محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة
آخر تحديث GMT11:00:17
 العرب اليوم -

بعد إقامة السدود على مصبات الأنهار

محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة

المياه الملوثة
بغداد _ العرب اليوم

ينتظر يونس سليم على سرير جناح الطوارئ في مستشفى البصرة أنَّ يعاينه أحد الأطباء المنهمكين في علاج المرضى، إثر إصابته بتسمم سببته المياه الملوثة، كما هو حال آلاف العراقيين من أبناء هذه المحافظة الجنوبية.

ويشهد العراق نقصًا كبيرًا في منسوب المياه بسبب الجفاف، تعيش البصرة وسط معاناة المياه الملوثة والمالحة ونقص الخدمات العامة وانقطاع التيار الكهربائي وفتحات مجارٍ مفتوحة وتلوث الهواء بسبب مشاعل احتراق تنتشر في حقول نفطية في المنطقة.

ومع معاناة يونس سليم من الألم بسبب المغص بعد خطئه بشرب مياه الصنبور نظرًا لارتفاع ثمن المياه المعدنية، ينظر إلى آخرين حوله يتلقون حقنا لمعالجة الجفاف الذي أصابهم بسبب الإسهال الحاد.

ويروي سليم لوكالة الصحافة الفرنسة " نُعطي مياهًا معدنية فقط لأطفالنا الثلاثة، لكنني وزوجتي نشرب في أغلب الأحيان مياه الصنبور".

وقال رياض عبد الأمير المدير العام لدائرة الصحة في البصرة " إنَّه منذ 12 آب / أغسطس استقبلنا أكثر من 17 ألف حالة إسهال ومغص وتقيؤ في محافظة البصرة، وهي بين أكثر المحافظات اكتظاظًا بالسكان في البلاد والوحيدة التي تطل على الخليج، لكنه حذر من أنَّه رغم أن حالات التسمم حميدة حتى الآن وجميع المرضى يعودون إلى منازلهم، إلّا أنَّ الوضع يزداد سوءًا". 

وقال عبد الأمير" إنَّه لم يواجه مثل هذه الأزمة على مدى 11 عامًا من عمله، تزامنًا مع خدمات عامة متداعية وارتفاع في الأسعار".

وأعرب عبد الأمير عن قلقه لأن المياه المالحة ذات التركيز المنخفض جدًا من الكلور في ظل درجات حرارة منخفضة متوقعة خلال موسم الخريف، تشكل أجواء مواتية لظهور الكوليرا.
بدورها، تبذل أم حيدر وهي بائعة في أحد أسواق البصرة، جهودها لتوفير المياه النقية لعائلتها المؤلفة من 30 شخصًا. 

وأضافت أم حيدر " إنَّ ألف لتر تكلف 20 ألف دينار (نحو 17 دولار) وخلال نصف ساعة نشرب ونغسل للأطفال، ولا يبقى منها شيء"، فيما كانت الكمية نفسها تكلف سابقا 5 آلاف دينار".

ومن جهته ، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي واجه خلال الشهرين الماضيين، احتجاجات شعبية واسعة في البصرة " إنَّ معدلات الملوحة في المياه في ارتفاع منذ عقود فيما ينخفض تركيز الكلور، وهناك "نقص في الأمطار" هذا العام".

ويتقاسم العراق وإيران شط العرب حيث يصب نهرا دجلة والفرات مياها عذبة، لكنها تختلط بمياه البحر المالحة القادمة من الخليج.

وأصبحت مياه الخليج المالحة تتقدم لمسافة 40 كيلومترا داخل مجرى النهر شمال مدينة البصرة.

وقامت تركيا وإيران خلال سنوات من الحروب المتكررة التي شهدها العراق، بإقامة سدود على مصبات الأنهار المشتركة مع العراق، الأمر الذي أدى إلى انخفاض حاد في منسوب المياه، ما تسبب في تغييرات بيئية، وبالإضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة، هناك نفايات يحملها النهران، بينها مياه صرف صحي في هذا البلد الذي يبلغ سكانه 38 مليون نسمة.

وتتدفق مياه الصرف الصحي في البصرة عبر قنوات مفتوحة إلى شط العرب، بالإضافة إلى مواد ملوثة أخرى سببها صناعات نفطية، تمثل هذه المصدر الرئيسي لميزانية البلاد، وهناك مصانع بتروكيماويات إيرانية في الجانب الإيراني من شط العرب.

وقال فيصل عبد الله، عضو مفوضية حقوق الإنسان الحكومية" إنَّ شط العرب أصبح مكبا للنفايات، ولم تجدد محطات المعالجة منذ 15 عامًا".

وتدعو المفوضية إلى إعلان البصرة محافظة منكوبة لتطلق الحكومة موارد لها وتبذل جهود لتأمين حصصها المائية انطلاقًا من سدود على منابع المياه.

وقال عبد الله" إنَّه من المفترض أن يصل المحافظة 75 مترًا مكعبا من المياه في الثانية الواحدة، لكن ما يصل فعلًا هو 59 مترًا مكعبًا في الثانية" بسبب استغلال محافظات تمتد على النهرين للمياه في ظل تدفق عالٍ للمياه ، بدلًا عن مياه الخليج التي تتصاعد في محافظة البصرة".

ويقول كاظم الغيلاني وهو مهندس زراعي كان يجري اختبارات بمساعدة جهاز فحص نسبة الملوحة " إن الملوحة تبلغ 12 مليغرام لكل كيلوغرام من الماء، وفي الأمر الطبيعي، تتراوح بين 1 إلى 1.5 مليغرام".

وتتواصل مظاهرات يومية أمام مبنى مديرية صحة البصرة، يقول الطبيب عبد الأمير" نحن نعالج نتائج الأزمة، لكن البحث عن أسبابها عند جهة أخرى"، في إشارة إلى مناطق أخرى. ودافع رئيس الوزراء عن حكومته بالقول" لا يمكننا أن نلوم الحكومة الحالية"، مشيرًا إلى أن صيانة المياه وتنقيتها من مسؤولية المحافظات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة محافظة البصرة يغرق سكانها في المياه المالحة والملوثة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab