المغرب يعاني من صداع حرائق الغابات في الصيف
آخر تحديث GMT12:26:39
 العرب اليوم -

المغرب يعاني من "صداع" حرائق الغابات في الصيف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المغرب يعاني من "صداع" حرائق الغابات في الصيف

تغير المناخ
الرباط - العرب اليوم

في صيف كل عام يسجل المغرب حصيلة ثقيلة من حرائق الغابات، إما نتيجة تغير المناخ أو بسبب التدخلات البشرية، مما يؤدي إلى تكبد البلاد خسائر مادية فادحة، فضلا عن التداعيات البيئية وكانت أحدث هذه الحرائق في منتصف مايو الجاري في غابات "الزميج" بمدينة طنجة شمال المغرب، وتمت السيطرة على الحريق من طرف عناصر الإطفاء وكان حريق ضخم شب في يوليو من العام الماضي في المنطقة ذاتها، وأتى على قرابة  36 هكتارا من أراضي الغابة التي يطلق عليها "الدبلوماسية" ويعتبر عدد الحرائق ومساحة الأراضي المتلفة مرتفعا نسبيا، مقارنة بمعدل التشجير الضعيف بالبلاد، وكذلك بسبب جفاف المناخ التي تصعب من عملية إعادة تشكيل المناطق المشجرة.

المنطقة الشرقية في الصدارة

ويقول الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ مصطفى بنرامل لموقع "سكاي نيوز عربية" إن حصيلة المساحات المتضررة من حرائق الغابات بالمغرب خلال 8 أشهر من عام 2020 قدرت بمساحة 1277 هكتارا واعتبر أن هذه الحصيلة تمثل انخفاضا بـ30 بالمئة مقارنة بالمعدل العشري (2010- 2020).

وأضاف أن هذه السنة تميزت بمحدودية عدد الحرائق والمساحات التي اجتاحتها النيران على الصعيد الوطني، حيث لم يتم تسجيل إلا 157 حريقا في الغابات، أي بانخفاض قدره 43 بالمئة مقارنة بالمعدل المسجل في الفترة نفسها خلال العشر سنوات الأخيرة و80 بالمئة من المساحة المتضررة تم تسجيلها في حريق واحد وهو حريق بمدينة المضيق شمال المغرب (غابة حوز الملاليين) واعتمادا على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحرائق، يؤكد الخبير البيئي، أن المنطقة الشرقية (الناظور، بركان وتاوريرت) تأتي في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق (60 حريقا)، حيث أن المساحة التي اندلعت فيها النيران تقدر بـ 244 هكتار.

وتليها منطقة الريف (شفشاون، تطوان، طنجة، العرائش ووزان) التي اجتاحت فيها النيران مساحة تقدر بـ106 هكتار من خلال 66 حريق وأما على مستوى التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة بالجنوب، يبرز بنرامل، أن المنطقة الجنوبية الغربية (تارودانت وتيزنيت وأكادير وشتوكة آيت باها)، تأتي في المقدمة، من خلال اندلاع 46 حريقا هم 535 هكتار، يليها الأطلس الكبير (الصويرة ومراكش وشيشاوة) بـ15 حريقا مس 239 هكتارا وحسب أرقام رسمية لقطاع المياه والغابات، فإن حوالى 19 بالمئة من المساحة الإجمالية للغابات بالمغرب تتهددها أخطار الحرائق الموسمية خلال فصل الصيف، أي ما يعادل مليون هكتار خصوصا أن 62 بالمئة من الحرائق التي يشهدها المغرب كلها تتركز بالمناطق الشمالية والشرقية.

 مطالب برفع درجة الوعي

وتتسبب هذه الحرائق في خسائر مادية كبيرة تؤدي لانعكاسات اقتصادية واجتماعية وبيئية وخيمة، مما يستوجب، حسب الخبير البيئي ذاته، ضرورة اتخاذ تدابير استباقية للحد من أسباب الحرائق، ورفع مستوى وعي المواطنين وتحسيسهم بمخاطر الحرائق، وتجهيز الوحدات الغابوية بآليات التدخل الأولي ومن جهته، قال حميل رشيل، وهو خبير بيئي لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المغرب يعد من البلدان المتوسطية التي تتأثر بحرائق الغابات حيث بلغ إجمالي المساحة المتضررة أكثر من 2414 هكتار، ومن ضمن المناطق المتضررة، منطقة الرباط التي أتى 11 حريقا على 70 هكتار،

بينما بمنطقة الشمال الغربي 31 حريق أتى على 54 هكتار ويصف رشيل أن حرائق الغابات تنعكس سلبا على التنمية المستدامة، مطالبا بتكثيف الجهود من أجل تجديد الغابة بالاعتماد على أنواع الشتائل الخاصة لهذه الرقع الخضراء، وتوفير تجهيزات من الحرائق، وتعزيز دوريات المراقبة للإنذار المبكر وطالب باستحداث أبراج جديدة للمراقبة والتنبؤ السريع، واتخاذ التدابير الوقائية والبرامج التحسيسية والتوعوية، وذلك في إطار مخطط محاربة الحرائق، ثم إحداث مركز وطني لتدبير المخاطر المناخية والإشراف على برنامج الوقاية والتنبؤ، وتحسين كفاءة وعلمية التنسيق للنهوض بالغابة بشكل تنموي.

استراتيجية وطنية للحفاظ على الغابة

وكان المغرب وضع استراتيجية وطنية (2020- 2030) تهدف إلى إعادة تغطية أكثر من 133 ألف هكتار من الغابات وخلق 27 ألف و500 منصب شغل مباشر إضافي، فضلا على بلوغ عائدات تثمين سلاسل الإنتاج والسياحة البيئية لبلوغ قيمة تجارية سنوية تصل إلى 5 ملايين درهم وتهدف الاستراتيجية الوطنية التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى معالجة إشكالية التدهور وإنشاء توازن بين الحفاظ على الغابة ومواردها وتطويرها وتسعى أيضا تعزيز تنافسية القطاع وضمان عصرنته، ومصالحة المواطنين مع الغابة، وتطوير موروث غابوي لفائدة كافة الأجيال والفئات الاجتماعية، حسب نموذج تدبير مستدام ومندمج ومدر للثروة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الإمارات تقدم طلبا لاستضافة الدورة 28 لمؤتمر بشأن تغير المناخ

تغير المناخ قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة النفايات الفضائية ويجعلها أسوأ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب يعاني من صداع حرائق الغابات في الصيف المغرب يعاني من صداع حرائق الغابات في الصيف



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab