوع غير الطبيعي من التكاثر.
وشملت الآلية الأولى عملية "التوالد العذري"، حيث استنسخت السمكة نفسها، واقترحت النظرية الأخرى أن تكون السمكة خنثى (تمتلك الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية).
وقالت دين: "لقد استطعنا طرح هذين الاحتمالين لأنه، في التوالد العذري، يكون النسل متطابقا جينيا مع السمكة، وحتى لو كانت خنثى، فلن يمتلك سوى نسخ من جينات السمكة نفسها. وأجرينا الاختبارات الجينية البسيطة على النسل، ووجدنا أن لديه نسخا من الجينات لا تمتلكها السمكة، وبالتالي يجب أن يكون هنالك ذكر مشارك في العملية. وتقول نظريتنا إن الحيوانات المنوية دخلت إلى السمكة بطريقة ما، وخصبت البويضات التي تطورت إلى أجنة طبيعية".
واستطردت موضحة: "ما حدث على الأرجح، هو أن السمكة ذهبت إلى العش لتضع بيوضها، حيث وضعت أنثى أخرى بيوضا مغطاة بالحيوانات المنوية. وبطريقة ما، دخلت بعض الحيوانات المنوية إلى جسم السمكة، من خلال أنبوبها البيضاوي، وخصبت البيوض داخلها".
وقد يهمك أيضًا:
سلحفاة تثير حيرة الأطباء بسبب وجود قلبها خارج جسدها
أسماك القرش تحمل سر طول عمر الإنسان بفضل جيناتها الضخمة
أرسل تعليقك