جرى إجلاء آلاف الأشخاص عقب تفجير سد نوفا كاخوفكا الواقع على نهر دنيبرو في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية جنوبي أوكرانيا.وتسبب التفجير بارتفاع منسوب المياه في نهر دنيبرو، ما يُشكل خطر حدوث فيضانات تجتاح مدينة خيرسون الأوكرانية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إن خطر الفيضانات يهدد نحو 80 بلدة وقرية بعد تدمير السد، محملاً روسيا المسؤولية عن ذلك. ونفت روسيا تدمير السد -الذي يقع تحت سيطرتها- واتهمت أوكرانيا بقصفه. ولم تتحقق بي بي سي من مزاعم الطرفين.
ويعتبر سد كاخوفكا مهمّا للغاية بالنسبة للمنطقة. وهو يحتوي على خزان يوفر المياه للمزارعين والسكان، ولمحطة زابوريجيا للطاقة النووية. وهو قناة أساسية لنقل المياه جنوباً نحو شبه جزيرة القرم الواقعة تحت السيطرة الروسية.
وحذرت إدارة محطات الطاقة الكهرومائية الحكومية في أوكرانيا " أوكرهيدرونرغو"" من أن تسرب المياه من الخزان الذي يتم تفريغه باتجاه المصب، سيبلغ ذروته بحسب التوقعات صباح يوم الأربعاء.
وقالت إن ذلك سيتبعه فترة من "الاستقرار"، مع توقع انحسار المياه بسرعة في غضون أربعة إلى خمسة أيام.
وتسود مخاوف بشأن محطة زابوريجيا للطاقة النووية، والتي تستخدم مياه الخزان للتبريد.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوضع هناك تحت السيطرة، وأنه لا يوجد "خطر مباشر على السلامة النووية" في المحطة.
وغمرت المياه عدة بلدات، بينما أُجبر الأشخاص في المناطق الواقعة في مجرى المياه، على النزوح باستخدام الحافلات والقطارات.
وقالت نائبة المدعي العام فيكتوريا ليتفينوفا عبر شاشة القناة الرسمية في أوكرانيا، إن نحو 40 ألف شخص بحاجة لعمليات إجلاء، من بينهم 17 ألف شخص في المنطقة التي تسيطر عليها أوكرانيا غرب نهر دنيبرو، و25 ألف شخص في المناطق الشرقية الواقعة تحت السيطرة الروسية.
وتحدث وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمنكو عن إجلاء ألف شخص حتى الساعة، وقال في حديث للقناة الرسمية المحلية إن المياه غمرت "24 منطقة سكنية".
واتهم كليمنكو روسيا بقصف منطقة خيرسون الجنوبية حيث يتم إجلاء السكان، وحذّر من خطر انفجار الألغام نتيجة ارتفاع منسوب المياه.
التعليق على الفيديو،
أحد المنازل التي جرفها الفيضان على نهر دينيبرو في مدينة خيرسون
وقال أندري، أحد السكان المحليين الذين يقطنون قرب السد، إنه يعتقد أن روسيا تريد "إغراق المدينة".
وفي مدينة خيرسون الأوكرانية، قامت سيدة تدعى ليودميلا في خيرسون، بوضع مقتنياتها بما في ذلك آلة الغسيل داخل مقطورة معلقة بسيارة قديمة وقالت: "نحن خائفون من الفيضان. نأخذ أشياءنا إلى (منطقة) أكثر ارتفاعا بقليل من منسوب المياه".
داعية إلى "طرد القوات الروسية من هنا"، بقولها "إنهم يطلقون النار علينا. إنهم يغرقوننا أو يفعلون شيئا آخر".
وقال شخص آخر من سكان المدينة يدعى سيرهي إنه خائف من "أن ينتهي كل شيء هنا".
وأشار إلى المنازل والحدائق المجاورة قائلاً" سيغرق جميع الأشخاص والكائنات الحية".
وعلى الضفة الأخرى الواقعة تحت السيطرة الروسية، قال عمدة مدينة نوفا كاخوفكا الموالي لروسيا إن مياه الفيضان غمرت المدينة، وأُجريت عمليات إجلاء لنحو 900 شخص من السكان.
وقال إن السلطات أرسلت حافلات لنقل الأشخاص من المدينة إلى منطقتين آمنتين.
وأضاف أن منسوب المياه ارتفع إلى أكثر من 11 مترا، مشيرا إلى نقل عدد من السكان إلى المستشفى. وقال مسؤولون عينهم الكرملين إن المياه غمرت بلدة أوليشكي الصغيرة بشكل كبير.
وغمرت المياه حديقة حيوان "كازكوفا ديبروفا" الواقعة على ضفة النهر التي تسيطر عليها روسيا بالكامل، ونفقت جميع الحيوانات البالغ عددها 300. وفق ما نُشر عبر حساب الحديقة الرسمي على موقع فيسبوك.
ولم يتضح بعد ما الذي تسبب باختراق في السدّ في ساعات الصباح الأولى من يوم الثلاثاء، لكن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية اتهمت روسيا بتفجيره عمداً.
وكانت روسيا تخشى من أن تستخدم القوات الأوكرانية الطريق فوق السد، للتقدم نحو الأراضي التي تسيطر عليها، كجزء من الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا.
ويُعتبر السد مصدر قلق حقيقي لروسيا التي تدافع عن الأراضي التي اجتاحتها في جنوبي أوكرانيا.
وقد هاجمت القوات الأوكرانية الجسور في اتجاه مجرى النهر خلال الخريف الماضي، في محاولة لعزل القوات الروسية في خيرسون وحولها. لذلك، ربما قررت روسيا تدمير السد بهدف تعطيل هجوم أوكرانيا المضاد، الذي تخشى قدومه من اتجاهات متعددة.
ومع ذلك، يزعم مسؤول روسي أن أوكرانيا نفذت الهجوم على السد لصرف الانتباه عما اعتُبر إخفاقات في هجومها المضاد، ولحرمان شبه جزيرة القرم من المياه العذبة.
تاريخ متشابك وقرون من الصراع والحروب بين روسيا وأوكرانيا
ويُنظر إلى التصعيدات العسكرية الأخيرة، على أنها دليل على بدء الهجوم الأوكراني المتوقع الذي طال انتظاره.
وقال زيلينسكي في خطاب متلفز مساء الثلاثاء، إن تدمير السد لن يوقف أوكرانيا. وأضاف "سنحرر كل أرضنا".
المياه تغرق مساحات كبيرة من الأراضي
وقال مستشار وزارة الدفاع في أوكرانيا يوري ساك لبرنامج "توداي" على إذاعة بي بي سي 4، إن معلومات مصدرها اعتراض مكالمات هاتفية، تشير إلى رغبة روسيا باستهداف المزيد من السدود.
وأضاف قائلاً: "إنهم يدعون حاليا إلى تفجير المزيد من السدود على نهر دنيبرو"
ووصفت أوكرانيا الهجوم على السد بأنه "إبادة بيئية"، وتحدثت عن تسرب 150 طنا من زيت المحركات إلى نهر دنيبرو.
وحمّل قادة دول روسيا المسؤولية عن تفجير السد، إذ وصف بعضهم الفعل بأنه "جريمة حرب".
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه في حال ثبت ضلوع روسيا في تفجير السد، "سيبرهن ذلك عن مستويات منحدرة جديدة سنشهدها من العدوان الروسي".
وقال رئيس حلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن "تدمير السد أظهر مرة أخرى، وحشية الحرب الروسية في أوكرانيا". وقال رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل إنه "صُدم بالهجوم غير المسبوق".
وتحظر اتفاقيات جنيف بشكل واضح استهداف السدود في الحرب لما يمثل ذلك من خطر على المدنيين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك