الفلسطيني محمد الهجّان يروي تفاصيل معاناته مه 60 عامًا من تربية الإبل
آخر تحديث GMT05:08:04
 العرب اليوم -

أكد أنه لا يتصور نفسه دون جمل وناقة يكتفي بها عن كل الناس

الفلسطيني محمد "الهجّان" يروي تفاصيل معاناته مه 60 عامًا من تربية الإبل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفلسطيني محمد "الهجّان" يروي تفاصيل معاناته مه 60 عامًا من تربية الإبل

الإبل
رام الله - العرب اليوم

دأب الفلسطيني محمد أبو زريقة منذ نعومة أظفاره، على تعلم الطريقة المثلى للتعامل مع الإبل وكيفية العناية بها ومداواتها بشكل جيد، حتى صار مرجعًا لمًربي الإبل الجدد في قطاع غزة، ليطلق عليه الجميع لقب "الهجّان".

أكثر من 60 عامًا قضاها أبو زريقة في تربية الإبل، تعلم المهنة عن والده، لتصير مهنته بالوراثة، وعلى الرغم من كبر سنه فإنه يستعد الآن لخوض أول سباق للمنافسة على لقب "أفضل هجان".

ويقول أبو زريقة لـ"العين الإخبارية"، "ولدت في بيت سبقني إليه ناقة وجمل، وكبرت ووالدي يدربني على مصاحبة الأبل، ولا أستطيع تخيل نفسي بدونها. تركت مدرستي من أجل التفرغ لها، برغم أن عائلتي لا تنتمي للبدو، أصحاب الإبل وأكثر الناس دراية بتربيتها والتعامل معها".

ويضيف، "قضيت أكثر من 60 سنة وأنا أربي الإبل. علمت أولادي أصول تربيتها، وهم معي اليوم يشدون سرجها ويركبونها كهجانة متمكنين، ولم أسمع لهم شكوى بسبب وجودها في باحة البيت الخلفية".

ويوضح أبو زريقة أن الإبل تحتاج إلى عناية خاصة ودقة في التعامل، فهو يهتم بها كاهتمامه ببيته وأولاده، ومن أجلها تعلم العزف على آلتي "الشبابة واليرغول"، كل ليلة يأتي أصدقاؤه للسمر فيعزف لهم، وتكون الإبل حاضرة تستمع كأنها من الساهرين.

لا يخفي أبو زريقة المتاعب التي عاشها طيلة سنوات تربيته للأبل، ويأسف لعدم اهتمام المستويات الرسمية لهذا النوع من الحيوانات، على الرغم من أنها جزء أصيل من تراث الشعب الفلسطيني حافظت عليه القبائل المشهورة وكانت تعتد بتربيتها، كما تمتاز كل قبيلة بوسائل وأساليب تخصها بالتعامل مع الجمال.

ويتابع، "أشهر القبائل في تربية الإبل هي الترابين، وكان لوالده صديق من هذه القبيلة علمه تربية الجمال وهو صبي فعلمها لأولاده، وهي اليوم تنتقل إلى الأحفاد، لأن الأبل تورد الخير، وتورث الصبر، ومحامد الأخلاق، وعلى الرغم من كل متاعبها فإنها تبقى مهنة تعبر عن الأصالة والتمسك بالتراث الفلسطيني".

وعن دوافع تربيته للأبل على الرغم من صعوبة ظروفه وقساوتها واعتماده على الزراعة كدخل للعيش، يقول أبو زريقة، "الدافع الأكبر أنني لا أتصور نفسي دون جمل وناقة، فهي من أكثر مسببات السعادة بالنسبة لي، واكتفي بها عن كل الناس، فأعزف لها وأمسح على ظهرها كلما شعرت أنها متعبة أو مريضة، وأسهر بقربها حتى تتعافى. هذه حياتي"، لافتاً إلى أن اكثر لحظاته حزناً حين يبيع أحدها لتدبير الأموال، وأجمل أوقاته حين يستقبل مولودا جديدا من الأبل، إذ يقضي أياما قربه للعناية به.

وتمثل تربية الإبل متعة بالغة لمحمد أبو زريقة، إذ يقول: "لم أفكر في يوم من الأيام أن أربح من تربية الأبل، ولكن بحكم وجودها في حياتي أصبحت مطلعاً على سوقها في قطاع غزة، فالأبل يربيها المهتمون بها فقط وأغلبهم من البدو، ويعتبرونها جزءا أصيلا من حياتهم"، ويقدر أبو زريقة عدد رؤوس الأبل في قطاع غزة، بنحو 50 ألف رأس إلا أن وزارة الزراعة الفلسطينية قدرتها في عام 2012 بـ 1000 رأس من الأبل فقط.

دعم منقوص

ويرى أبو زريقة أن الهجّانة في قطاع غزة ينقصهم الكثير من التدريب والدعم المادي لتوفير احتياجات الأبل، خصوصاً من الكلأ والمكان الواسع، فالإبل لا تعيش في الأماكن المحصورة والضيقة. وعلى الرغم من انخفاض تكاليف الاعتناء بها لأنها تأكل كل شيء من حشائش وصبار وبقايا البيت والبلح والذرة وغيرها، ولا تحتاج إلى الشعير والأعلاف مثل الحيوانات الأخرى، فإنها تحتاج إلى همة عالية في العناية ومعرفة تفاصيل حياتها، فالناقة يستمر حملها نحو 12 شهرا وأحياناً 13، وفي هذه الفترة يبقى الجمل صائماً عن الطعام لمدة 4 أشهر كاملة بالقرب من أنثاه، ولأنه مخلوق حساس جداً يجب التعامل معه بحذر، فالأبل تشعر بمن يعاملها بإحسان، ومن يحتقرها ويهينها.

سباقات الهجانة

عن سباقات الجري التي بدأت تظهر في قطاع غزة من قبل الهجانة ومربيّ الأبل، يقول حازم عبدالرحيم، أحد الهجانة الذين يحضّرون لسباق أكتوبر/تشرين الأول في قطاع غزة: "الغرض من السباق هو دعم مربي الأبل، والترويج لهذا النوع من الحيوانات التي لم تأخذ حقها بالعناية من قبل الجهات الرسمية، كما أن السباق يظهر كفاءة الجمال وقدراتها، ويساعد على تصنيفها وفق الأعراف المتبعة من قبل القبائل المختصة،فالأبل في قطاع غزة كلها أصيلة ولا يوجد بينها هجين أو شارد، كما بدأ المربون بتحسين الذريات لتكون صافية بنسبة عالية، وهذا كله أصبح ميزانه ميدان السباق".

ويرفض حازم مثل أبو زريقة حصر فوائد ومنافع الأبل بالتسلية واللحم والحليب، ويتفقان على أن امتلاك الأبل حياة أخرى لا يعرف قيمتها سوى من يعيشها ولا تقاس متعتها بقدر ما تستهلكه تلك الحيوانات من طعام وما ينفق عليها من أموال، بل قيمتها أكبر من ذلك وهي دليل واضح على أصالة الشعب الفلسطيني وتمسكه بتراثه، وأنه ابن بيئته.

قد يهمك أيضا:

هل "يشفي" حليب الإبل من مرض السكري؟

أول مستشفى في العالم لعلاج الإبل في دولة عربية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطيني محمد الهجّان يروي تفاصيل معاناته مه 60 عامًا من تربية الإبل الفلسطيني محمد الهجّان يروي تفاصيل معاناته مه 60 عامًا من تربية الإبل



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 العرب اليوم - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab