المغرب يعاني من صداع حرائق الغابات في الصيف
آخر تحديث GMT13:05:08
 العرب اليوم -

المغرب يعاني من "صداع" حرائق الغابات في الصيف

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المغرب يعاني من "صداع" حرائق الغابات في الصيف

تغير المناخ
الرباط - العرب اليوم

في صيف كل عام يسجل المغرب حصيلة ثقيلة من حرائق الغابات، إما نتيجة تغير المناخ أو بسبب التدخلات البشرية، مما يؤدي إلى تكبد البلاد خسائر مادية فادحة، فضلا عن التداعيات البيئية وكانت أحدث هذه الحرائق في منتصف مايو الجاري في غابات "الزميج" بمدينة طنجة شمال المغرب، وتمت السيطرة على الحريق من طرف عناصر الإطفاء وكان حريق ضخم شب في يوليو من العام الماضي في المنطقة ذاتها، وأتى على قرابة  36 هكتارا من أراضي الغابة التي يطلق عليها "الدبلوماسية" ويعتبر عدد الحرائق ومساحة الأراضي المتلفة مرتفعا نسبيا، مقارنة بمعدل التشجير الضعيف بالبلاد، وكذلك بسبب جفاف المناخ التي تصعب من عملية إعادة تشكيل المناطق المشجرة.

المنطقة الشرقية في الصدارة

ويقول الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ مصطفى بنرامل لموقع "سكاي نيوز عربية" إن حصيلة المساحات المتضررة من حرائق الغابات بالمغرب خلال 8 أشهر من عام 2020 قدرت بمساحة 1277 هكتارا واعتبر أن هذه الحصيلة تمثل انخفاضا بـ30 بالمئة مقارنة بالمعدل العشري (2010- 2020).

وأضاف أن هذه السنة تميزت بمحدودية عدد الحرائق والمساحات التي اجتاحتها النيران على الصعيد الوطني، حيث لم يتم تسجيل إلا 157 حريقا في الغابات، أي بانخفاض قدره 43 بالمئة مقارنة بالمعدل المسجل في الفترة نفسها خلال العشر سنوات الأخيرة و80 بالمئة من المساحة المتضررة تم تسجيلها في حريق واحد وهو حريق بمدينة المضيق شمال المغرب (غابة حوز الملاليين) واعتمادا على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحرائق، يؤكد الخبير البيئي، أن المنطقة الشرقية (الناظور، بركان وتاوريرت) تأتي في مقدمة المناطق المتضررة من الحرائق (60 حريقا)، حيث أن المساحة التي اندلعت فيها النيران تقدر بـ 244 هكتار.

وتليها منطقة الريف (شفشاون، تطوان، طنجة، العرائش ووزان) التي اجتاحت فيها النيران مساحة تقدر بـ106 هكتار من خلال 66 حريق وأما على مستوى التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة بالجنوب، يبرز بنرامل، أن المنطقة الجنوبية الغربية (تارودانت وتيزنيت وأكادير وشتوكة آيت باها)، تأتي في المقدمة، من خلال اندلاع 46 حريقا هم 535 هكتار، يليها الأطلس الكبير (الصويرة ومراكش وشيشاوة) بـ15 حريقا مس 239 هكتارا وحسب أرقام رسمية لقطاع المياه والغابات، فإن حوالى 19 بالمئة من المساحة الإجمالية للغابات بالمغرب تتهددها أخطار الحرائق الموسمية خلال فصل الصيف، أي ما يعادل مليون هكتار خصوصا أن 62 بالمئة من الحرائق التي يشهدها المغرب كلها تتركز بالمناطق الشمالية والشرقية.

 مطالب برفع درجة الوعي

وتتسبب هذه الحرائق في خسائر مادية كبيرة تؤدي لانعكاسات اقتصادية واجتماعية وبيئية وخيمة، مما يستوجب، حسب الخبير البيئي ذاته، ضرورة اتخاذ تدابير استباقية للحد من أسباب الحرائق، ورفع مستوى وعي المواطنين وتحسيسهم بمخاطر الحرائق، وتجهيز الوحدات الغابوية بآليات التدخل الأولي ومن جهته، قال حميل رشيل، وهو خبير بيئي لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المغرب يعد من البلدان المتوسطية التي تتأثر بحرائق الغابات حيث بلغ إجمالي المساحة المتضررة أكثر من 2414 هكتار، ومن ضمن المناطق المتضررة، منطقة الرباط التي أتى 11 حريقا على 70 هكتار،

بينما بمنطقة الشمال الغربي 31 حريق أتى على 54 هكتار ويصف رشيل أن حرائق الغابات تنعكس سلبا على التنمية المستدامة، مطالبا بتكثيف الجهود من أجل تجديد الغابة بالاعتماد على أنواع الشتائل الخاصة لهذه الرقع الخضراء، وتوفير تجهيزات من الحرائق، وتعزيز دوريات المراقبة للإنذار المبكر وطالب باستحداث أبراج جديدة للمراقبة والتنبؤ السريع، واتخاذ التدابير الوقائية والبرامج التحسيسية والتوعوية، وذلك في إطار مخطط محاربة الحرائق، ثم إحداث مركز وطني لتدبير المخاطر المناخية والإشراف على برنامج الوقاية والتنبؤ، وتحسين كفاءة وعلمية التنسيق للنهوض بالغابة بشكل تنموي.

استراتيجية وطنية للحفاظ على الغابة

وكان المغرب وضع استراتيجية وطنية (2020- 2030) تهدف إلى إعادة تغطية أكثر من 133 ألف هكتار من الغابات وخلق 27 ألف و500 منصب شغل مباشر إضافي، فضلا على بلوغ عائدات تثمين سلاسل الإنتاج والسياحة البيئية لبلوغ قيمة تجارية سنوية تصل إلى 5 ملايين درهم وتهدف الاستراتيجية الوطنية التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى معالجة إشكالية التدهور وإنشاء توازن بين الحفاظ على الغابة ومواردها وتطويرها وتسعى أيضا تعزيز تنافسية القطاع وضمان عصرنته، ومصالحة المواطنين مع الغابة، وتطوير موروث غابوي لفائدة كافة الأجيال والفئات الاجتماعية، حسب نموذج تدبير مستدام ومندمج ومدر للثروة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الإمارات تقدم طلبا لاستضافة الدورة 28 لمؤتمر بشأن تغير المناخ

تغير المناخ قد يؤدي إلى تفاقم مشكلة النفايات الفضائية ويجعلها أسوأ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب يعاني من صداع حرائق الغابات في الصيف المغرب يعاني من صداع حرائق الغابات في الصيف



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ناصيف زيتون يشوّق الجمهور لأغنيته الجديدة بطريقة مميزة
 العرب اليوم - ناصيف زيتون يشوّق الجمهور لأغنيته الجديدة بطريقة مميزة

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab